2024 March 29 - 19 رمضان 1445
هل لرواية الحسن المثني فی انكار دلالة حديث الغدير ، صحة ؟
رقم المطلب: ٨٣٦ تاریخ النشر: ١٢ ذیحجه ١٤٤٤ - ٠٩:٢٠ عدد المشاهدة: 5512
الأسئلة و الأجوبة » عام
هل لرواية الحسن المثني فی انكار دلالة حديث الغدير ، صحة ؟

السائل: سيد محمد سعيد عصيري

توضيح السؤال :

من الإشكالات التي وردت علی حديث الغدير هی فی ضمن الحديث الذي یأتی فی الذيل. هذا الاشكال ل اوّل مرة ورد فی غالب رواية منسوبة الی ابن الامام الحسن المجتبي عليه السلام (حسن المثني) فی ردّ خلافة امير المؤمنين عليه السّلام عن الدهلوي (شيخ عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم الحنفي المتوفی 1239 هق.) فی كتاب «التحفة الاثنا عشرية». و المرحوم مير سيّد حامد حسين النقوي(المتوفی 1306هق.) ایضا لأول مرة اجاب عن هذا الاشكال فی كتاب «عبقات الانوار» .

فی عصر الحاضر ایضا الذی هو عصر هجوم الوهابية ضد الإسلام ؛ هذه الشبهة کررها بعض من علماء الوهابية من جملتهم الدكتور القفاري فی كتاب «اصول مذهب الشيعة».

هذه الرواية حسب نقل صاحب العبقات عن الدهلوي «التحفة الاثنا عشرية» و الوهابية المستحدثة هکذا :

أخرج أبو نعيم عن الحسن المثني ابن الحسن السبط رضي الله عنهما أنه سئل: هل حديث من كنت مولاه نص علي خلافة علي رضي الله عنه؟ فقال: لو قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يعني بذلك الخلافة لأفصح لهم بذلك، فإن رسول الله(ص) كان أفصح الناس، ولقال لهم: يا أيها الناس هذا والي أمركم والقائم عليكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا. ولو كان الأمر أن الله جل وعلا ورسوله صلي الله عليه وسلم اختار عليا لهذا الأمر وللقيام علي الناس بعده فإن عليا أعظم الناس خطيئة وجرما إذ ترك أمر رسول الله(ص) أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلي الناس.

فقيل له: ألم يقل النبي(ص) لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله لو يعني رسول الله(ص) بذلك الأمر والسلطان لأفصح به كما أفصح بالصلاة والزكاة ولقال: يا أيها الناس إن عليا والي أمركم من بعدي والقائم في الناس».

خلاصة عبقات الأنوار، سيد حامد النقوي، ج 9، ص 240 ، راجع کتاب الاعتقاد، البيهقي، ص355، به تحقيق: أحمد عصام الكاتب، ناشر، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط1، 1401هـ. .

هذه الرواية ذکرت فی كتاب القفاري و بعض آخر من الکتب بهذه المقدمة :

لذلك قال الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ كما يروي البيهقي ـ حينما قيل له: ألم يقل رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله إن رسول الله صلي الله عليه وسلم إن كان يعني بذلك الإمرة والسلطان والقيام علي الناس بعده لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، فما كان من وراء هذا شيء، فإن أنصح الناس للمسلمين رسول الله صلي الله عليه وسلم .

أصول مذهب الشيعة، عبد الله القفاري، ج2، ص840 ـ 842 .

الجواب:

دراسة السند :

الف : لو انه کما فی بعض الكتب مثل ما نقله العبقات عن الدهلوي ذکر فی بدایة السند «ابونُعَيم» ، فلندرس شرح حال ابانعيم :

ابو نُعَيم :

ابن تيمية یقول فی ابی نعيم هکذا :

فإن أبا نعيم روي كثيرا من الأحاديث التي هي ضعيفة بل موضوعة باتفاق علماء الحديث وأهل السنة والشيعة .

منهاج السنة ، ج 7 ، ص 52 .

و فی موضع آخر یقول :

مجرد رواية صاحب الحلية ونحوه لا يفيد ولا يدل علي الصحة فإن صاحب الحلية قد روي في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والأولياء وغيرهم أحاديث ضعيفة بل موضوعة باتفاق أهل العلم .

منهاج السنة ، ج 5 ، ص 79 .

ابن الجوزي فی ابی نعيم یقول :

وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم ، أي للصوفية ، كتاب الحلية وذكر في حدود التصوف أشياء قبيحة ولم يستحي أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وسادات الصحابة رضي الله عنهم فذكر عنهم فيه العجب .

تلبيس ابليس ، ج 1 ، ص 159 .

ب : و لو ان سند الرواية نقل مثل ما ذکره القفاري فی كتابه (اشرنا الیه آنفا) من دون ذكر اسم ابی نُعيم ، فلندرس سلسلة رواة هذا السند :

عن يحيي بن إبراهيم بن محمد بن علي، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن فضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن ... .

1 . يحيي بن إبراهيم بن محمد بن علي

هذا الشخص بهذا العنوان مهمل و لم یوجد فی کتب الرجال منه اثر .

2 . فضيل بن مرزوق

الذهبي یقول فیه هکذا :

قال النسائي: ضعيف، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد. قال أبو عبد الله الحاكم: فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح عيب علي مسلم إخراجه في الصحيح. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا كان ممن يخطئ علي الثقات ويروي عن عطية الموضوعات .

ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، ج 3 ، ص 362 .

و ایضا فی «المغني في الضعفاء» ذکر فی فضيل بن مرزوق هکذا :

ضعفه النسائي وابن معين أيضا. قال الحاكم: عيب علي مسلم إخراجه في الصحيح .

المغني في الضعفاء، ج 2، ص 515 .

و ایضا المزّي فی تهذيب الكمال یقول فیه هکذا :

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم : ... قلت: يحتج به ؟ قال : لا . وقال النسائي : ضعيف .

 

تهذيب الكمال ، ج 23 ، ص 308 ، تهذيب التهذيب، ج 8 ، ص 269 .

اشكالات فی الدلالة :

1 . الرواية المذکورة مما تفردت بها اهل السنّة، يعني: فقط نقلت عن طریق اهل السنّة و لم تنقل عن طریق رواة الشيعة. لهذا الدهلوي و اخلافه لم یصح منهم فی مقام المناظرة و الاستدلال مع الشيعة ان یحتجوا بهذه الرواية أو الرواية التي وردت عن طريق اهل السنّة فقط . علماء اهل السنّة، یردّون الرواية التي تنقل فی كتب الشيعة فقط و لم تنقل فی كتبهم فی مقام الاستدلال و المناظرة و یقولون:

لتفرده في روايه الشيعة بها لاتكون حجه في مقام الاستدلال وعدم حجيه روايات فرقه علي فرقه اُخري .

لهذا نحن ایضا نقول هذه الرواية مما تفرّدت بها اهل السنّة و لم تقبل فی الاستدلال .

. من القواعد المقرّرة ، عند علماء اهل السنّة : یعتبرون الرواية معتبرة اذا وجدت فی كتب الصحاح، الحال ان هذه الرواية لم تذکر فی کتبٍ من كتب الصحاح و بقیة الكتب الروائية المعتبرة عند اهل السنّة. لهذا نقول: لو کان لهذه الرواية اعتبار لذکرت فی احد الکتب الصحاح .

حتي انها لم تذکر فی مسند احمد و هذا احسن دليل، علی ضعف هذه الرواية. لأن احمد بن حنبل بصراحة یقول:

هذا الكتاب : جمعته وانتقيته من أكثر من سبع مئة ألف وخمسين ألفا ، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله ، صلي الله عليه وسلم ، فارجعوا إليه . فإن وجدتموه فيه ، وإلا فليس بحجة .

سير أعلام النبلاء ، الذهبي ، ج 11 ، ص 329 .

3 . علی فرض ان ل الحسن المثني مثل هذه الجملة ، حسب انه لم یکن معصوما ، فلا یکون قوله لنا حجة .

4 . هذا الکلام ینافی کلمات المعصومين الذین استفادوا من حديث الغدير علی امامة امير المؤمنین ع .

. هذا الحديث فی تضاد كامل مع حديث المناشدة عن الامير فی حديث الغدير الذی سیذکر فی الذیل:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَي قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ يَنْشُدُ النَّاسَ أُنْشِدُ اللَّهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ،صلي الله عليه وسلم، يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ « مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ». لَمَّا قَامَ فَشَهِدَ.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَي أَحَدِهِمْ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ،صلي الله عليه وسلم، يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ « أَلَسْتُ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ ». فَقُلْنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ».

مسند احمد ، ج 1 ، ص 119 ، ح 973 .

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَي ، قَالَ : ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَي ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مَرَّ ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ ، قَالُوا : سَمِعْنا عَلِيًّا ، يَقُولُ : نَشَدْتُ اللَّهَ رَجُلا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وسلم ، يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ لَمَّا قَامَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ عَشَرَ رَجُلا ، فَشَهِدُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وسلم ، قَالَ : أَلَسْتُ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، قَالُوا : بَلَي يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ .

 

البحر الزخار (مسند البزار) ، أبو بكر البزار (المتوفی292 هـ ) ج 3 ، ص 35 ، ح 786 ، ناشر : مؤسسة علوم القرآن , مكتبة العلوم والحكم ، بيروت , المدينة ، 1409 ، الطبعة : الأولي ، تحقيق : د. محفوظ الرحمن زين الله .

الهيثمي بعد نقل الرواية یقول :

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة

مجمع الزوائد ، ج 9 ، ص 105 .

الالباني الذی الوهابية یلقبونه ب لقب البخاري فی هذا الزمان یقول فی الرواية المذکورة هکذا :

و أخرج عبد الله بن أحمد في زوائده علي المسند ( 1 / 118 ) عن سعيد بن وهب و زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يوم غدير( خم ) إلا قام ، فقام من قبل سعيد ستة ، و من قبل زيد ستة ، فشهدوا ... الحديث .

و قد مضي في الحديث الرابع ، الطريق الثانية و الثالثة . و إسناده حسن ، و أخرجه البزار بنحوه و أتم منه .

و للحديث طرق أخري كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في المجمع ( 9 / 103 ، 108 ) و قد ذكرت و خرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام علي أسانيدها بصحة الحديث يقينا، و إلا فهي كثيرة جدا، و قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح و منها حسان. و جملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأول منه متواتر عنه صلي الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه، و ما ذكرت منها كفاية.

السلسلة الصحيحة ، ج 4 ، ص 249 ، طبق برنامج المكتبة الشاملة .

6 . هذا الکلام المنسوب الی حسن المثني الذی فرق بین الولي و الوالي و قال: لو کان مقصود رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم هکذا لابد ان یقول: انی نصبت عليا بعنوان «الوالي» علیکم و هذا خلاف معني اللغويين من كلمة «الولي» الذین یعرفون احدی المعانی ل «الولي» هی «الوالي».

لأن اهل اللغة فی احد اسماء الله تعالی يعني:«الولي» بعد ذکره بمعني الناصر یعتبرونه بمعني الولي و المشرف و متولي الامور أو الخليفة.

الزبيدي یقول :

الولي في أسماء الله تعالي: هو الناصر، وقيل: المتولي لأمور العالم القائم بها. وأيضاً الوالي: وهو مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها .

تاج العروس، الزبيدي، ج 20، ص 315

و ایضا الراغب فی المفردات حول آية «وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ» یعتبر الوالي بمعني الولی :

والوالي الذي في قوله ( وما لهم من دونه من وال ) بمعني الولي

مفردات غريب القرآن ، الراغب الأصفهاني ، ص 533

ابن منظور ایضا فی لسان العرب یعتبر الولي بمعني الوالي :

وفي الخبر : أن عبد الملك بن مروان خطب يوما فقال : وليكم عمر بن الخطاب ، وكان فظا غليظا مضيقا عليكم فسمعتم له .

لسان العرب، ابن منظور، ج 8 ، ص 166 .

الثعلبي ایضا فی تفسيره عن الولي یقول هکذا :

وال: ولي أمرهم ما يدفع العذاب عنهم .

تفسير الثعلبي، الثعلبي، ج 5 ، ص 278 .

7 . اهم من الکل انه فی کلمات ابی بكر و عمر و غیرهم استعملوا كلمة الولي بمعني الوالي و الإمام :

فی صحيح البخاري عن قول عمر بن الخطاب ذکر هکذا :

«... ثم توفي الله نبيه صلي الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلي الله عليه وسلم ... ثم توفي الله أبا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله صلي الله عليه وسلم».

البخاري، صحيح البخاري: ج6 ص191 ـ 192، سنة الطبع: 1981، الناشر: دار الفكر.

و قول عمر بن الخطاب انه قال :

لو كان سالم مولي أبي حذيفة حياً لوليته الخلافة .

تفسير البحر المحيط ، أبي حيان الأندلسي ، ج 4 ص 314 و نيز ر. ك. تفسير أبي حيان الأندلسي: ج4 ص314 و نيز تاريخ ابن خلدون، ج1، ص194 .

8 . من الاشكالات التي تری فی كلام المنسوب الی الحسن المثني هی انه قال: لماذا النبی صلي الله عليه وآله وسلّم لم یصرح بولاية امير المؤمنين عليه السّلام ؟

يعني: رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم لم یصرح بتاتا بالنسبة لولاية و خلافة اميرالمؤمنين عليه السّلام بعده فی مطالبه المذكورة لأنه لو اراد کذلک لصرح بها من الحتم.

الحال فعلینا ان نری واقع القضیة ؟ !

فی الإجابة عن السؤال المذکور نذکر بعض النصوص ، فی بيان تصريح رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم علی خلافة و امامة و ولاية و امارة امير المؤمنين عليه السّلام :

الف . شيرويه الديلمي المتوفی سنة 509 هق. من کبار الحفّاظ و العلماء عند اهل السنّة ، فی كتابه فردوس الأخبار الذی هذا الکتاب ایضا مثل مؤلفه مشهور بین اهل السنّة شهرة خاصة و ینقلون الروایات عن كتابه و یعتمدون علیه ، المؤلف فی هذا الكتاب ینقل عشرة آلاف حدیث مع ذکر اسامي الرواة حسب ترتيب حروف الهجائیة.(ر.ك. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج 2،ص1254) هو فی هذا الكتاب یذکر الرواية المذکورة فی الذيل :

«عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: لو يعلم الناس متي سمي علي أميرالمؤمنين ما أنكروا فضله: سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال تعالي: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا) قالت الملائكة: بلي. فقال تبارك وتعالي: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم».

 

راجع کتاب فردوس الأخبار، شيرويه الديلمي (509 هق)، ج 3، ص399 ـ ينابيع المودة، القندوزي، ج 2 ، ص 248 .

ب . سيد علي الهمداني المتوفّی 786 هق. من أكابر علماء أهل السنة و من مشاهير عرفائهم ، الذی مجدوا عنه عدة من علماء اهل السنّة و أثنوا علیه ؛ مثل: عبد الرحمن بن أحمد الجامي فی كتاب «نفحات الأنس من حضرات القدس» و محمود بن سليمان الكفوي فی كتاب «كتائب الأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار» و نور الدين جعفر البدخشاني فی كتاب «خلاصة المناقب» و شيخ أحمد القشاشي فی كتاب «السمط المجيد في سلاسل أهل التوحيد» و شاه ولي الله الدهلوي فی كتاب «الانتباه في سلاسل أولياء الله».

الكفوي یصفه فی كتابه هکذا :

«لسان العصر، سيد الوقت، المنسلخ عن الهياكل الناسوتية والمتوصل إلي السبحات اللاهوتية، الشيخ العارف الرباني والعالم الصمداني، أمير سيد علي بن شهاب بن محمد بن محمد الهمداني قدس الله تعالي سره. كان جامعا بين العلوم الظاهره والباطنه، وله مصنفات كثيره في علم التصوّف».

صاحب «نزهة الخواطر» یصفه هکذا :

«الشيخ علي بن شهاب الهمداني، الشيخ العالم الكبير الرحاله. ولد في 12 رجب ، وأدرك المشايخ الكبار واستفاد منهم ، بلغ عددهم إلي أربعمائة وألف من رجال العلم والمعرفة . فقدم كشمير فأسلم علي يده غالب أهلها . وله مصنفات كثيرة ممتعة. وكانت وفاته في سنة 786»

(راجع نزهة الخواطر، ج 2، ص 84 ، مع التلخيص)

هو فی كتابه ذکر الرواية هکذا :

«عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لو علم الناس متي سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد»

ينابيع المودة لذوي القربي، القندوزي، ج 2، ص 248 .

ج . نص المذکور فی کثیر من كتب اهل السنّة هکذا :

«عن أبي ذر عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصي عليا فقد عصاني»

المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 121 ـ، كنز العمال، ج 11، ص 614 ـ تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 270 و 307 ـ ذخائر العقبي، ص 66 ـ ينابيع المودة، ج 2، ص 313 و ... .

الحاكم بعد نقل هذه الرواية یقول فیها هکذا :

«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».

د . رواية الطبري فی تاريخه ذکرها بلفظة «فاسمعوا له وأطيعوا» رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم فی حديث يوم الدار(يوم الانذار) یعتبر امير المؤمنين عليه السّلام بخلیفة و ولی عهده. و هناک بصراحة یذکر تعبير فاسمعوا له وأطيعوا .

(راجع تفاسير القرآن الكريم فی ذيل الآية الشريفة «و انذر عشيرتك الاقربين»سورة الشعراء/214)

«...إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا... »

تاريخ الطبري، ج 2، ص 63 .

من رواة هذه الرواية ابن إسحاق و الطبري، و ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، و أبو نعيم، و البيهقي، و البغوي، و السيوطي، و متقي الهندي و... .

كنز العمال، ج 13، ص 129و131و149و174 .

لکن نری خلاف المطلب الذي ذکر فی الرواية المجعولة المنسوبة الی الحسن المثني مع التصريح بكلمة «فاسمعوا وأطيعوا» ایضا لم ترتفع المشكلة و اهل الانكار و اللجاجة و العناد، ابدا و فی جمیع الشرائط یسدوا اعینهم عن الحقيقة و ب الذرائع التافهة سعوا الی الفرار عن الحقيقة. و الحق والانصاف لا بد ان نقول : هم مصاديق هذه الآية الشريفة:

لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون .

(الأعراف/179) .

و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة