2024 December 13 - 11 جمادی الثانی 1446
هل يصح شق الجيب لنساء الحرم في عزاء الامام الحسين علیه السلام ؟
رقم المطلب: ٤٦٠٣ تاریخ النشر: ١٠ محرم ١٤٤٤ - ١٥:١٥ عدد المشاهدة: 2820
الأسئلة و الأجوبة » الامام الحسین (ع)
هل يصح شق الجيب لنساء الحرم في عزاء الامام الحسين علیه السلام ؟

هل يصح شق الجيب لنساء الحرم في عزاء الامام الحسين علیه السلام ؟

السائل: مهدي احمدي

توضيح السؤال :

جاء في جميع الكتب ان السيدة زينب و النساء الأخر في حرم الامام الحسين(عليه السلام) عند ما رأين جسد الإمام من دون رأس شققن الجيوب و نثرن الشعور هل شق الجيوب يلائم الحريم الحسيني؟

الجواب :

اولا : ما قلتم : « انه جاء في جميع الكتب ان السيدة زينب و النساء الأخر في حرم الامام الحسين(عليه السلام) عند ما رأين جسد الإمام من دون رأس شققن الجيوب و نثرن الشعور »، لابد ان نقول: لم نجد في الكتب رواية حسبما ذكرتم أو علي الأقل نحن لم نجد؛ و في الروايات المنقولة في هذا المجال، لا توجد اشارة الي نثر الشعور:

الرواية الأولي( في مجلس يزيد) :

ثم وضع رأس الحسين ع بين يديه و أجلس النساء خلفه لئلا ينظرون إليه فرآه علي بن الحسين ع فلم يأكل الرءوس بعد ذلك أبدا و أما زينب فإنها لما رأته فأهوت إلي جيبها فشقت ، ثم نادت بصوت حزين يفزع القلوب ، يا حسيناه ! يا حبيب رسول الله ! يا بن مكة ومني ! يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ! يا بن محمد المصطفي . قال : فأبكت والله كل من كان ، ويزيد عليه لعائن الله ساكت ... ثم دعا يزيد عليه اللعنة بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين عليه السلام و جعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري :

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحا * ولقالوا يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القوم من ساداتهم * و عدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل

االلهوف ـ السيد بن طاووس ـ ص 178 و 179 و 180 .

 

هنا في هذه الرواية الاشارة الي قصة شيق الجيوب و لا غير.

الرواية الثانية

عن خالد بن سدير أخي حنان بن سدير قال سئلت ابا عبد الله عليه السلام ... ولا شئ في اللطم علي الخدود سوي الاستغفار والتوبة ، وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي عليهما السلام .

تهذيب الأحكام ج8 ، ص 325 ، باب الكفارات .

ينبغي الالتفات الي نكتتين في الحديثين الماضيين :

النكتة الاولي: في الرواية الثانية، الامام عليه السلام، نسب شق الجيب من دون اقل اشكال الي نساء الحرم و لم يؤخذ بعمل نساء الحرم. فيتبين ان هذا العمل لم ينافي اي منافاة لشأن و منزلة الحريم الحسيني.

النكتة الثانية: لم نجد في الروايتين ان نساء الحرم نثرن الشعور في مصيبة سيدالشهداء عليه السلام .

و اما في القسم الثاني من سؤالكم قلتم: (هل شق الجيب يلائم الحريم الحسيني؟ ) فنذكر نكت مفيدة لمحضركم:

استشهاد الامام الحسين عليه السلام اكبر مصيبة :

اولا : لابد من الالتفات الي ان كل مصيبة وقعت في كربلاء لم تكن مصيبة عادية و الذي استشهد لم يكن انسان عاديا، بل كانت المصائب و البكاء في الحزن على فقدان و استشهاد حجة الله و سيد شباب الجنة.

الامام الرضا عليه السلام يقول هنا هكذا:

... قال الرضا عليه السلام ... ان يوم قتل الحسين اقرح جفوننا واسبل دموعنا ، واذل عزيزنا ، أرض كربلا أورثتنا الكرب والبلاء إلي يوم الانقضاء فعلي مثل الحسين فلبيك الباكون ، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال " عليه السلام " كان أبي " عليه السلام " إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكا ، وكانت الكئابة تغلب عليه حتي تمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام

الأمالي ـ شيخ صدوق ـ ص 190 و 191 ، باب حديث الرضا عن يوم عاشوراء ، ح 199 / 2 ؛ روضة الواعظين ـ فتال النيسابوري ـ ج1، ص210 ؛ المأتم الحسيني ـ العلامة سيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي ـ ج4 ، ص 10 و 11.

شق الجيب لم يختص بالحريم الحسيني

ثانيا: شق الجيب لم يختص بالحريم الحسيني بل حسب الروايات، نبي موسي عليه السلام في فقدان هارون عليه السلام، و نساء الانصار(عندما سمعن خبر (شايعة) استشهاد النبي الأكرم في حرب احد ) في فقدان النبي الأكرم صلي الله عليه و آله، و الامام الحسن العسكري عليه السلام في وفاة اخيه و في استشهاد ابيه الامام الهادي عليه السلام شقوا الجيوب.

شق الجيب عن نبي موسي في وفاة هارون عليهما السلام

... عن الصادق عليه السلام وسأله عن شق الرجل ثوبه علي أبيه و أمه وأخيه أو علي قريب له فقال : لا بأس بشق الجيوب قد شق موسي بن عمران علي أخيه هارون .

بحار الأنوار ج 79 ، ص 106 ، باب : في لطم الخدود و شق الجيوب و الثياب و النياحة .

نساء الانصار خرقن الجيوب علي النبي الأكرم (ص):

... نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور وجززن النواصي وخرقن الجيوب وحرمن البطون علي النبي ( صلي الله عليه وآله ) فلما رأينه قال لهن خيرا وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن ...

الكافي ج 8 ، ص 322 ، باب غزوة أحد و قصة المنهزمين ، ح 502 .

كما ترون النبي الأكرم صلي الله عليه و آله و سلم عند ما رأي النساء دعي لهن بالخير.

الامام الحسن العسكري (عليه السلام) شق الجيب في وفاة اخيه محمد بن علي الهادي (عليهم السلام):

محمد بن يحيي وغيره ، عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن ابن الحسن الأفطس أنهم حضروا - يوم توفي محمد بن علي بن محمد - باب أبي الحسن يعزونه وقد بسط له في صحن داره والنساء جلوس حوله ، فقالوا : قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوي مواليه وسائر الناس إذ نظر إلي الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب ، حتي قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن عليه السلام بعد ساعة فقال : يا بني أحدث لله عز وجل شكرا ، فقد أحدث فيك أمرا ، فبكي الفتي وحمد الله واسترجع ، وقال : الحمد لله رب العالمين وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك وإنا لله وإنا إليه راجعون ، فسألنا عنه ، فقيل : هذا الحسن ابنه ، وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه .

الكافي ج 1 ، ص 326 و 327 ، حضرت 8 ، باب : الإشارة والنص علي أبي محمد عليه السلام ؛ وسائل الشيعة ج 3 ، ص 273 و274 ، حديث 3632 ، أبواب الدفن و ما يناسبه ، باب 84 : باب كراهة الصياح علي الميت وشق الثوب علي غير الأب والأخ والقرابة ، وكفارة ذلك ، حديث 3 في هذا الباب ؛ جامع الأحاديث الشيعة ج 3 ، ص 491 و 492 ، حديث4823 ،أبواب التعزية والتسلية والبكاء علي ميت وصبر المصاب ، باب ( 8 ) حكم الصياح والصراخ بالويل والعويل الثبور والدعاء بالذل والثكل والنوح ولطم الوجه والصدر وتصفيق اليد علي اليد وجز الشعر ونشره وإقامة النياحة و شق الثياب، حديث 39 في هذا الباب .

شق الجيب عن الامام الحسن العسكري في استشهاد الامام الهادي عليهما السلام

كشف الغمة ( نقلا من كتاب الدلائل ) لعبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبي هاشم الجعفري قال خرج أبو محمد عليه السلام في جنازة أبي الحسن عليه السلام وقميصه مشقوق فكتب اليه أبو عون من رأيت أو بلغك من الأئمة شق ثوبه في مثل هذا فكتب اليه أبو محمد عليه السلام يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسي علي هارون أخيه .

وسائل الشيعة ج 3 ، ص 274 ، حديث 3634 ، أبواب الدفن وما يناسبه ، باب 84 : باب كراهة الصياح علي الميت وشق الثوب علي غير الأب والأخ والقرابة ، وكفارة ذلك ، حديث 5 في هذا الباب ؛ جامع الأحاديث الشيعة ج 3 ، ص 490 ، حديث4820 ،أبواب التعزية والتسلية والبكاء علي ميت وصبر المصاب ، باب ( 8 ) حكم الصياح والصراخ بالويل والعويل الثبور والدعاء بالذل والثكل والنوح ولطم الوجه والصدر وتصفيق اليد علي اليد وجز الشعر ونشره وإقامة النياحة وشق الثياب ، حديث 36 في هذا الباب .

شق الجيب في قتل يزيد بن عمر بن هبيرة في سنة 182( آخر حاكم اموي في العراق ):

عندما ابن هبيرة قتل في بلد واسط علي يد العباسيين، نظم ابوعطاء السندي هذه الابيات في رثاءه:

ألا إن عينا لم تجد يوم واسط * عليك بجاري دمعها لجمود

عشية قام النائحات وشققت * جيوب بأيدي مأتم وخدود . . .

الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير(المتوفي310) ، تاريخ الطبري ج4 ، ص364 ، ناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ؛ ابن عساكر ، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله الشافعي (المتوفي571) ، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل ج 65 ، ص 334 ، ترجمه : يزيد بن عمر بن هبيرة ، رقم : 8328 ، تحقيق : محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري ، ناشر : دار الفكر - بيروت - 1995 .

شق الجيب في موت النووي ( من اشهر علماء اهل السنة ) :

نظمت اشعار كثيرة في موت النووي جاء في بعضها هكذا:

خطب رفع من شق الجيوب له ... فقد شققت جَنَاني دون قمصان

علاء الدين علي بن إبراهيم بن العطار (المتوفي724هـ) ، تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي ، ج1 ، ص20 .

فتاوي العلماء

ثالثا: كثير من العلماء بالاستناد الي هذه الروايات افتوا بجواز شق الجيب في وفاة الوالد أو الأخ. التفتوا الي هذه الفقرات:

الشهيد الاول رحمة الله عليه يقول :

واستثني الأصحاب إلا ابن إدريس شق الثوب علي موت الأب والأخ لفعل العسكري علي الهادي ، وفعل الفاطميات علي الحسين ( عليه السلام ) ... عن خالد بن سدير ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، وسأله عن شق الرجل ثوبه علي أبيه وأمه وأخيه ، أو علي قريب له ؟ فقال : لا بأس بشق الجيوب ، قد شق موسي بن عمران علي أخيه هارون .

ذكري شيعة في احكام الشريعة ـ الشهيد الاول ـ ج2 ، ص 56 و 57 ، باب البحث الرابع : النياحة .

شق الثوب علي غير الأب والأخ من الأقارب وغيرهم لما فيه من إضاعة المال والسخط بقضاء الله وعلي استثناء الأب و الأخ أكثر الأصحاب لان العسكري عليه السلام شق ثوبه علي أبيه الهادي عليه السلام خلف وقدام وفعله الفاطميات علي الحسين عليه السلام وعن الصادق عليه السلام إن موسي عليه السلام شق علي أخيه هارون ...

روض الجنان ـ الشهيد الثاني ـ ص 320 و 321 ، باب نبش القبر .

و أما الاستثناء ، فدليله ما استفيض في الأخبار من فعل أبي محمد الحسن عليه السلام علي أبيه الهادي عليه السلام ، وفي بعضها تعليل بأن موسي شق ثوبه علي هارون ، ولما نقل من فعل الفاطميات علي الحسين عليه السلام .

غنائم الأيام ـ الميرزا القمي ـ ج3 ، ص 556 و 557 ، باب شق الثوب علي الميت .

 

اقامة العزاء سيرة المسلمين

رابعا: سنة اقامة العزاء في وفاة الأعزاء بصرف النظر عن الشيعة، امر رائج بين اكثر ملل العالم بشتي اتجاهاتها الدينية و المذهبية فلأجل ان لا يطول المقام في هذا المختصر ننصرف عنه، لكن بين المسلمين اعم من الشيعة و اهل السنة حسب النقل، و في بعض الكتب اهتموا  بهذا الرسم الرائج الذي فيه جوانب احساسية ايضا.

كتب المحدثون و المؤرخون، ان ازواج النبي الاكرم صلي الله عليه و آله و سلم يلتدمن  في عزاءه و يضربن الوجوه، و المسلمون يضربون علي الطبل في عزاء عبدالمؤمن و الجويني و ابن الجوزي (من علماء اهل السنة) و عطلوا الأسواق و في بعض الموارد يقيمون العزاء الي سنة.

التفتوا الي هذه الموارد:

ازواج النبي اول من تقدمن باقامة سنة اللدم

ابن هشام ينقل هكذا:

قال ابن اسحاق وحدثني يحيي بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول . . . قمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي .

عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري أبو محمد ( المتوفي 213 ) ، السيرة النبوية ج6، ص75، ح 26391 ، تحقيق : طه عبد الرءوف سعد ، ناشر : دار الجيل ـ بيروت ـ ، الطبعة : الأولي ، سنة الطبعة: 1411 ؛ ابن حنبل أبو عبدالله الشيباني ، احمد (المتوفي 241) ، مسند ج 6 ، ص 274 ، ناشر : مؤسسة قرطبة - مصر ؛ البلاذري ، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفي : 279هـ) ، أنساب الأشراف ج1 ص 243 ؛ مسند أبي يعلي ، اسم المؤلف: أبو يعلي الموصلي التميمي ، أحمد بن علي بن المثني ( المتوفي 307 ) ، مسند أبي يعلي ج 8 ، ص63 ، تحقيق : حسين سليم أسد ، ناشر : دار المأمون للتراث - دمشق - ، الطبعة : الأولي ، 1404 - 1984 ؛ الطبري ، أبي جعفر محمد بن جرير ، المتوفي 310 ، تاريخ الأمم و الملوك ج 2 ، ص 232 ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت .

ابن منظور في ترجمة لفظة « لدم » يقول:

لدم : اللدم ضرب المرأة صدرها . . . و التدام النساء : ضربهن صدورهن ووجوههن في النياحة .

ابن منظور ، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري (المتوفي 711 ) ، لسان العرب ج12، ص 539 ، ناشر : دار صادر - بيروت ، الطبعة : الأولي .

الصالحي الشامي في ذيل حديث عائشة يقول:

وهذا الحديث تفرد به ابن إسحاق ، وهو حسن الحديث إذا صرع بالتحدث ، وقد صرح به فقال : حدثني يحيي بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : سمعت عائشة إلخ .

الصالحي الشامي (المتوفي 942) ، سبل الهدي و الرشاد ج12، ص 267، تحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الشيخ علي محمد معوض، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة : الأولي ، سنة الطبعة: 1414 - 1993 م .

ابن تيمية يقول عن ابن اسحاق هكذا:

و بن إسحاق اذا قال حدثني فحديثه صحيح عند أهل الحديث .

ابن تيمية الحراني ، احمد بن عبد الحليم أبوالعباس، ( المتوفي: 728 )، كتب و رسائل و فتاوي ابن تيمية في الفقه ،جزء33 ، ص 86 ، تحقيق : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي ، ناشر : مكتبة ابن تيمية ، الطبعة : الثانية ؛ ابن تيمية الحراني ، تقي الدين أحمد عبد الحليم أبو العباس ( المتوفي 728 ) ، الفتاوي الكبري ج3 ، ص 23 ، تحقيق : قدم له حسنين محمد مخلوف ، ناشر : دار المعرفة - بيروت .

 

اقامة العزاء لعبد المؤمن بن خلف

الذهبي في ترجمته يقول:

الامام الحافظ القدوة . . . قال جعفر المستغفري : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي ، قال : شهدت جنازة الشيخ أبي يعلي بالمصلي ، فغشيتنا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر ، حتي ظن جمعنا أن جيشا قد قدم ، فكنا نقول : ليتنا صلينا علي الشيخ قبل أن يغشانا هذا . فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة [ وأنصتوا ] ، هدأ الصوت كأن لم يكن . . .

سير أعلام النبلاء ج 15 ، ص 480 و 481 و 482 ؛ تاريخ مدينه دمشق، ابن عساكر، ج 10، ص 272 .

اقامة العزاء للجويني ( المتوفي 478 )

الذهبي يقول عن وفاة الجويني و مراسيم اقامة العزاء له هكذا:

الإمام الكبير، شيخ الشافعيّة، إمام الحرمين ـ إلي أن قال: ـ توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر ، سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ، ودفن في داره ، ثم نقل بعد سنين إلي مقبرة الحسين ، فدفن بجنب والده ، وكسروا منبره ، وغلقت الأسواق ، ورثي بقصائد ، وكان له نحو من أربع مائة تلميذ ، كسروا محابرهم وأقلامهم ، وأقاموا حولا ، ووضعت المناديل عن الرؤوس عاما ، بحيث ما اجترأ أحد علي ستر رأسه ، وكانت الطلبة يطوفون في البلد نائحين عليه ، مبالغين في الصياح والجزع .

سير أعلام النبلاء:ج18 ، ص 468 و 476 ؛ المنتظم، ج 9، ص 20 .

اقامة العزاء لابن الجوزي (المتوفي 597) في طيلة شهر رمضان

سبط بن الجوزي توفي في ليلة الجمعة في ثالث عشر من شهر رمضان. الذهبي يقول عن انعكاس موته هكذا:

أبو الفرج ابن الجوزي الشيخ الإمام العلاّمة الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق . . . وتوفي ليلة الجمعة بين العشاءين الثالث عشر من رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة في داره بقطفتا . وحكت لي أمي أنها سمعته يقول قبل موته : أيش أعمل بطواويس ؟ يرددها ، قد جبتم لي هذه الطواويس .

وحضر غسله شيخنا ابن سكينة وقت السحر ، وغلقت الأسواق ، وجاء الخلق ، وصلي عليه ابنه أبو القاسم علي اتفاقا ، لان الأعيان لم يقدروا من الوصول إليه ، ثم ذهبوا به إلي جامع المنصور ، فصلوا عليه ، وضاق بالناس ، وكان يوما مشهودا ، فلم يصل إلي حفرته بمقبرة أحمد إلي وقت صلاة الجمعة ، وكان في تموز ، وأفطر خلق ، ورموا نفوسهم في الماء . إلي أن قال : وما وصل إلي حفرته من الكفن إلا قليل ، كذا قال ، والعهدة عليه. وأنزل في الحفرة ، والمؤذن يقول الله أكبر ، وحزن عليه الخلق ، وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات ، بالشمع والقناديل و اصبحنا يوم السبت عملنا العزاء و تكلمت فيه و حضر خلق عظيم و عملت فيه المراثي .

سير أعلام النبلاء: ج21، ص 365 و 379.

بناء علي هذا كما ذكرنا عندما علماء الشيعة و اهل السنة يجوزون اقامة العزاء لاسيما للعلماء، شق الجيب و اقامة العزاء لسيد شباب اهل الجنة لم ينافي شأن الحريم الحسيني بل امر جايز و مطلوب.

و من الله التوفيق

فريق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج) للدراسات العلمية



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین