المناظرة الخامسة

فهرست الكتاب

سماحة الشيخ مصطفى الطائي:

المناظرة الخامسة والتي جرت في غرفة الشيخ عثمان الخميس.

سماحة الشيخ عثمان:

أرحّب بالجميع في هذه الغرفة, وأرجوا لهم إقامة طيبة خلال هذه الفترة, وكذا أرحّب بالسامعين في خارج الغرفة، أرحب بالجميع وأعدهم إن شاء الله تبارك وتعالى أن نخرج بفائدة بحول الله وقوته من خلال هذا الحوار على الأقل في هذه الليلة, ثم كذلك إذا بدأ الحوار إن شاء الله تعالى مع فضيلة الشيخ الدكتور عصام يُحدّد الموضوع الذي سيتكلم عنه نقول سنتكلم عن كذا, ثم ننتقل إلى موضوع آخر وهكذا ولا يكون هناك خروج سواء منّي أو من الشيخ الدكتور عصام, وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحب ويرضى, ونرحب فيكم مرة أخرى وأقول نزلتم سهلاً, وحللتم أهلاً جزاكم الله خيراً.

طيب الآن تبدأ إن شاء الله المناظرة بإذن الله يبتدأ.

الدكتور السيد عصام:

فمن هنا أنا فقط أريد أن أقول ربما أنه على يد الشيخ، كما أن الكثير من أئمة أهل السنة سعوا إلى التقريب بين السنة وبين الاثني عشرية فربما يكون على يد الشيخ عثمان الخميس ـ وهذه كرامة من الله ـ التقريب بين الاثني عشرية والوهابية.

أنا أرفض مسألة أن يوجد شيء مستحيل في هذه الدنيا فكما هيأ الله بعض المصلحين والمجددين للإسلام الذين أزالوا الخصومة بين السنة وبين الاثني عشرية, ربما يجعل الله على يد سماحة الشيخ عثمان الخميس أن يزيل الخصومة بين الوهابية وبين الاثني عشرية وتتحول الخصومة التي بيننا إلى مودة, وهذه كرامة سوف يكتبها الله سبحانه وتعالى له وإذا لم يدرك الناس قيمة هذا العمل الذي يصنعه الشيخ عثمان الخميس الآن سوف يترك له ويكتب له عند الله في ميزان حسناته, وسوف يكون له تأثير كبير في المستقبل. وإذا كان تسمحوا لي أن أبدأ بالموضوع وكما قلنا فإن الحديث والحوار سيكون حول «حديث الكساء» كما اتفقنا في الجلسة الماضية تفضلوا.

سماحة الشيخ عثمان:

لا يوجد مانع المهم أن تستمر بالحوار تترك الأسئلة تفضل الدكتور عصام ابدأ بالموضوع.

سماحة السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أريد أن أبيّن أولاً قبل أن أبدأ «بحديث الكساء» لأن بعض الأخوان طرحوا قضية في سؤال وهو لماذا يصر عصام العماد على طرح «حديث الثقلين» قبل «حديث الكساء»؟ يعني سألوني لماذا كنت أنا أؤكد على ضرورة طرح «حديث الثقلين» قبل أن يطرح «حديث الكساء»؟ وهذا ما طرحته من أول جلسة.

أقول إنه يوجد علاقة بين «حديث كساء», وبين «حديث الثقلين»؛ وأشير إشارة صغيرة إلى «حديث الثقلين» وإصراري على طرحه قبل طرح «آية التطهير», وقبل طرح «آية الولاية», وقبل طرح «حديث الكساء» لأنني أعتقد بأننا إذا لم نفهم «حديث الثقلين» لا يمكن لنا أن نفهم «حديث الكساء», أو «آية التطهير».

ومن هنا وجدتموني كان إصراري الشديد أن نبدأ الحوار «بحديث الثقلين»؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ حصر أهل البيت, ولكن هذا الحصر أنا أعتقد من خلال بحثي, ومن خلال الأدلة التي سوف نبينها أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لم يحصر أهل البيت إلا لأنه ذكر «حديث الثقلين». وهكذا «آية التطهير» لم تحكم بتطهير أهل البيت إلا لوجود «حديث الثقلين» طهر هم الله لأنهم قرناء القرآن في «حديث الثقلين» في مسلم ولأنهم الثقل الأصغر بعد الثقل الأكبر القرآن والسنة, وأطلب من المستمعين قبل أن ندخل في حديث الكساء أن نتأمل في «حديث الثقلين» كما هو في صحيح مسلم
ـ رضوان الله عليه ـ , بدأ النبي ـ صلى الله عليه وآله
ـ هذا الحديث بهذه العبارة المؤثرة: (ألا أيها الناس فإنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين).

ثم ذكر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ الكتاب وأهل البيت، والنبي ليس بشراً عادياً من هنا يجب أن نستحضر الأجواء التي ذكر فيها «حديث الثقلين» إذا أردنا أن نفهم «حديث الكساء» وإذا أردنا أن نفهم «آية التطهير» فما لم نفهم «حديث الثقلين» فلا يمكن لنا أن ندرك «حديث الكساء», ولا يمكن لنا أن ندرك «آية الولاية» ولا يمكن لنا أن ندرك «آية التطهير», ولا يمكن لنا أن ندرك «حديث المنزلة» وهكذا (عشرات) الأحاديث الواردة في أهل البيت, وذكر الإمام مسلم ـ رضوان الله عليه ـ أن النبي ذكر «حديث الثقلين» في (غدير خم) والنبي يخبرنا في حديث الثقلين أنه سوف يغادر هذه الدنيا لأنه في حجة الوداع الأخيرة. وعما قريب يخبرنا النبي أنه سوف يترك الدنيا هذه ومن أجل أنه سوف يترك الدنيا أوصانا بالقرآن وبالسنة وبأهل البيت إذن لا بدّ لنا أن نعيش تلك الأجواء ونبتعد قليلاً عن أجواء المناظرة نعيش أجواء «حديث الثقلين» نعيش أجواء «حديث الكساء».

وأرجو من أخي وعزيزي سماحة الشيخ عثمان الخميس ـ حفظه الله ـ أن لا يتهمني بالعاطفة وغير العلمية، يجب أن ننتقل ونعيش ونتمثل شخصية النبي أمامنا وهو يشرح لنا حديث الثقلين نتمثل شخصية النبي وهو يشرح لنا «حديث الكساء» ويحصر أهل بيته، يجب أن نعيش جو الوداع الأخير في (غدير خم) مع النبي كما ذكر الإمام مسلم أنه ذكر «حديث الثقلين» كتاب الله وأهل بيتي في الوداع الأخير، نعيش جو الجماعة الأولى التي طهرها النبي والتي رباها النبي, نعيش مع النبي في (غدير خم) كما ذكر مسلم فحديث الثقلين وحديث الكساء لا يدركهما حق الإدراك من ابتعد عن الأجواء التي قيلت فيها وعاش في أجواء المناظرة لا بدّ أن نعيش قليلاً مع الإمام مسلم في صحيحة ـ رضوان الله عليه ـ .

إن القضية ليست ـ فحسب ـ في إدراك مدلولات ومعاني وألفاظ «حديث الثقلين» و «حديث الكساء» ليست يا أخي وحبيبي سماحة الشيخ عثمان (حفظك الله) لا يصح أن ندرك هذا الحديث من خلال أجواء المناظرة التي أحياناً يدخل الشيطان بيننا فيها.

إننا نحن نحتاج أن نستبعد أجواء المناظرة وأن نستعيد ونملئ قلوبنا ونملئ نفوسنا برصيد من المشاعر وننتقل إلى الأحاسيس ونعيش المشاعر التي تخلق فينا أحاسيس نبوية وعواطف نبوية وأجواء نبوية التي صاحبت النبي حين أصدر «حديث الثقلين» التي صاحبت النبي حين اصدر «حديث الكساء» في (غدير خم) في الوداع الأخير للنبي وهو يودّع أفضل الناس الذين ربّاهم.

يجب أن نعيش جو الوداع الأخير لخير البشر. لقد كان الرسول يلقي «حديث الثقلين» كما في مسلم وهو يشعر بأنه ـ روحي فداه ـ قد قارب النهاية كما في صحيح مسلم: (ألا أيها الناس...) تأمل في هذه الكلمة في بداية «حديث الثقلين» في صحيح مسلم، >ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ...<. ماذا تريد يا حبيبي يا محمد >وأنا تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي<.

القران أولاً والسنة ثانياً وأهل البيت ثالثاً هذا الجو بعيد عن المناظرة إنه جو مليء بالمشاعر والأحاسيس النبوية المعصومة الطاهرة أنه جو هو جو النقاوة والطهارة لأكمل معبوث ولأكمل مخلوق ـ روحي فداه ـ جو مشاعر النبي وهو يودّع الأمة، يودّع الجيل العظيم الذي أنشأه ورباه وصاغه صيغة جديدة يودع أفضل جيل صنعه تاريخ البشرية.

إن النبي لا يحدثهم بالثقلين فحسب بل يحدثهم بالثقلين ويحدثهم (بحديث الكساء) وهو يودعهم الوداع الأخير في نفس الوقت الذي يحدثهم بحديث الثقلين أنه جو خير البشر وخير من عبد الله وفي أجواء الوداع نجد النبي يفرّغ كل ما في فؤاده من نصح ومن حب وإخلاص إنه جو الإنسان الأكمل وهو يخشى على الجماعة المؤمنة الطاهرة النقية التي أنشأها، يخشى عليها الضلال بعده، يخشى عليها الانحطاط بعده, إن النبي ـ روحي فداه ـ كان يعرف الطبيعة البشرية ويعرف كيف يختلف الناس بعد ذهاب الأنبياء, يريد ـ روحي فداه ـ أن يخلق جو أمني يؤمّن الأمة الإسلامية من الاختلاف من بعده، وحتى يجنب أمته وهي خير الأمم من الاختلاف أوصاهم الثقلين. بالقرآن أولاً وبالسنة ثانياً وبأهل البيت ثالثاً. ثم حدد أهل البيت بأهل الكساء حتى لا تختلف الأمة فيمن هم أهل البيت.

وعندما يقرأ «حديث الثقلين» ويقرأ «حديث الكساء» كما هما في صحيح مسلم ـ رضوان الله على مؤلفه ـ الذي كشف لنا الحقيقة ـ رضوان الله عليه وصلوات الله على روحه الطاهرة ـ نشعر حينذاك في خطبة النبي حينما ذكر «حديث الثقلين» في صحيح مسلم وحين ذكر «حديث الكساء» في صحيح مسلم نشعر حينئذ آلام الرسول وهو يفكر في مستقبل الأمة الإسلامية المطهرة الأمة التي هي خير الأمم ونعيش معاناة النبي وهو يشفق ويخاف ـ روحي فداه ـ على مستقبل أمته.

في هذا الجو صدر «حديث الثقلين» في هذا الجو صدر «حديث الكساء» في هذه الأجواء الربانية الإلهية المطهرة صدر الحديث لا في أجواء المناظرة وفي مثل هذا الجو يجب أن نتعامل مع «حديث الثقلين» في مثل هذه الأجواء يجب أن نتعامل مع «حديث الكساء» أنه ليس حديثاً اثني عشرياً وليس حديثاً وهابياً ولا حديثاً سنياً أنه حديث نبوي يؤكده النبي في الوداع الأخير في آخر حياته.

وحين ندرك «حديث الثقلين» سوف نؤمن حينئذ بأن النبي كما رسم لنا وحدد لنا القرآن بسور معينة وبأسماء معينة كذلك حدد لنا أهل البيت بأسماء معينة وبعدد معين حتى لا نختلف من بعده.

ومن هنا فأنا أريد أن أقول أننا ـ للأسف الشديد ـ قد ظلمنا «حديث الثقلين» وظلمنا «حديث الكساء» لأننا نعيش في هذين الحديثين العظيمين في أجواء الاختلاف والمناظرة في أجواء التعصب المذهبي للرأي الآخر.

فلو عشنا أجواء النبي لما اختلفنا في ذلك واعذرني يا أخي وتفضل معك المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, فقط أنبه الشيخ الدكتور عصام على قضية الوهابية وأظن سبق وأن نبهنا عليها إن بعض الناس يحزنهم هذا فأرجو أن لا يأتي بهذا لأنهم يرون إنها ملبسة. قد يكون هو لا يقصدها ولكن هم يرون ذلك لذا أرجو أن يترك هذه الكلمة ويقول النقاش بين السنة والشيعة, هذا أمر.

الأمر الثاني بالنسبة لحديث الكساء أنا أقول سبق أن تحدثنا عنه وأعيد ما ذكرته عن هذا الحديث قلنا إن «حديث الكساء» في صحيح مسلم أو حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ وأما الحديث الثاني فهو حديث أم سلمة وهو عند الترمذي وأحمد وغيرهما, وأما «حديث الثقلين» فيأتي في وقته إن شاء الله تعالى. والشيخ الدكتور نبه أكثر من مرة أن البحث يجب أن يكون أكاديمياً بحيث أنه تأخذ نقطة ... نقطة، وبعد أن ننتهي من النقطة الأولى نأتي إلى النقطة الثانية، أما الآن إذا تكلمنا في «حديث الثقلين» داخل «حديث الكساء», ثم نعرج إلى «حديث الاثني عشر» وهكذا ثم «آية الولاية» يضيع الحديث حقيقةً, فلذلك أرجوا أن يكون حديثنا منصباً على آية التطهير و «حديث الكساء», لذلك نحن طلبنا من الشيخ الدكتور أن يكون حديثنا حول «آية التطهير» عن أولاً من هم هؤلاء الذين هم أهل البيت, ثم ما مدلول هذه الآية وما مفهوم الرجس، وما معنى إرادة التطهير وهل فعلاً أذهب الله عنهم الرجس أو لم يذهبه، وماذا يترتب على إذهاب الرجس وقلنا كذلك أن الرجل يقول عن الزوجة أهل فهي الزوجة أهل لا شك فلهذا قال الله تبارك وتعالى عن امرأة إبراهيم: (أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل بيت) سورة هود الآية 73, وقال موسى لأهله: (فقال لأهله امكثوا)، وكذلك قال الله تبارك وتعالى عن امرأة العزيز لما راودت يوسف عن نفسه, ودخل عليها العزيز قالت «ما جزاء من أراد بأهلك سوءً». فالقصد أن كلمة أهل تأتي يقصد بها الزوجة ويقصد بها أقارب الرجل وإن كانت في الزوجة أكثر ولذلك إذا تزوج الإنسان نقول (تأهل) أي صار له أهل, فالأهل عندنا تدخل فيها الزوجة دخولاً أولياً ولا دليل أبداً على الحصر الذي ذكره الشيخ الدكتور ولذلك نرجو أن يذكر لنا الأدلة على حصر أولئك الأئمة في «حديث الكساء» أنهم هم فقط آل بيت النبي.

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:

طيب جيد, تفضل يا دكتور عصام.

سماحة السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أريد أن أؤكد على ما ذكرته في أكثر من مرة أنه يجب أن نميّز بين الحقيقة الشرعية وبين الحقيقة اللغوية, الشارع له تحكم في بعض المعاني، مثلا أوردتُ مثالاً في السابق كلمة (الصلاة) كانت قبل أن يأتي الإسلام تعني الدعاء فجاء الشارع الإسلامي في الكتاب والسنة وجعل للصلاة معنًى آخر وحددها بالركوع والسجود والقيام، كيفيات معينة، قراءة معينة. فأنا أقول وأؤكد على هذه المسألة أن الشارع الإسلامي ما دام أنه قد حدد لنا كلمة أهل البيت في «حديث الكساء» فإذا نحن جئنا نبحث عن المعنى العرفي أو المعنى اللغوي لا مانع ولا أخالف في أنّه لا فرق بين المطهرين من أهل البيت وغير المطهرين من أهل البيت.

سماحة الشيخ عثمان أنه في القرآن الكريم قد وردت (أهل) كذلك تستخدم للمرأة والدلائل موجودة. لكن أنا أريد أن أقول هل الشارع تدخّل في مسألة (أهل البيت) هذه عبارة (أهل البيت). الموجودة في «آية التطهير» أو عبارة (أهل البيت) الموجودة في «حديث الكساء» الذي أجمع المسلمون، أجمع كل المسلمين على صحته لا أحد يشك في صحته، وهو «حديث الكساء» حتى أن مسلم أورده في كتابه حتى الإمام ابن تيمية والذي كان لا يتساهل في التصحيح والتضعيف قال إن «حديث الكساء» صحّ عن عائشة وعن أم سلمة, فهذا الحديث مسلّم في صحته, أريد أقول إذا كان الشارع والنبي الأكرم والسنة النبوية لم يتدخلوا في تحديد من هم المطهرون من أهل البيت فلنا حق أن نرجع إلى اللغة وإلى العرف وإلى ما تعارف عليه العرب في استخدام الأهل أنا أقول تأتي أهلي للزوجة، لأن هناك قرينة حالية تدل أني أقصد زوجتي لا مانع. لكن أريد أن أقول لو قال شخص أنا صليت الظهر أو قال أنا صليت الآن ولم يذكر كلمة الظهر فهل نحن نفهم منه المعنى اللغوي أنه صليت، يعني دعوت هل نفهم منه المعنى العرفي أم نفهم منه المعنى الشرعي الموجود في الكتاب والسنة؟ فأنا أؤكّد على هذه المسألة أن الكتاب «آية التطهير» والسنة «حديث الكساء» قد حددا أهل البيت, فإذا نحن رجعنا إلى اللغة سنجد أن اللغة قالت كما ذكر الزبيدي في كتابه تاج العروس قال يطلق الأهل على المرأة مجازاً ويستخدم في اللغة مجازاً, ولكن أريد أن أقول: الشارع إذا تدخل وإذا بين لنا الرسول في أكثر من موضع في روايات كثيرة صحت عند جميع المسلمين في حديث عائشة في صحيح مسلم أنهم هؤلاء الأربعة وبموجب هذا الحديث أنا ذكرت أكثر من مرة قضية أنه الشارع حدد من هم أهل البيت المطهرين ليست فقط قضية ترتبط بالاثني عشرية بل حتى إمام أهل السنة في زمانه الإمام الحافظ الكبير أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية وهو الإمام الذي اعتمد عليه ابن تيمية ـ أحياناً ـ في التصحيح والتضعيف واعتمد عليه الإمام الألباني والإمام المرحوم الشيخ مقبل الوداعي ـ رحمه الله ـ والإمام الطحاوي نفسه ذهب إليه وهذه عين عبارته في كتابه المعروف مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله) في المراد بقوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).

حدثنا الربيع المرادي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاكم بن إسماعيل، حدثنا كذا ... إلى أن يقول لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسن وحسين وقال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) فكان في هذا الحديث أن المراد ـ هذا كلام الإمام الطحاوي ـ بما في هذه الآية هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين.

ثم يذكر روايات كثيرة قال يذكر عن أم سلمة إنها قالت نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ثم أنه أخرج بأسانيد عديدة
هذا الحديث عن أم سلمة وفيه الدلالة الصريحة على اختصاص الآية
بأهل البيت الطاهرين وهي الأحاديث التي جاءت فيها أم سلمة وقالت أنا معهم فقال رسول الله: أنتي من أزواج النبي وأنت على خير, وأنت إلى خير. فالمسألة تبين انه كان النبي يريد أن يحدد مصطلحاً خاصاً بالشارع كما
أن النبي كان يتدخّل في كثير من الكلمات ويضع معنى خاص بالنبي؛ خاص بالقرآن؛ خاص بالسنة النبوية. أنا أقول: نعم يا شيخ عثمان لو لم يتدخّل الشارع في تحديد معنى عبارة أهل البيت لكان الحق معك لأن أهل
البيت يصح أن تدخّل فيهم النساء ولكن ما دام أن الشارع تدخّل في هذه القضية وما دام أن الشارع قد رسم لنا من هم أهل البيت المطهرين فلا يجوز ـ شرعاً ـ أن نخلط بين المطهرين وبين غير المطهرين من أهل البيت ومشكلة الخلط بين المطهرين وغير المطهرين هي من أعظم المشاكل الفكرية عند أهل السنة, فالقضية هذه سلّم بها بعض أهل السنة ولولا ضيق الوقت سأذكر لك مَن مِن أهل السنة الذين بموجب «حديث الكساء» ذهبوا أن كلمة أهل البيت هنا [أعني: في آية التطهير] خاصة بأهل الكساء وعندما أهل السنة للأسف الشديد تركوا تحديد الشارع لكلمة أهل البيت وقعوا في اضطراب أولاً حدّدوا أهل البيت في آية التطهير قالوا إنهم نساء النبي, وبعضهم قالوا لا نساء النبي والإمام علي والحسن والحسين, وبعضهم جاءوا في «حديث الثقلين» وقالوا آل علي وآل جعفر وآل أبي طالب، ملايين من أهل البيت من دون تمييز بين دائرة المطهرين ودائرة غير المطهرين من أهل البيت, فعندما خرجوا عن تحديد الشارع النبوي لأهل البيت وتمييز الشارع بين المطهرين من أهل البيت وبين غير المطهرين, وقعوا في اجتهادات خاصة.

ومن هنا تجد أنهم في «آية التطهير» شرحوا أهل البيت بشكل يختلف عن معنى أهل البيت في «حديث الثقلين» فلماذا نحن نخالف «حديث الكساء» أمامنا «حديث الكساء» الرسول حدد أهل البيت بالقرينة القولية. إن الرسول قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي)، لم يقل النبي اللهم أن هؤلاء من أهل بيتي حتى يأتي بمن التبعيضية قال: (هؤلاء أهل بيتي).

وإذا كانت القرينة القولية لا تكفي, حددهم النبي بالقرينة الحالية وهي الأقوى أن النبي كان يذهب كما ذكر علماء أهل السنة وصححوها إن كنت تريد التفصيلات فسأذكرها، كان النبي يذهب عند صلاة الفجر ويقول (الصلاة أهل البيت) ثم أنه لم يكتف بذلك بل أدخلهم في الكساء ثم قال (هؤلاء أهل بيتي) ووضعهم داخل الثوب وأدار الثوب عليهم وقال (هؤلاء أهل بيتي).

يا أخي، نعم عندما نحن لا نجد للشارع كلمة، للكتاب والسنة كلمة لنا الحق بأن نرجع إلى العرف واللغة.

والقرآن الكريم عندما استخدم كلمة أهل استخدمها تارة بالمعنى اللغوي وتارة بالمعنى الشرعي فما هو المانع بالمعنى اللغوي أن تدخل المرأة ولو على سبيل المجاز.

نحن نقول هنا [يعني في حديث الكساء] بالمعنى النبوي لا تدخل المرأة، والرسول أراد أن يحسم الموقف لأن القضية لن تقف عند دخول النساء في دائرة المطهرين من أهل البيت بل سوف يأتي من يدخل الكثير من الهاشميين في دائرة المطهرين, ويخلط بين مقام أهل الكساء, وبين مقام غيرهم من الهاشميين غير المطهرين, القضية أنّ الرسول حسم الموقف عندما لم يدخل أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ وعائشة ـ رضي الله عنها ـ , ولكن القضية أنه الرسول (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى), الوحي الإلهي أمره بذلك من أجل أن النبي أراد أن يحسم الموقف حتى لا يأتي احد من الهاشميين ومن الحسنيين ومن الحسينيين أو من العباسيين ويتلاعب بالدين ثم يقول أنا من أهل البيت المطهرين.

الرسول حسم الموقف، وإذا كان النبي لا يريد أن يحصر أهل البيت المطهرين لماذا لم يأتي ببني هاشم في زمانه؟ النبي بالله عليك لم يدخل بني هاشم في زمانه لم يدخل العباس ولم يدخل عبد الله بن عباس ونحن نأتي الآن ندخل كل بني هاشم, ولا تميز بين دائرة المطهرين من أهل البيت, وبين دائرة غير المطهرين من أهل البيت. إذا كان النبي منعهم من الدخول في زمانه نحن الآن نأتي نقول إن الصالحين من الحسنيين والحسينيين والعباسيين وهم الآن قرابة (ملايين الملايين) أنهم من أهل البيت, أقصد أنه ماذا نصنع إذا كان النبي رسم لنا المقياس في تحديد أهل البيت؟ فلا ينبغي لنا مخالفته, أما مسألة السياق فالحقيقة عندما ترجع إلى السياق سوف تجد أن السياق من أكبر الأدلة على أن النبي حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء, يعني مثلاً ترجع إلى الآيات في البداية، الآيات تحدثنا عن النساء وتحدثنا عن أوامر ونواهي لنساء النبي: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً), إلى أن يأتي قوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً يأتها أجرها مرتين وأعددنا لها رزقاً كريماً) ثم يأتي: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ...) وهكذا ... وهكذا ... إلى أن يأتي: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن). فأنت تجد أن هنالك نواهي وأوامر تحيط بنساء النبي, ثم تأتي في الوسط مسألة التطهير: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس). وبعد أن ينتهي من الأوامر تأتي هذه الآية «آية التطهير» وبعد هذه الآية بشكل مباشر كذلك يعود إلى قضية النهي والمحضورات والأمر لنساء النبي, يأتي بعد: «آية التطهير» (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) يأتي بعد ذلك: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أن الله كان لطيفاً خبيراً). فكأنّ الله سبحانه وتعالى وكأنّ الحق سبحانه وتعالى يقول لهنّ انكنّ قد أحطتن ببيت مطهر وبدائرة المطهرين فينبغي لكن أن تلتزمن بالحق أن تجلسن في بيوتكنّ أن لا ترتكبنّ الآثام لأن الإثم يضاعف لكن فأنكن أن عملتن عمل غير لائق فسوف يؤدي ذلك إلى تشويه هذا البيت المطهّر, فالمرأة عندما ترتكب أي إثم سوف تشين بأهل بيتها بأهل زوجها.

ومن هنا لأن نساء النبي قد أحطن بهذا البيت, أحطن بأهل الكساء, أحطن بالنبي, أحطن بالإمام علي, بالحسن والحسين وفاطمة, وهؤلاء أهل الكساء عند كل المسلمين هم (الخمسة) حتى قال أئمة أهل السنة: لو قال واحد اللهم صلى على أهل الكساء فقد صلى على النبي , ولو قال اللهم صلّ على أهل البيت المطهرين في «آية التطهير< فقد دخل النبي لأن أهل البيت في «آية التطهير وحديث الكساء» هم هؤلاء فأنا أريد أن أقول: القرآن يريد أن يبيّن من خلال النهي ومن خلال الأوامر أنكنّ لا يليق بكنّ أن ترتكبن أي إثم طالما قد أحطتن بالنبوة وبدائرة المطهرين, ومسألة أخرى أن مجيء هذه «آية التطهير» كانت معجزة كبرى مجيء آية التطهير في سياق النساء, ثم بعد ذلك جاءت بصغية المذكّر فلو جاءت بغير هذه السياق لجاء آخر وقال هذه الآية ممكن أن تشمل النساء ولكن لما جاءت هذه الآية في وسط نساء النبي ثم وردت بضمير المذكّر دلّل الله سبحانه وتعالى أن الخطاب ليس للنساء، فأنا اعتبر وكثير من العلماء يعتبرون من أكبر الأدلة على خروج النساء هو السياق، ولذلك نجد أن علماء التفسير ذكروا في أسباب النزول أن سبب نزول ما يتعلق بنساء النبي يختلف عن قضية سبب نزول «آية التطهير», فنزول «آية التطهير» صرّح كثير من أهل السنة وسأذكر الأقوال إنها نزلت في هؤلاء أي أن >آية التطهير< لا تتعلق بقضية النساء وإنما دخلت آية التطهير في سياق نساء النبي من أجل أن تؤدي دور عظيم وهي تبيّن لقارئ القرآن إنها في الحقيقة تتحدث عن أناس لا يدخلوا من ضمن نساُء النبي.

وعفواً إذا أطلت عليكم وتفضلوا ومعكم المايك.

أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:

تفضل يا شيخ.

سماحة الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة لقول فضيلة الشيخ الدكتور عصام, هناك حقيقة شرعية وحقيقة لغوية ثم شبَّه بالصلاة, الصلاة بيَّن النبي ذلك واضحا جلياً وأما بالنسبة لأهل بيت النبي وأنها حقيقة شرعية في علي والحسن والحسين هذه تحتاج إلى دليل نحن نناقش هذه القضية، والنبي عربي ويتكلَّم بلسان عربي وإذا كان الأمر كذلك إذن كلامه في الأصل أنه عربي. سياق الآيات ظاهر وهذه الحقيقة اللغوية وهذه الحقيقة الشرعية لا أوافق أبدا أن هذه حقيقة شرعية وهذه حقيقة لغوية, بل أن هذا الكلام غير مقبول.

وأما نقله عن الطحاوي أنه المراد بالآية الأربعة إن أراد أنقل له عن غير الطحاوي، أنا أعرف أن بعض أهل العلم قال أن الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) في علي وفاطمة والحسن والحسين «لحديث الكساء» أنا أعرف هذا ولكن هذا القول غير صحيح, والقول الصحيح قول من قال كابن عباس وغيره إنها في نساء النبي, ونحن نقول كذلك ويدخل معهن الحسن والحسين وعلي من خلال دليل «حديث الكساء», ونحن ما رددنا الحديث وهذا من إنصاف أهل السنة, فو الله لو كان أهل السنة لا يحبَون أهل البيت ما ذكروا «حديث الكساء» ولا أخرجه مسلم في صحيحه, بل هذا هو من إنصافنا بأننا ذكرنا هذا الحديث, لأننا نحب آل بيت النبي, النبي دعا لهم, قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) ما فائدة هذا الدعاء؟

وأما قوله هناك خمسون مليوناً من آل بيت النبي فهذا العدد لا شك مبالغ فيه كثيراً, خمسون مليوناً ولعل المدّعين أكثر من الصادقين, والحمد لله آل بيت النبي لهم شجرة أنساب ويعرفون بعضهم بعضاً, وكل من يدّعيَ بأنه من آل بيت النبي يثبت ذلك بشجرة نسبه، وليس في هذا كبير فائدة إذا لم يكن يصحبه عمل صالح . فالإنسان يكون من آل بيت النبي مع عمل صالح هذا له خير كثير عند الله تبارك وتعالى ونال القربى من الله جل وعلا وأهل السنة يعرفون لآل بيت النبي مكانتهم وقدرهم ويقول كيف نتمسك بهؤلاء الخمسين مليوناً من قال أن النبي أمر بالتمسك بهم وإنما أمر النبي بإعطائهم حقهم وبر عايتهم ومحبتهم وهذا ما نفعله وهذا ما نعتقده وهذا ما ندين الله جل وعلا به والله أعلم.

أبو أحمد البكري من الجانب الوهابي:

تفضَّل يا دكتور يا شيخ عصام.

سماحة السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أريد أن أؤكّد على نقطة مهمة جداً, وهي قضية السياق يعني أنا وجدت السنة ليس عندهم أي دليل على مسألة دخول النساء في أهل البيت المطهرين إلاّ السياق، والسياق وكما أجمع علماء الأصول أنه ليس حجة إذا جاء سبب النزول وبيّن الرسول سبب النزول بشكل كامل فالسياق لا يكون حجة حينئذ.

أما مسألة ما ذكر أنه هذا خلاف البلاغة في القرآن فكيف يكون سياق الآيات في نساء النبي, ثم ينتقل إلى الحديث عن أهل الكساء. أولاً: ما هي البلاغة؟ يجب أن تحدّد قضية البلاغة، وما هو الشيء الذي إذا صنعه القرآن خرج عن البلاغة؟ في القرآن يوجد كثير من القضايا التي طرحت بهذا الشكل وردت آيات في سياق وذكر المفسرون أن تلك الآيات لها نزولها الخاص, ولا ربط لها بالسياق, ولذلك أمثلة كثيرة منها قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة) تأمل في هذه الآية (وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يأس الذين كفروا ...) سورة المائدة الآية [3] انظر السياق لو جئنا هل نقول أن هذا خلاف البلاغة أو أن مكانها غير مناسب والعياذ بالله؟ هنا يتحدث عن المحرمات ثم فجأة يدخل (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) فهل نقول هذا خلاف البلاغة؟ يتحدث هنا عن المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ثم جاء بعدها يقوا الله سبحانه وتعالى: (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فمن اضطر في مخمصة). ثم يعود انظر كيف دخلت هذه الآية (اليوم يأس الذين كفروا), ثم بعد أن قطع السياق عاد مرة أخرى يتحدث عن المحرمات، (فمن اضطر ...) انظر كيف جاءت هذه داخل هذه، فهل تقول هذا خلاف البلاغة؟ لا تجعل البلاغة محدودة بالمقياس الذي أنت تراه, القرآن إمام البلاغة، لا يمكنك الآن أن تأتي وتقول: إن ذكر أهل الكساء في سياق ذكر النساء خلاف البلاغة, خلاف البلاغة لماذا؟ هل نقول: إن هذه الآية كذلك خلاف البلاغة، أليس هذه الآية فيها وضوح حسب مبناك؟ مادام أنه تحدث عن محرّمات ثم جاء فجأة وقال أكملت لكم دينكم ثم رجع سبحانه وتعالى مرة أخرى يتحدث عن محرّمات, ويقول: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لأثم فإن الله غفور رحيم). وقد أجمع المفسرون على أن قوله تعالى: (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) إلى قوله تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً) لها نزولها الخاص, الذي ليس له ارتباط بأول الآية ولا ذيلها, ولذلك نحن عندما نأتي ونقول هذا خلاف البلاغة أنا أرى ربما فهمك للبلاغة القرآنية هو خلاف البلاغة, وهناك آيات كثيرة لولا ضيق الوقت لذكرت لك آيات كثيرة تأتي آية داخل آيات كثيرة وهذا للأسف الشديد من أكبر مطاعن المستشرقين على القرآن الكريم, أنه يأتي بآية داخل آيات ليس بينها ارتباط من حيث الموضوع ـ في ظاهر الأمر وإن كان هنالك ارتباط بعد التأمل ـ ويقولون: إن القرآن ليس فيه انسجام ويطعنون بالقرآن من هذا المدخل. فلذلك أنا أقول: لا تجعلوا السياق أكبر دليل على مخالفة النبي, النبي جاء في أكثر من مورد وفي روايات كثيرة عندما نزلت «آية التطهير» أو بعد النزول أكّد الرسول في تعيين من هم المطهرين من أهل البيت في موارد عديدة فقد أخرج الكثير من أهل السنة من علماء التفسير في أسباب النزول، راجع كل أسباب النزول يذكرون أن النبي ذكر هؤلاء (الأربعة) عند نزول هذه الآية نذكر من هؤلاء: السيدة عائشة، أم سلمة، عبد الله بن عباس، سعد بن أبي وقاص، أبو الدرداء، أنس بن مالك، أبو سعيد الخدري، واثلة بن الأصقع، جابر بن عبد الله الأنصاري، زيد بن أرقم، عمر بن أبي سلمة ثوبان مولى رسول الله، ونذكر من الذين رووا «حديث الكساء» وارتباطه «بآية التطهير» نذكر الإمام أحمد بن حنبل و (سأذكر لك الرواية)، ومسلم بن الحجاج (صاحب صحيح مسلم)، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأحمد بن عبد الخالق البزاز ومحمد عيسى الترمذي (صاحب الصحيح)، وأحمد بن شعيب النسائي، وأبو عبد الله, و (عشرات) من الآخر ين يا أخي إذا كان هؤلاء رووا لنا وأنا لا أستطيع أن أحصر أسمائهم وفي كتب الحديث والتفسير، ارجع إلى أسباب النزول للنيشابوري، وكل من كتب عن أسباب النزول يذكر ذلك. يا أخي نحن نترك كلام النبي لأجل السياق لأنك ترى بنظرك أنه خلاف البلاغة أن تكون آية التطهير نازلة في أهل الكساء هذه من مطاعن المستشرقين في «آية التحريم» وكذلك من مطاعن المستشرقين في «آية التطهير», يعني هل نجعل كلام المستشرقين حجة وأن القرآن ليس بليغاً؟! بسبب فهمنا البسيط فأنا أقصد أنه يجب أن نلتزم بما قاله الرسول لا أن نجعل عقلنا مقياساً. هذه الآية لا تنسجم مع البلاغة، وهذه الآية تنسجم مع البلاغة والعقل البشري لا يمكن أن يكون مقياساً لفهم كتاب الله، بوحده من دون النقل النبوي العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب كتاب الله بهذا الشكل حتى نأتي ونرد أحاديث النبي ونرد حديث الكساء وهو قوي على حصرهم وتمييزهم عن غير المطهرين من أهل البيت لأجل أن هذا لا ينسجم مع عقلي.

أنا أقول هل هذا هو العقل المطلق أم أنه العقل غير المطلق الذي لا يؤدي إلى الاستحالة؟ هل هناك استحالة عقلية أم إنها استحالة ذوقية شخصية؟! إذا يوجد استحالة عقلية أنا معك كاستحالة اجتماع النقيضين، أم أنه العقل غير المطلق الذي لا يؤدي إلى الاستحالة، يعني بطبيعة عقلي الذي لا ينسجم مع هذه الآية فلذلك أنا لا اقبل. يا أخي أتحداك أن تأتيني بدليل آخر غير السياق على أن النبي لم يحصر أهل البيت المطهرين لما نزلت «آية التطهير», لا يوجد أي دليل أنا لو وجدت دليلاً من النبي لالتزمت بقوله. فلماذا نقول نحن أهل السنة فلماذا لا نلتزم بالسنة؟! وهنا أحاديث كثيرة اقرأ مثلاً تفسير الإمام ابن كثير عندما ذكر في تفسيره وهو من أضخم التفاسير, عندما جاءت «آية التطهير» ذكر أكثر من خمسة عشر رواية في قضية حصر أهل البيت المطهرين بهؤلاء (الأربعة), وارجع إلى كل كتب التفاسير منذ أقدم تفسير إلى أحدث تفسير معاصر لا تذكر «آية التطهير» إلاّ ويذكر فيها (الأربعة) أصحاب الكساء وحصر النبي لهم وإدخالهم في الكساء وعدم إدخاله لغيرهم من أهل البيت المعاصرين له, فلماذا نحن لأجل الذوق ولأجل أن عقلنا لا يوافق نخالف أحاديث النبي, وتفضلوا معكم المايك.

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:

تفضل يا شيخ عثمان.

سماحة الشيخ عثمان:

نعم أما الآية التي أتى بها وهي آية المائدة يقول إن قول الله تبارك وتعالى: (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) إنها في ظاهرها لا تناسب. هذا الكلام غير صحيح أبداً, بل هي مناسبة تماماً كما ذكر البقاعي في «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» ذكر أنها متناسبة تماماً, ولذلك قال ولما كانت هذه المنهيات معظم دين أهل الجاهلية, وكان سبحانه قد نهاهم قبلها عن إحلال شعائر الله والشهر الحرام وقاصدي المسجد الحرام, بعد أن كان أباح لهم ذلك في بعض الأحوال والأوقات بقوله: (واخرجوهم من حيث أخرجوكم ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) ثم قال: «اليوم» ـ أي وقت نزول هذه الآية ـ (يأس الذين كفروا) أي لابسوا الكفر سواءً كانوا راسخين فيه أو لا من دينكم أي لم يبقى لكم أو لأحد منكم عذر في شيء من إظهار الموافقة لهم أو التستر من أحد منهم كما فعل حاطب بن أبي بلتعة ـ رضي الله عنه ـ حيث كاتبهم ليحمي بذلك ذوي رحمه لأن الله تعالى قد كثركم بعد القلة وأعزكم بعد الذلة وأحيا بكم منار الشرع, وطمس معالم شرع الجهل وهدّم نار الضلال, ثم قال فانقطع رجائهم من أن يغلبوكم أو يخذلوكم أو يستميلوكم إلى دينهم بنوع استمالة, فإنهم رأوا دينكم قد قامت منائره, وعلت في المجامع منابره, وضرب محرابه, وبرك بقواعده وأركانه ولهذا السبب ما معنى قوله: (فلا تخشوهم) أي أصلاً (واخشوني) أي وامحضوا الخشية لي وحدي فإن دينكم قد كمل بدره, وجلّ عن المحاق محله وقدره, ورضي به الآمر ومكنّه على رغم أنف الأعداء, وهو قادر على ذلك وذلك قوله تعالى مسوقاً مساق التعليم هذا هو كلام الله تبارك وتعالى لا يوجد شيء يحشر حشراً أبداً، وإنما كلام الله تبارك وتعالى كما أنزله الله جل وعلا على نبيه محمد لا يوجد شيء محشور أبداً ولا هناك شيء أبداً ليس في مكانه، كل آية إنما جاءت في مكانها الذي أراده الله سبحانه وتعالى.

طيب على ماذا يدل؟ بالنسبة لقولك أنت قلت بأن هؤلاء فقط أهل البيت، الدلالة وجه الدلالة من هذا ماذا يترتب على كونهم هم أهل البيت ماذا يترتب عليهم؟ إذن أنا الآن احتفظت برأيي إن أهل البيت يدخل غيرهم معهم وأنت احتفظت برأيك أن هؤلاء فقط هم أهل البيت طيب بناءاً على قولك إن هؤلاء فقط هم أهل البيت يترتب عليه ماذا؟ وتفضل.

سماحة السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, ما ذكرته بالنسبة لفهمك الآية ليس صحيحاً حقيقة أنه كما ذكر المفسرون في آية (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير‌‌) هذه كانت محرمة قبل أن تنزل آية إكمال الدين, راجع إلى المفسرين تجد أنه عندما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) قال المفسّرون هذه الآية من آخر ما نزل من القرآن, وآية التحريم التي جاءت بعدها لا يمكن تقول إنها تنسجم مع هذه الآية بالنظرة البسيطة نعم لا أشك أن هناك انسجاماً ولكن لا يمكن لك أن تتلاعب بالقرآن فتقول هذا السياق ينسجم مع ذوقي وهذا السياق لا ينسجم مع ذوقي, أنت تعرف أن آية إكمال الدين من آخر ما نزل من القرآن الكريم, فعندما يأتي بحكم شرعي بعد إكمال الدين يكون هناك إشكال في فهمك, لذلك أنا برأيي ما ذكرته غير صحيح يعني الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ كما ثبت عند كل المسلمين كان ينزل عليه الوحي في مسألة ترتيب القرآن ويأمره أن يضع هذه الآية ولذلك عندما تقول إنه انسجام بينها أي بين آية إكمال الدين وبين بقية الآيات, ثم تقول إنه لا انسجام بين آية التطهير وبقية الآيات, أريد أن أقول المسألة ليست بعيدة عن قضية التعصب المذهبي، وواضح جداً وراجع كل كتب التفسير، هل آية التحريم متعلقة بقضية إكمال الدين، هل أن هنالك انسجام بين الآيات حسب فهمك نعم هنالك انسجام ولكن ليس حسب فهمك وتفسيرك لمعنى البلاغة ولمعنى الانسجام, أنا أقول مسألة ترتيب القرآن الكريم كما قال علماء التفسير مسألة توقيفية, يعني مسألة شرعية, نحن نلتزم بالشرع الإسلامي لأنه رتّب هكذا, أما كثير من الآيات لماذا وضعت هذه الآية هنا؟ ولماذا وضعت هذه الآية هناك؟ أنا عندما أرجع إلى كتب التفسير أجد كل المفسرين يقولون نحن نحاول أن نبحث لماذا وضعت هنا هذه الآية ولماذا لم توضع هناك لكننا لا نعلم حقيقة الأمر نرجع إلى كل كتب التفسير, ارجع إلى تفسير ابن كثير، ارجع حتى إلى تفسير الزمخشري وهو أكثر من حاول أن يعلّق على مسألة ارتباط الآيات بعضها ببعض, فأنت عندما تقول يوجد انسجام ثم تشرحه بالصورة التي اخترتها فهذا اجتهاد منك جزاك الله خيراً, أما مسألة أنه صحيح أو غير صحيح, فأنا أقول أنه احتمال أن يكون صحيحاً واحتمال أن يكون غير صحيح.

ثانياً: إن الرسول كرر أكثر من مرة نجد أنه في >آية المباهلة< كذلك عندما نزلت >آية المباهلة< صنع نفس الشيء يكرر نفس العملية وأخذ هؤلاء الخمسة, وصنع بهم كما صنع في آية التطهير أخذ الإمام علي وأخذ الحسن وأخذ الحسين كما في صحيح الإمام مسلم, عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ جاء الرسول, ونفس العملية تكررت قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). فهذه قضية واضحة جداً أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يريد أن يحصر المطهرين, ولا يمكن أن تدرك أهمية الحصر إلا عندما تفهم >حديث الثقلين <, وترجع إلى كتب التفسير, وكتب شروح صحيح الإمام مسلم أنا رجعت إلى بعض شروح صحيح الإمام مسلم, وقد حصرتها الآن كما حصرها العلماء في خمسين شرحاً, وأنا راجعت بعض هذه الشروح, ورأيتهم قالوا كلهم أي كل الذين راجعت شروحهم أن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ سمى القرآن والسنة الثقل الأكبر وأهل البيت الثقل الأصغر سماهم بالثقلين لأن ما عداهما خفيف, ما عدا هؤلاء الثلاثة القرآن والسنة وأهل البيت خفيف, سماهم بالثقلين لأن العمل بهم ثقيل, ارجع إلى شروح حديث الثقلين, والرسول يقول يوشك أن ادعى, يودع الحياة, ثم الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ يحذر ويحدد لماذا؟ أسالك هذا السؤال لماذا حدد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سور القرآن ولم يحدد أهل البيت؟ الرسول لماذا يسميهم الثقلين؟ قال الإمام النووي: لماذا سماهما الثقلين لأن بهما حفظ الدين, ومن هنا قال الرسول
ـ صلى الله عليه وآله
ـ في حديث الاثني عشر (لا يزال الدين محفوظاً بهم), وهناك قال: (تركت فيكم الثقلين) أي أن الدين محفوظ بهما [الثقلين] كما أنه قال في حديث الاثني عشر لا يزال الدين محفوظاً بهم.

فأنا أريد أن أتحدث عن أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ تدخل في القضية وإلا بالله عليك أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يسمي القرآن ثقلاً ويسمي أهل البيت ثقلاً ثم يحدد القرآن, ولا يحدد أهل البيت, هل يصح في نظرك إننا نسمي هذه الملايين من بني هاشم ثقلاً؟ يعني نطلق كلمة مشتركة بين القرآن وبين جميع الهاشميين, في حين أن كلمة ثقل لا تطلق إلا على المطهرين من الهاشميين, الإمام النووي يقول أطلق عليهم ثقلين لأن بهما حفظ الدين, الإمام بن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة في الطبعة الوهابية, ارجع إلى هذا الكتاب الذي يقول: إن النبي سماهم الثقلين القرآن والسنة وأهل البيت لأن العمل بهما ثقيل, فهل ترضى أن النبي يطلق كلمة الثقل وهي كلمة أطلقها على القران على أبناء الحسن الآن من المعاصرين لأنهم صالحون, هل ترضى بذلك؟ إذن ما هو معنى >حديث الكساء<؟ بالله عليك فقط أنا أسالك هذا السؤال إذا كان >حديث الكساء< لا يدل على الحصر للمطهرين من أهل البيت إذن لماذا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به؟ ما هو وظيفة >حديث الكساء<؟ ولماذا كتب أهل السنة أكثر من كتاب تحت عنوان >حديث الكساء< تحت عنوان الخمسة؟ حتى قال الإمام الرازي: إذا قال المسلم اللهم صلي على الخمسة فقد صلى على النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين, فلماذا هؤلاء الخمسة فقط ما هي القيمة لهم؟ ارجع إلى كتب الرجال, أنا رجعت الآن إلى كتب الرجال حتى علماء الرجال من أهل السنة , الإمام الجوزجاني والإمام القطان والإمام يحي بن معين وأئمة الرجال تجد أنهم تأثروا في >حديث الكساء<, من حيث لا يعلمون, مثلاً وجدت ترجمة أكثر من مائة رجل من الذين ترجم لهم الإمام ابن حجر العسقلاني في >لسان الميزان< ووجدت أنهم يقولون إن هذا ثقة ولم يروي في أحكام الصلاة أو في أحكام غيرها, بل جل ما رواه في فضائل أهل البيت وعندما رجعت وقمت بعملية استقراء وجدت أنه لم يروِ في غير هؤلاء الأربعة, في الإمام علي وفاطمة وفي الحسن والحسين, انظر راجع مما يدل أن أهل السنة تأثروا >بحديث الكساء< وأنهم ـ من حيث لا يعلمون ـ كانوا يميزون بين دائرة المطهرين وغير المطهرين من أهل البيت وإن لم يكن بعضهم يقولون بمدلوله, ما هي وظيفة >حديث الكساء<؟ أجبني على هذا السؤال ؟ ماذا أراد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من إدخالهم بالكساء؟ إما أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ له هدف وتصرف تصرفاً عقلاني وإما أن نقول إنه حاشاه لم يتصرف تصرف العقلاء, إذن ما هو دور >حديث الكساء< إذا نحن أدخلنا
كل من هب ودب من أبناء الرسول في أهل البيت, ثم خلطنا بين
المطهرين وغير المطهرين, فستكون كارثة كبرى وسوف نعاني من مشكلة الخلط بين المطهرين وبين غير المطهرين, وهي من أكبر مشكلات الفكر السني.

الشيخ أبو أحمد البكري من الطرف الوهابي:

طيب تفضل يا شيخ عثمان.

سماحة الشيخ عثمان:

نعم أنا أقول مرة ثانية ندخل في الموضوع, على ماذا يدل الحديث؟ دخلوا في الكساء صاروا من أهل البيت, يدل على ماذا؟ ولكن أولاً بالنسبة للآية يقول هذه الآية نزلت آخر آية نزلت من القرآن الكريم, ما هو دخل هذا؟ نقول ليس شرطاً أن تكون كل آية في القرآن الكريم في ترتيبها الآن أن تكون نازلة بعد الآية التي سبقتها, من قال هذا؟ وإذا كانت إذا نزلت الآية على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول ضعوها في المكان الفلاني بين هذه الآية وهذه الآية, نحن نتكلم عن سياق القرآن بعد ذلك نهائياً وهذا من إعجاز القرآن, إنها تنزل آيات بعد آيات ثم تدخل آيات بينها ويكون سياقها متناسباً ومتناسقاًًً تماماً, هذه بلاغة القرآن الكريم, ولذلك قلنا إن ترتيب الآيات توقيفي, أي من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

قال: >آية المباهلة< تدل على >حديث الكساء<. طيب تريد أن نترك >حديث الكساء< ونتحدث عن >آية المباهلة< أو ماذا؟ >آية المباهلة< دعا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أبناءه ونساءه, ودعا نفسه ـ صلى الله عليه وآله ـ فأخذ علياً وفاطمة والحسن والحسين, ونحن لا ننكر أبداً فضل علي وفاطمة والحسن والحسين, ونحن الذين ذكرنا >حديث المباهلة< ونحن الذين نرويه, ونحن ذكرنا >حديث الكساء<, ونحن الذين نرويه, ونحن ذكرنا أحاديث فضل علي ـ رضي الله عنه ـ , نحن الذين ذكرناها لأننا نحبه ـ رضي الله
عنه ـ .

يقول سماهما ثقلين لأن العمل بهما ثقيل, نعم العمل بهما ثقيل العمل بكتاب الله تبارك وتعالى ثقيل على الإنسان, وكذلك العمل بما أمر به النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ من رعاية حقوق هؤلاء الناس, وهم الثقل الآخر آل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضاً ثقيل لأن لهم حقوقاً يجب أن تحفظ ـ رحمهم الله ورضي عنهم ورحم الباقين منهم
ـ . فهؤلاء آل بيت النبي
ـ صلى الله عليه وسلم
ـ لهم حقوق وحقوق ولذلك أنت الآن أنا أسألك سؤالاً هنا إذا قلت: إن الأمر بالتمسك بالقرآن والعترة, إذن أين التمسك بالسنة, أين سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ لم تذكر وإنما الحديث الثقلان وقولك أمر بالتمسك بالثقلين بالكتاب والعترة, طيب هذا الكتاب وهذه العترة أين التمسك بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ ولذلك نجد الروايات في كتب الشيعة دائماً عن جعفر الصادق, وعن محمد الباقر, وأحياناً عن علي بن الحسين, أو علي بن أبي طالب, أو الحسن والحسين
ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ , وقليل جداً أن تقرأ الروايات عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , لأنهم فعلاً تمسكوا بالثقلين الكتاب والعترة, ونسوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أين التمسك بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وهو المبعوث رحمةً للعالمين, ما بعث الله لنا علياً ولا بعث لنا الحسن ولا بعث لنا الحسين ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ وإنما بعث لنا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم
ـ , وأمرنا برعاية حقوق أقاربه, ونحن نرعى حقوق أقاربه ونعطيهم حقهم ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ , بل ونعطيهم فوق حقهم ـ رضي الله عنهم ـ ولكن لا نغالي فيهم, وأنت الآن قلت كلاماً غريباً قلت: إنه كيف يحدد القرآن بسورٍ معينة ولا يحدد أهل البيت؟ أنا أسألك الآن هل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حدد أهل البيت, وهل أهل البيت هم علي وحسن وحسين فقط؟ وأرجوا أن تجيبني, علي بن الحسين, ومحمد الباقر وجعفر, وموسى, وعلي, ومن بعدهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ هل هؤلاء حددهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو لم يحددهم؟ وذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدداً كما قلت في المرة السابقة, ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ اثني عشر, وهل يكفي أن يذكر اثني عشر من قريش؟ فقضية أن (هؤلاء هم أهل البيت) هذا الكلام غير مسلم به أبداً, ولكن قلت لك الآن لا تكرر, إذن أنت قلت ما عندك أن هؤلاء ترى أنهم أهل البيت, وأنا قلت ما عندي. أجب عن هذه الأسئلة بصورة مختصرة لمدة دقيقة, ثم بعد ذلك تكلم عن دلالة >حديث الكساء< , عن دلالة >آية التطهير< إن كنت ترى أنها فقط لعلي والحسن والحسين تدل على ماذا؟ يعني هل لا بدّ أن أقول أنا الآن أؤمن أنها في علي والحسن والحسين حتى تمسكها عليَّ وتقول إذن أعترف وأقرّ وتراجع وتنازل, لا يوجد هناك داعي لهذا الكلام ولكن أنا أقول لك الآن اعتبرها في الحسن والحسين وعلي >آية التطهير< أو >حديث الكساء< طيب يدل على ماذا؟ على ماذا يدل؟ تفضل:

سماحة السيد عصام:

في البداية سأجيب على الأسئلة التي وجهتها.

أولاً: أنا لماذا قلت عند طرحي لمنهج الحوار معك أننا يجب أن نبحث المسألة بالترتيب؟ لأنني أنا كنت وهابياً, ثم دخلت إلى الاثني عشرية وإنما دخلت إلى الاثني عشرية بالتدريج, أنا قلت لك هناك أحاديث وروايات بالتدريج سوف نصل إليها, أنا عندي الآن خطة معينة تصلك إلى الحقيقة, وقلت لك ما زلت في رأس الهرم الاثني عشري, لماذا؟

ثانياً: إنه النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ حدد أهل البيت ـ المطهرين لا غير المطهرين ـ في زمانه ومن هنا أجمع المفسرون أنه لم يدخل في الكساء العباس ولا عبد الله بن العباس ومن هنا وجد >حديث الكساء<, أجمع المسلمون أن من طعن فيه فهو بالحقيقة لم يؤمن بالسنة النبوية لأنه [الحديث] في صحيح مسلم, الحديث في كل الكتب ولا أحد يطعن فيها جميعها, >فحديث الكساء< وظيفته أن يحدد لنا من هم أهل البيت المطهرين في زمن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولا شأن لحديث الكساء بأهل البيت غير المطهرين, ثم قلت لك جاء الإمام مسلم ـ رضي الله عنه ـ وهو الذي قادني أن أنتقل من الوهابية إلى الاثني عشرية, الإمام مسلم رضوان الله عليه ذكر لي >حديث الكساء< ثم ذكر لي في باب الإمارة >حديث الاثني عشر<, وقال لي مسلم ـ من خلال استنباطي وفهمي لكلام شروح صحيح مسلم
ـ ذكر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ >حديث الثقلين< في (غدير خم) وقال لي ـ من خلال فهمي للعلاقة بين الأحاديث التي رواها
ـ أيضاً ذكر >حديث الاثني عشر< في (غدير خم), ارجع إلى حديث الاثني عشر في صحيح مسلم, أي أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذكر >حديث الاثني عشر< في (غدير خم) في نفس اليوم وفي نفس المكان الذي ذكر فيه >حديث الثقلين<, النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عندما ذكر >حديث الثقلين< حصر أهل البيت المطهرين في زمانه بأربعة, ثم بعد ذلك ذكر >حديث الاثني عشر< في نفس ذكره لحديث الثقلين في نفس الواقعة ولما جاء الإمام مسلم لأن الإمام مسلم كان دقيق الترتيب لأبواب صحيحة قسم >حديث الثقلين< جزء منه ذكره في باب فضائل أهل البيت, وقسم آخر ذكره في باب الأمارة وهو >حديث الاثني عشر< وإلا هو من ضمن >حديث الثقلين<, ومن هنا نجد الإمام أبو داود ذكر حديث الاثني عشر في كتاب المهدي؛ لأنه يعلم بأن الحديث يرتبط بالمطهرين من أهل البيت لأن المهدي منهم.

والآن أستمر في كلامي عن صحيح مسلم وذكر >حديث الثقلين< في باب فضائل الإمام علي, وبسبب هذا التقسيم غابت الحقيقة عنا بسبب هذا التقسيم وهو لم يرد أن يغيب الحقيقة والعياذ بالله, ولكن لا يمكن لنا الفصل بين حديث الاثني عشر, وبين حديث الثقلين, كما لا يمكن الفصل بين حديث الكساء وحديث الثقلين, وعند التركيب بين هذه الأحاديث الثلاثة [حديث الثقلين, حديث الكساء , حديث الاثني عشر] في صحيح مسلم, يكتشف المنصف الحقيقة, فالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذكر ثلاثة في >حديث الكساء< ثم بعد ذلك >حديث الاثني عشر< بين التسعة وهذا الحديث يعتبر من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ , ومن هنا ذكره أهل السنة
ـ بعضهم ـ في باب الملاحم والفتن, أي من الأمور الغيبية التي سوف تتحقق أخبر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بها وسوف تحقق, وجاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأخبرنا >بحديث الكساء< ثم جاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأخبرنا >بحديث الثقلين< جاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأخبرنا >بحديث الاثني عشر< ووجد >حديث الاثني عشر< في صحيح مسلم, قبل أن يوجد العدد (اثني عشر) من أئمة أهل البيت, ووجد في كتب أهل السنة بأسانيد لا يطعن فيا حتى قال أئمة أهل السنة (من طعن في حديث الاثني عشر فقد طعن في أئمة أهل السنة), أي طعن في الإمام مسلم وفي البخاري لأنهم من رواته, فجاء الواقع الخارجي وصدق هذا الحديث, الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ عندما أخبر أن هناك (اثني عشر), والرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا أخبر بشيء لا بدّ أن يتحقق في الواقع الخارجي لأن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ معصوم, ثم جاء الواقع الخارجي ووجد (الاثني عشر) بعد وجود >حديث الاثني عشر<, مما يدل على أن هذه أحد معجزات النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ , فإذا جاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وقال: زيد أو عمر سيلد في سنة مائتين وخمسين ثم ولد في سنة مائتين وخمسين, فهذه معجزة نبوية, أما إذا ولد في سنة مائتين وسبعين فستقول هذا حديث ضعيف, لكن نجد في الواقع الخارجي يؤيد ذلك فقد أخبر ـ صلى الله عليه وآله ـ بأن الأئمة اثني عشر, ثم تحققت المعجزة من بعد رحيله, ووجد الأئمة الاثني عشر الذين أخبرنا عنهم وصدّق الواقع الخبر, نحن سنبحث عن بقية الأئمة (التسعة) نحن الآن حديثنا في هؤلاء الثلاثة وسنبحث عن أدلتهم في إمامة التسعة, أما مسألة ما ذكرت أنه لا يوجد كلمة السنة النبوية في حديث الثقلين, لماذا ترك النبي في حديث الثقلين السنة النبوية؟ فهذا يرد عليك الإمام محمد أبو زهرة ـ راجع شرحه لحديث الثقلين لتعلم أن لفظة الكتاب تعني القرآن والسنة النبوية ـ هو الإمام والفقيه في العصر الحديث, وأنت كنت في الجلسة الماضية ظلمت محمد أبا زهرة, بأنه ليس فقيه العصر, ولا يوجد له كتب فقهية, وهذا ظلم عظيم, الإمام محمد أبو زهرة لا يوجد له كتب غير الكتب الفقهية, فالإمام محمد أبو زهرة في كتابة: >الإمام جعفر الصادق< الطبعة المصرية المعروفة, يبين بشكل مفصل أن الإمام علي لعن
في المنابر, وهذه مسألة مسلمة ذكرها الإمام الألباني في كتبة, لعن في
المنابر وكان من الطبيعي لدولة كانت تأمر بلعنه أن تمنع وصول أحكام القضاء عنه.

ومن هنا جاء الإمام بن تيمية وكشف الحقيقة شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: ترك أئمة المذاهب الأربعة قضاء الإمام علي, ولم يأخذوا بفقه الإمام علي, قال الإمام محمد أبو زهرة في تعليقٍ على كلام ابن تيمية, إنما تركوا ذلك؛ لأن بني أمية كانوا يلعنوه, وما دام قد لعنوه فمن الطبيعي أن يتركوا فقهه, ثم قال الإمام محمد أبو زهرة, هل يا ترى إذا تركوا فقه الإمام علي وقضاء الإمام علي سيتركوه هؤلاء (التسعة) الذين هم تكملة (الاثني عشر)؟!! لا.. إن الإنسان قد يتركه جميع الناس, ولكن من المستبعد أن يتركه ابنه, قد أهاجم وقد ألعن وقد أطرد وقد أشرد, يقول الإمام ابن تيمية: >إن الإمام علي لا يعرف له قبر<؛ لأنهم اخفوا قبره خوفاً من بني أمية, فإذا كان هذا الرجل لا يعلم له قبر, ولا يعرف لزوجته فاطمة قبر, وقال الإمام ابن تيمية: >إن الشيعة أخطأوا عندما يذهبون إلى النجف<؛ لأنهم يذهبون إلى خيال, فهذا الرجل لا يعرف له قبر, وكان يلعن بعد مماته لفترة طويلة, حتى جاء الخليفة الراشد العظيم عمر بن عبد العزيز, ومنع السب عن الإمام علي وبسبب الظروف التي مر بها الإمام علي, غاب عنا قضاء الإمام علي إلى أن وجد الباقر, قال محمد أبو زهرة: هل سيترك الباقر؟ وهو باقر العلوم هل سيترك قضية الإمام علي؟ هل سيترك فقه الإمام علي؟ إن الرجل قد يهجره كل الناس ولكن أبناءه وأحفاده لن يتركوه.

ومن هنا أنا أريد أن أبين لك سؤالك لماذا انحصرت روايات الاثني عشرية عن الرسول بالإمام الباقر أو الإمام الصادق؟ لقد كان سبب انحصار رواية الإمام علي عن النبي في الإمام الباقر وفي أئمة أهل البيت أن الظروف التي مر بها الإمام علي, الظروف السياسية منعت أن يصل كلام الإمام إلى غيره أهل بيته, وقال الإمام محمد أبو زهرة وهذا طبيعي في الطبيعة البشرية أن الإنسان عندما يمنع, يمنع من قبل الناس ومن قبل الدولة أن لا يتحدث باسمه, حتى قال الإمام أبو الحسن البصري: كنا خوفاً من بني أمية نقول عن أبي زينب, ونقصد بأبي زينب الإمام علي, أو نقول عن رسول الله ونعني به الإمام علي, وكان الإمام علي يعاني من مشكلة دولة تلعنه, ثم جاءت الدولة العباسية وضاعفت من مظلومية الإمام علي, وهنالك الكثير من البحوث عن هذا الموضوع, راجع كتاب الإمام محمد أبي زهرة؛ لتعرف مظلومية الإمام علي؛ ولتعرف لماذا انحصرت روايات الإمام علي عن النبي في الإمامين الباقر والصادق, ولتعرف هل هؤلاء تركوا السنة النبوية؟ لا نحن نحتاج لأن نكون دقيقين في الحكم على المذاهب الأخرى, يجب أن لا نكون متسرعين في الحكم على الآخرين. أنت الآن تدري وتعرف المذهب الوهابي بشكل كامل وأنا كانت معلوماتي عن الاثني عشرية نفس معلوماتك, ولكنني بعد دراسة ثلاثة عشر سنة لهذا المذهب عرفت أنني أخطات ـ والإنسان المؤمن يرجع عن الخطأ ـ وعرفت أنني ظلمتهم في الكثير من الأشياء.

وإن كان هنالك كما قلت أنه يوجد غلو عند بعض الناس في الأئمة الاثني عشر, فهل معنى ذلك أن الغلو يجعلنا نترك >حديث الاثني عشر< المسلّم به عند الجميع؟ هل معنى ذلك أن الغلاة (لعنهم الله) يصرفونا عن >حديث الثقلين< وعن >حديث الكساء< وعن >حديث الاثني عشر<؟!! فاللهم العن الغلاة من اليوم إلى يوم الدين, اللهم أني أبرأ إليك من كل مَنْ غالى في هؤلاء الأئمة الاثني عشر, ولكن لا أبرأ من >حديث الاثني عشر< وتفضل معك المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

 بسم الله الرحمن الرحيم, قوله هذا إن شاء الله سيكون الحديث عنه إذا تكلمنا عن حديث يكون بعدي اثني عشر خليفة أو اثني عشر إماماً أو اثني عشر أميراً, أو اثني عشر حاكماً, كما تحب من الألفاظ, ولكن الشاهد من ذلك عندما يأتي الكلام عليه نتكلم عليه بالتفصيل إن شاء الله تعالى وأنا الآن أعيد وأكرر ادخل في الموضوع على ماذا يدل >حديث الكساء<  وعلى ماذا تدل >آية التطهير<؟ تفضل.

سماحة السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, عفواً أنت تخرج عن الموضوع, ثم تقول ادخل في الموضوع, فأنا أريد أولاً أن أجيب عن سؤالك أجاب الإمام ابن حجر الهيتمي في الطبعة الوهابية في كتاب >الصواعق المحرقة< عن قضية من هم أهل البيت المطهرين الأربعة, النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ حدد (الأربعة) في >حديث الكساء< ثم بعد ذلك يجيب الإمام ابن حجر الهيتمي في الطبعة الوهابية في المجلد الثاني يجيب ماذا حدث, هؤلاء (الأربعة) الذين حددهم, والرسول حدد العدد (باثني عشر), فالمطهرون في حياته محصورون, كما أن المطهرين بعد حياته محصورون, إذن هناك يوجد تحديد بعدد معين مثل سور القرآن ... لا كما تقول الملايين من الهاشميين هم الثقل الثاني, المهم لا يوجد فوضوية في أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين, فليس من الضروري أن يحدد النبي غير المطهرين من أهل البيت, إذن هنا يوجد تحديد. الإمام ابن حجر الهيتمي ذكر الحديث وبين من هم (التسعة) بعد موت النبي, يعني تكملة (الاثني عشر) أولهم علي والحسن والحسين ثم قال الإمام ابن حجر الهيتمي: زين العابدين, هذا هو الذي خلف أباه الحسين علماً وزهداً وعبادة وكان إذا توضأ للصلاة اصفر لونه, فقيل له بذلك, قال: ألا تدرون بين يدي من أقف, إذن جاء بعد ذلك زين العابدين, ثم ذكر ما ورد فيه من الفضائل الخاصة بعلي بن الحسين وهو الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر وبيّن الهيتمي ما جاء في شأنه وما ورد فيه من كتب أهل السنة, ثم ذكر وورث, من زين العابدين هذا الإمام ابن حجر الهيتمي, ويوجد (عشرات) الكتب عند أهل السنة ولكن حديث الاثني عشر ليس موضوعنا الآن ولا مجال لذكرها, أنا قلت لك: سأذكر لك هذه الأقوال عند حوارنا حول حديث الاثني عشر وهنالك عشرات من كتب أهل السنة يبينون أن (التسعة) معروفون, أنا أقول كتب أهل السنة لا كتب (الاثني عشرية). قال: ثم جاء من ورث الإمام زين العابدين هذا الإمام الرابع, ورثه الإمام الخامس, ورث زين العابدين عبادة وعلماً وزهداً, وهو أبو جعفر محمد الباقر, سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخباءاتها ومكامنها, فكذلك الإمام الباقر أظهر من مخباءات كنوز المعارف وحقائق الأحكام واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة, أو فاسد الطوية والسريرة, ومن ثم قيل فيه باقر العلم وجامع العلم وشاهر العلم ـ والكتاب طبعة وهابية ـ إلى أن يقول فيه: وعمرت أوقاته بطاعة الله, وللإمام الباقر من الرسوخ في مقامات العارفين ما تكل عنه السنة الواصفين. وهكذا كلمات كثيرة ذكرها الإمام ابن حجر الهيتمي في وصف مقام الإمام الخامس من الأئمة الاثني عشر, إلى أن قال: توفي سنة مائة وسبعة عشر عن ثمانية وخمسين سنة مسموماً كأبيه, لاحظ إن أكثر هؤلاء الاثني عشر ماتوا مسمومين لاحظ ذلك في كلام أهل السنة, ثم جاء جعفر الصادق, وهو الإمام السادس من الأئمة الاثني عشر, ومن ثم كان خليفة الباقر ووصي الباقر, انظر كل إمام يوصي للإمام الذي بعده, وهذه معجزة نبوية يا أخي, لماذا ننكر المعجزة النبوية؟ النبي قال: سيأتي بعدي (اثنا عشر), لا تأخذ الأمر يا شيخ عثمان أنه رأي المذهب الاثني عشري خذها مثل معجزة >حديث الذباب<, معجزة وكتبنا عنها (عشرات) الكتب, يا أخي لنعطي >حديث الاثني عشر< مثلما نعطي >حديث الذباب< من أهمية, أقل شيء نعتبره مثل >حديث الذباب< كتبوا عنه (عشرات) الكتب إن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أخبر >بحديث الذباب< وجاء الواقع الخارجي وصدق الحديث وهكذا شأن حديث الاثني عشر.

قال الإمام ابن حجر الهيتمي, ثم جاء بعد الباقر الإمام السادس من الاثني عشر, وهو جعفر الصادق ومن ثم كان خليفته ووصيه. ونقل الناس ... الخ وارث علمه, انظر كلام ابن حجر ولو كان هناك مجال وكان هنالك وقت لذكرت لك كل من قال من أهل السنة أن كل إمام من الأئمة الاثني عشر الذين في حديث صحيح مسلم كان يوصي إلى الإمام الذي بعده.

يا أخي السياسة فصلتكم عنهم, قال الإمام محمد عبده ـ رضوان الله عليه ـ لعن الله ساس يسوس سياسة مسوساً ولعن الله حرف السين وما أتت به السياسة ستذهب به السياسة. قال: ثم جاء موسى الكاظم وهو وارث علمه وهو الإمام (السابع) من الأئمة (الاثني عشر) وارث علمه معرفة وكمالاً وفضلاً, سمي الكاظم لكثر تجاوزة وحلمه, وكان معروفاًً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله, وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم, ثم يذكر فضائله في كتاب طبعة سنية لا وهابية حتى لا تزعلون وتتألمون طبعة سنية مطبوعة في السعودية (ولم أقل وهابية) ـ ما زال كلام الإمام ابن حجر الهيتمي ـ , قال ثم جاء من بعدة الإمام (الثامن) من (الاثني عشر) علي الرضا, وهو أنبههم ذكراً وأجلهم قدراً, ومن ثم أحلّه المأمون محل مهجته, وأشركه في مملكته, وفوض إليه أمر خلافته, فإنه كتب بيده كتاباً يذكر فضائل الإمام الرضا وهو الإمام (الثامن) من (الاثني عشر), قال: ثم جاء محمد الجواد (وهو الإمام التاسع من الأئمة الاثني عشر) لكنه لم تطل حياته, ثم يذكر فضائل الإمام الجواد, ثم يذكر فضائل الإمام العاشر من الأئمة الاثني عشر, ويذكر أنه وصى الإمام الجواد وهو الإمام علي الهادي, ثم يذكر الإمام الحادي عشر وهو الإمام الحسن العسكري ويبين مقامه, ثم يذكر الإمام الثاني عشر وهو الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري ويبين الإمام الهيتمي أن الله رزقه العلم وهو في سن الطفولة, وهكذا وهكذا, لولا انه أنا قلت لك أريد أن نبحث (التسعة) في مكان آخر سأذكر لك من قال من أهل السنة إن الإمام زين العابدين قد أوصى للذي بعده من الاثني عشر, وإن الإمام الحسين قد أوصى للذي هو بعده, ثم جاء الذي بعده أوصى إلى من يليه، ثم جاء الذي بعده أوصى, وهكذا هكذا, حتى أوصى الإمام الحادي عشر للإمام الثاني
عشر, وتفضوا معك المايك.

الأخ الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:

طيب يا شيخ يا دكتور لعل الشيخ عثمان كتب لي أنه لم يسمع كلامك.

السيد طلال من طرف الاثني عشرية:

تقولون أن الشيخ لم يسمع, هل تعيدون الوقت إلى الوراء حتى سماحة الدكتور السيد عصام يعيد من جديد, تفضلوا.

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:

لا الشيخ يأخذ اللاقط ويقول آخر كلمة سمعها, ويكمّل من عندها تفضلوا يا شيخ عثمان, ما هي آخر كلمة سمعتها إن شاء الله ثم يُكمّل الشيخ الدكتور عصام.

الشيخ عثمان:

أنا آخر ما سمعت هو تحديد الأئمة أن ابن حجر الهيتمي ذكر جعفر الصادق, ومحمد الباقر, وعلي بن موسى وهكذا, هذا آخر ما سمعت.

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:

طيب إن شاء الله الأمر واضح يا دكتور تكمل مما ذكر الشيخ تفضل.

سماحة السيد عصام:

فقط أنا ّذكرت تراجم الأئمة الاثني عشر ـ رضوان الله عليهم ـ لاسيما الأئمة التسعة الذين ذكرهم الرسول في يوم ذكره حديث الثقلين, وإن شاء الله  عندما يأتي البحث سنكمل تراجم الأئمة (التسعة), تكملة الأئمة الثلاثة الإمام علي والحسن والحسين وبقية الأئمة في كتب أهل السنة وهناك تراجم طويلة وسأستعين بطبعات سعودية وغير سعودية ويمنية وتونسية وجزائرية, وكتب أخرى من كتب أهل السنة, أريد من نقل عبارة الإمام ابن حجر الهيتمي أن أؤكّد أن قضية «حديث الاثني عشر», وقضية تراجم الأئمة هؤلاء ليست قضية (اثني عشرية), الإمام بن طولون الدمشقي ـ طبع كتابه طبعة وهابية ـ في كتابه (شذرات الذهب في تراجم الأئمة الاثني عشر) عفواً طبعة سعودية ليس وهابية وهنالك ذكر في كتابه ترجمة للأئمة الاثني عشر من قبل أئمة أهل السنة, لقد ترجم لهم وذكرهم كثير من أهل السنة ليست القضية خاصة بالمذهب الاثني عشري, وهكذا الإمام سبط ابن الجوزي في كتابه «تذكرة الخواص» ذكرهم وبين مناقبهم وفضائلهم.

أنا أريد أن أقول أن النبي كما حصر أهل البيت المطهرين في زمانه, كذلك حصر أهل البيت المطهرين بعد زمانه, ثم بعد ذلك جاء أهل السنة وبيّنوا لنا أنه كل إمام من الأئمة كان يوصي الإمام الذي بعده، فتحققت المعجزة النبوية. فأنا أريد أن أقول للشيخ عثمان: اعطوا >لحديث الاثني عشر< نصف معشار ما تعطوا «لحديث الذباب», وأنا أقول «حديث الذباب» وارد وصحيح لا أطعن فيه (إذا ولغ الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء) أثبت العلم صحته.

أقول: هذه معجزة نبوية، اجعلوا >حديث الاثني عشر< هذا من معجزات النبي, نقول: هذه معجزة نبوية جاء النبي وأخبر الخبر وجاء الواقع الخارجي فصدّق النبي, إذن اجعلوا >حديث الاثني عشر< حتى من باب دلائل النبوة. لا من باب مسألة الإمامة هم أئمة أو غير أئمة. معصومون أو غير معصومين، هذا موضوع آخر. اجعلوه من باب دلائل النبوة من معجزات النبوة, وتفضلوا معكم المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, الحقيقة من الطرافة بمكان أني طلبت أن يحدِّد الدكتور عصام بقية الأئمة (الاثني عشر) وهل حدّدهم النبي أم لا؟ فلم يذكر ذلك وإنما ذكر ما ذكرناه في البداية, وهو أنه قال: (اثني عشر)! وفقط ذكر فقال ابن حجر الهيتمي ذكرهم وذكر (التسعة), وبدأ يعطي تراجمهم. وأنا لا أدري ابن حجر الهيتمي من أين حدّدهم؟! حددهم مما يقوله الشيعة نحن نتّبع فلاناً ثم فلاناً ثم فلاناً كما هو معروف! أنا أستطيع أن أحدّدهم، وحددهم قبل ابن حجر الهيتمي كثير من أهل العلم؛ لأن الشيعة ادّعوا أن هؤلاء أئمتهم الاثني عشر, وذكروهم في كتبهم وذكرهم النوبختي قبل ابن حجر الهيتمي بسنوات. وأنا كما قلت قبل قليل هو يقول: أنا أخرج عن الموضوع! والآن سوف أعود إلى الموضوع، أليس موضوعنا هو «حديث الكساء»؟ على ماذا يدل «حديث الكساء»؟ تفضل يا دكتور عصام على ماذا يدل «حديث الكساء»؟! تفضل أو على ماذا تدل «آية التطهير»؟!

سماحة الدكتور السيد عصام:

تكرر السؤال وأنا أكرر الإجابة قلت لك: إنّ «حديث الكساء» يدل على أن النبي كان يريد أن يحسم المسألة في حصر أهل البيت المطهرين وفي تمييزهم عن غير المطهرين من أهل البيت؛ حتى لا تكون القضية غير محسومة, يدل حديث الكساء, دلالة صريحة على ما قاله الإمام الطحاوي أن «حديث الكساء» يدل على أن النبي حصر أهل البيت المطهرين. وما قاله كثير من الأئمة, وأنت قلت: نعم يوجد من أهل السنة من قالوا إن «حديث الكساء» يدل على حصر أهل البيت، هذه دلالة صريحة؛ فالنبي حصر المسألة وقلنا لك: مسألة إنه من قال في الأئمة (التسعة) سوف أثبت لك بأدلة كبيرة, وهذه أنا أحتاج فيها إن شاء الله (خمس) جلسات أو (ستة) جلسات يعني.

إن القضية ليست هكذا, قضيّة الوصول للحقيقة ليست بهذه السهولة, أنا قرابة ثلاث سنوات كنت يوماً أصلي صلاة وهابية, ويوماً أصلي صلاة اثني عشرية! متردد؛ لأن الشبهات كثيرة. يعني يوجد ركام كبير من الشبهات المحيطة بهرم الاثني عشرية, ويوجد غلاف من التشويهات المحيطة بالاثني عشرية, لكن عندما تحفر في هذه الشبهات سوف تجد هنا لك قطعة ذهبية ثمينة مكتوب عليها «حديث الاثني عشر», ولكن صعب يا أخي أن الإنسان يصل إلى الحقيقة بسهولة, من هنا قال النبي: >المتمسك بدينه في آخر الزمان كالقابض على الجمرة<, طبعاً هذه صعوبة أن تصل إلى الحقيقة, هنالك ركام هائل من الشبهات وهي شبهات كثيرة. هل نأتي نقول الآن نحن مثلاً الخوارج يتفقون مع أهل السنة في إمامة الخلفاء (الثلاثة) في القول في خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ والقول في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ ؟ هل نقول: ما دام قد اتفقوا في خلافة (الثلاثة), أنهم مع أهل السنة مذهب واحد ونأتي نحمّلهم مذهب الخوارج, ونقول ما قاله النبي في الخوارج ينطبق على أهل السنة لأنهم اتفقوا مع أهل السنة في خلافة الثلاثة؟! هل إذا اتفق الاثنا عشرية مع بعض الفرق المنحرفة ـ لعنهم الله ـ مثل السبئية في بعض الأئمة, هل معنى ذلك أننا نحكم على الاثني عشرية من خلال هذه الفرق الضالة المنحرفة الملعونة, نحكم عليها ونحمل آراءها الشاذة إلى >الاثني عشرية<؟ فهل الاتفاق في (الثلاثة) يتفق الخوارج, كما قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في كتابه «منهاج السنة» اتفق الخوارج مع أهل السنة في خلافة (الثلاثة), فهل إذا اتفقوا في خلافة (الثلاثة) فهل معنى ذلك ننقل ما في الخوارج من الصفات إلى أهل السنة؟! لا يجوز ذلك، أنت صنعت هكذا مع الاثني عشرية أيضاً, كان فرضك هكذا, تأتي تقول: إنهم اختلفوا، من هم الذين اختلفوا في إمامة الأئمة الاثني عشر؟ حتى تجعل هذا الاختلاف دليلاً على بطلان إمامة الأئمة الاثني عشر؟ وبماذا اختلفوا؟ ومتى اختلفوا؟ وكيف اختلفوا؟ وهل إذا خالف شخص أو إثنان أو ثلاثة وكوّنوا فرقة شاذة نادرة انقرضت بعد مرور سنوات بسيطة! لأنها اشتبهت في فهم حديث الاثني عشر, هل خلافها يعتبر حجة للإعراض عن حديث الاثني عشر؟ أين هذه الفرق الآن؟ وأنا أستغرب كيف تجعل مخالفة بعض الفرق المنتسبة للشيعة مخالفتها لحديث الاثني عشر تجعله حجة على بطلان النصّ على الأئمة الاثني عشر؟! الآن الفرق التي ذكرها النوبختي أين وجودها في عالمنا الواقعي؟ أين الفرق التي ذكرها الشهرستاني؟ الآن لا يوجد غير الاثني عشرية ويوجد شرذمة قليلة من الكفرة النصيرية وهؤلاء لا يمثّلون الشيعة, هؤلاء ضالين مضلين مغالين كفرة خارجين عن الإسلام.

فأنا أريد أن أقول: أين هذه الفرق؟ أين وجودها؟ يعني هل كلما أتى شاذ وخالف حديث النبي وخالف حديث الاثني عشر نقول: هذا صاحب فرقة هو ذكر فرق, ولكن هذه الفرق انقرضت, وقال أئمة أهل السنة هذه الفرق وجدت في فترة قصيرة ثم انقرضت, وتفضلوا معكم المايك.

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:

طيب جداً أنا أرى أن الوقت انتهى والشيخ أخبرني بأن نكون إن شاء الله نلتزم بالوقت, وكإدارة أنا التزم بالوقت الساعتين التي حددها الشيخ انتهت, تفضل يا شيخ.

الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, أنا طلبت في الحقيقة من فضيلة الشيخ الدكتور عصام أن يذكر لنا ما يدل عليه «حديث الكساء», وكان في البداية تكلم من حيث أنه تكلم ما فيه الكفاية حسب ما فهمت أنا, ولذلك قصد الانتقال إلى «حديث الثقلين», فقلت له: إن كنت انتهيت من «حديث الكساء» فأنا لم انته بعد, بقيت أشياء بسيطة أريد أن أنبّه عليها, ومن ثم بعد ذلك وجدت أن الأُمور تطورت كثيراً. والآن فوجئت بكلام الشيخ الدكتور عصام حقيقة عندما يقول: سأتكلم عن «حديث الكساء» ويحتاج إلى (خمس) جلسات أُخرى لنتكلم عن «حديث الكساء» ومدلول «حديث الكساء»!! هذا لا أظن أن الأمر سيكون كذلك إن شاء الله تعالى، لا أظن هنا لك خمس جلسات في حديث الكساء, إننا نريد أن نصل إلى الحق إن شاء الله ولا يكون بهذه الطريقة الوصول إلى الحق. ما هو الرجس الذي أراد الله تبارك وتعالى أن يذهبه سبحانه وتعالى، الرجس الذي قال الله تبارك وتعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)؟! والرجس كل مستقذر تعافه النفوس, ومن أقذر المستقذرات معصية الله تبارك وتعالى. فالرجس إذن القذر، الرجس الذنب، الرجس الإثم، الرجس الفسق، الرجس الشيطان، الرجس الشرك وذلك أن كلمة الرجس أولاً جاءت في القرآن الكريم في مواضع عدة كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون), وقال جل وعلا كذلك: (يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون), ولو أراد الله تبارك وتعالى الإرادة القدرية الكونية لتحقق التطهير لكل أهل البيت إلى يوم القيامة, والمشاهد خلاف ذلك كما  هو واقع. هذا على اختلاف طبعاً بيني وبين فضيلة الشيخ الدكتور عصام في من هم أهل البيت؟ لأنني أرى أن كل من ينتسب إلى بني هاشم فهو من آل البيت النبي, وأستغفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمؤمنين, قال تعالى: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين) فهل لزم من استغفار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمؤمنين أنهم صاروا معصومين باستغفار النبي لهم؟! ليس الأمر كذلك, إذا كان الأمر كذلك وهو أن «آية التطهير» و «حديث الكساء» لا يدلان على شيء ولذلك طلبت من الدكتور عصام أكثر من مرة أن يدلّني على ماذا يدل هذا الحديث؟ وعلى ماذا تدل هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)؟ ما هو الرجس؟

وأنا طلبت كذلك أن يحدد آل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس, علي والحسن والحسين من الأئمة الاثني عشر فأين البقية؟ ذكر أنّ ابن حجر الهيتمي قد ذكر البقية! نحن نتّبع رسول الله هل ذكرهم رسول الله؟ لم يذكرهم الرسول, وإنما ذكر حديثاً عاماً (اثني عشر) رجل فقط لا من آل محمد؟ لا من بني هاشم؟ من أين؟ من قريش. لم يستطيع أن يحدد بقية (التسعة) هذا إذا اتفقنا على (الثلاثة) الأولين, وهم بشر من سائر البشر ـ رضي الله عنهم ـ وكرامتهم في أنّهم أصحاب النبي, وأنهم كذلك من آل بيت النبي, وهذان هما الثقلان:

الثقل الأول: كتاب الله سبحانه وتعالى.

والثقل الثاني: آل بيت النبي.

هكذا أمر النبي, ونحن تذكّرنا الله في أهل بيت النبي. ولذلك عرفنا لآل بيت النبي مقامهم وأثنينا عليهم بما هو لهم. ولذلك كان يقول أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ : (ارقبوا محمداً في آل بيته), أي نعرف لمحمد حقه في آل بيته.

و لذلك يقول: (لئن أصل من آل محمد أحب إليّ من أن أصل من أهل بيتي)، هكذا كان يقول الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ . وكذلك هارون الرشيد لما جاء عند قبر النبي وأراد أن يفتخر أمام الناس فقال: (السلام عليك يا ابن عم), فجاءه موسى بن جعفر ووقف عند قبر النبي وقال: (السلام عليك يا أبتي), وهذا فخر, وهو فخر بلا شك.

ولكن نقول آل بيت النبي أعطيناهم قدرهم الذي هو لهم ـ رضي الله عنهم ـ . وإن كان الدكتور عصام يريد ـ كما قال قبل قليل ـ أن يذكر تراجم أهل البيت تراجم مفصلة فهو له خمسون دقيقة, يذكر فيها ما شاء, ثم أذكر أنا ما شئت من كلامنا على النصوص التي تأتي في آل بيت النبي وهذا طبعاً إذا جاء وقته ما يجد لهم عندنا إلاّ ذكراً عطراً في كتب أهل السنة والجماعة, وجميع من يُتّهم بالنصب من علماء أهل السنة كابن تيمية وغيره لا يوجد أبداً حسب علمي ما ينقل عنه من كلام على آل بيت النبي في طعن أو غيره أبداً.

فمن نصب العداوة لأهل البيت نحن نتبرأ منه أصلاً, ونحن نبغض النواصب ونتقرب إلى الله ببغضهم.

أنا قلت في البداية: إئتنا بأقوى ما عندك! اركب أعلى خيلك, وأرنا النصوص الدالة! لكنك جئت في حديث مختلف بصحته قال هذا صحيح لغيره أو صحيح لذاته أو مختلف في صحته ولكن التزم به.

أحديث الكساء الذي لا أسمع إلى الآن شرحاً له ودلالة وبيان, دلالته, أهذا الذي تأثرت به وصرت شيعياً من أجله؟!! أهذا أو «حديث الثقلين» أو «حديث الاثني عشر»؟ أهذه النصوص القطعية الواضحة التي لا تقبل النقاش ولا تقبل مجادلة ولا نظر؟ ألا توجد آيات صريحة تدلّنا على هذا الأمر؟ يريد الآن أن يذكر لنا الآن تراجمهم (يعني: تراجم الأئمة الاثني عشر)، بعد ذلك ماذا نستفيد نحن من تراجمهم؟!

نحن نعرف مكانتهم ونعرف قدرهم ونعرف فضلهم ـ رضي الله عنهم ـ . وهذه التراجم ستذكرها من كتبنا، من كتب أهل السنة, إذن نحن نعرف هذه التراجم ونقدّر لهم فضلهم, ونعرف مكانتهم ـ رضي الله عنهم ـّ ! وإن شئت أرحتك من هذا وذكرت لك أنا تراجمهم. وعندي تراجمهم ـ رضي الله عنهم ـ وذكرتها في شريط آل البيت, ومن رآه فليرجع إلى شريط آل البيت, وموجود على الانترنيت, يرجع له ويعرف مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة. ولذلك أنا أتوقّف الآن إن شاء الله تعالى حتى يعلم الجميع أن ليس المقصود عندي أخذ الوقت كله, ولكن في هذا الكفاية إن شاء الله  تعالى, ولذلك أرجو من الجميع أن يعذرني وأستميحكم عذراً, وأعتذر للدكتور الشيخ عصام العماد إن كان بدر منّي شيئاً أساء إليه أو غيره من الحاضرين.

وأقول أخيراً: حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً إن شاء الله تبارك وتعالى ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى, ولا مانع أبداً أن تبدأ الأسئلة الآن, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:

طيب إذا كان الدور للشيخ الدمشقية أول واحد رافع يده أين هو؟ طيب يا شيخ أبو عبيدة لك السؤال الأول, تفضل يا شيخ أبو عبيدة عبد الرحمن الدمشقية لك السؤال الأول.

سماحة الشيخ الدمشقية أحد مشايخ الوهابية:

بسم الله الرحمن الرحيم, سؤالي: لقد علّمنا النبي في الصلاة أن نقول قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد, وفي رواية أُخرى قولوا: اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته, هذا في الصلاة الشرعية، فهذا تعليم شرعي من أين لك موضوع اللغة, تفضل المايك معكم الآن؟!

سماحة الدكتور السيد عصام:

مسألة نساء النبي ومسألة أنّه هل هن من أهل البيت أم ليس من أهل البيت؟

أنا قلت: إنه لا مانع أن تكون من حيث المجاز ومن حيث العرف اللغوي أن تكون نساء النبي من أهل البيت مجازاً, ولكن أقول: إن «حديث الكساء», ما هو دور حديث الكساء، حديث أهل الكساء حصر أهل البيت المطهرين.

والقضية كان هنالك خطة سأذكرها في المستقبل أنهم جعلوا نساء النبي كوسيلة للدخول والخلط بين دائرة المطهرين وغير المطهرين من أهل البيت, ولذلك جعلوا كل بني هاشم الآن من أهل البيت, وخلطوا بين المطهرين وغير المطهرين من أهل البيت, وإنما جعلوا نساء النبي كوسيلة لإدخال كل من هب ودب من أهل البيت, إدخالهم في دائرة المطهرين. يعني ليس الغرض الحقيقي هو نساء النبي, نساء النبي ـ رضوان الله عليهن ـ أمهات المؤمنين, ولكن من الخطأ أن تأتي سياسة معينة وتجعل أمهات المؤمنين وسيلة لكسر حصر النبي لأهل البيت المطهرين لا غير المطهرين! لأن القضية لم تقف عند نساء النبي, القضية إذا ادخلوا نساء النبي سيدخلوا كل من تناسلوا من هاشم في أهل البيت. أما مسألة الصلاة فالصلاة لا تقتصر على المطهرين من أهل البيت فحسب, الرسول قال في الحديث الصحيح (اللهم صلّ على آل أبي أوفى). لا نتكلم عن مسألة الصلاة، الصلاة يصلى بها على كثير، حتى قال علماء أهل السنة: يجوز أن نصلي على غير النبي وعلى غير أهل البيت؛ لأن الصلاة عليهم دعاء لهم.

اللهم صلّ عليه، إذا صلت عليه الملائكة يعني طلبت المغفرة له, وإذا صلينا عليهم طلبنا المغفرة.

بصراحة هنا الصلاة لا علاقة لها بقضية «حديث الكساء», ليس أن كل إنسان يصلّى عليه أنه من أهل الكساء. أنه من دائرة المطهرين, هل كل من صلينا عليه أدخلناه في الكساء؟ نحن نقول: إن الرسول قال: (اللهم صلي على آل أبي أوفى), فهل معنى ذلك أنّه أدخلهم من دائرة المطهرين الذين هم الثقل الثاني؟! فلا مانع أن الرسول يقول: صلوا على ذريته نقول: (اللهم صلّ على ذرية محمد)، اللهم صلّ على كل من تناسل من محمد، اللهم صلّ على كل بني هاشم الطيبين الملتزمين المؤمنين الصالحين.

ولكن هل معنى ذلك أنهم سيكونون عدل القرآن؟ هل كل من صلينا عليه سيكون عدل القرآن؟

لا ... ليس هذا موجوداً, فيجب أن لا نخلط بين المسألتين, بين دائرة المطهرين ودائرة غير المطهرين, وتفضل معكم المايك.

متكلم من طرف الوهابية:

السؤال عند أحمد الحسيني.

السيد أحمد الحسيني من طرف الاثني عشرية:

أولاً: بالنسبة لصحيح مسلم يخرج نساء النبي من الآية، هذا واحد.

الثاني: إن الإمام علي والإمام الحسن كثيراً ما احتجوا بأنهم من أهل البيت.

ثالثاً: لم يحتج أحد  غير أهل البيت بأنهم من أهل البيت, وإذا كان الشيخ عثمان الخميس عنده دليل فليأتينا به. إذا كان أحد من غير أهل البيت (الخمسة) قال أنا من أهل البيت, ـ هذا الثالث ـ لم تحتج واحدة من نساء النبي وبالذات عائشة, مع أنها دخلت معارك مع الخليفة الثالث.

يا أخواني ـ عفواً ـ يرسلون عليَّ برايفت من أجل يقطعون كلامي, أرجوا أن لا يحسب ذلك من وقتي, اتركوني أكمل سؤالي أرجوكم!

الشيء الثالث لم تحتّج أي واحدة من نساء النبي بأنها من أهل البيت خصوصاً أن أم المؤمنين عائشة دخلت في معارك.

السيد رفيق الموسوي من طرف الاثني عشرية:

العفو الأخ أحمد الحسيني ليس بذلك الخبير بموضوع الكمبيوتر, فأنا أنصح الأخوان أنه ليس هنالك داعي أن تبعثوا إليه برايفت من أجل قطع سؤاله.

أبو أحمد البكري من الطرف الوهابي:

رفيق اترك هذا الكلام, أحمد الحسيني لا يعرف الكمبيوتر يمكن الذي يصنع له ذلك من عندكم, أرجوك يا رفيق اترك ذلك, طيب تفضل يا أحمد الحسيني اكمل سؤالك.

أحمد الحسيني:

أخواني السلام عليكم, والله العظيم أنني لا أعرف كيف أغلق البرايفت والرسائل وبعضهم أخرجني عن طريق البرايفت على كل حال سوف أكمل سؤالي.

صحيح مسلم قد أخرج نساء النبي من «آية التطهير» هذا واحد.

لم تحتج أي واحدة من نساء النبي بأنها من أهل البيت مع أن أم المؤمنين عائشة دخلت في معارك مع الخليفة الثالث ومع الخليفة الرابع الإمام علي.

أيضاً أعود إلى قضية الأئمة الاثني عشر أقول للشيخ عثمان الخميس: لماذا اهتم علماء أهل السنة بتسمية بعض الخلفاء وبأنهم من الاثني عشر؟ إذا كان حديث الاثني عشر غير ملزم مع أنه ذكر في صحيح مسلم وكذلك ذكر في «ينابيع المودة» للقندوزي! لماذا ظلوا مهتمين بهذا الأمر ويسموه ـ عفواً ـ لا والله لا والله يا أخواني لماذا هكذا تعملون؟! على كل حال إن شاء الله أتمكّن من ذكر السؤال, لماذا اهتم علماء أهل السنة بتسمية وذكر من هم الاثنا عشر وتحيروا في هذه القضيّة في من هم الاثنا عشر؟!

لماذا بدأوا يسمون هذا خليفة من الاثني عشر ومرة يعودون يأخذون (الأربعة) الراشدين ويعودون إلى معاوية ويذهبون يتنقلون إلى بني العباس؟! إذا كانت القضية غير مهمة فلماذا اهتموا بهذا الأمر.

أيضاً قضية أُخرى أقول: لم يقل أحد من أهل السنة بأن نساء النبي يدخلن ظمن «آية التطهير» إلاّ عكرمة ومقاتل, وكلاهما كانا غير موثقين.

أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:

أحمد الحسيني عفواً, إذن هذه محاضرة لك أن تسأل, يعني رجاءً مرة تقول: قطعوا علينا عن طريق البرايفت, ومرة كذا سألت ثلاثة أسئلة, أنا رجائي أن تحدّد واحداً أو اثنين.

أحمد الحسيني:

يا أخي أقسم بالله العظيم أنهم يرسلون إليَّ برايفت وأنا لا أعرف هل أرد البرايفت أو أتكلّم؟! أقسم بالله العظيم يا أخي دعني أسأل إذا كنتم أصحاب الحق لماذا تفعلون هكذا؟! دعوني أسألكم بالله دعوني أسأل دقيقة واحدة, أقول شيئاً واحد وأكمل إن شاء الله, أقول للشيخ عثمان الخميس كيف يجرأ أن يقول: إن الرسول لم يأمرنا بالتمسك بأهل البيت, وهذا الحديث يقول: (إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب عز وجل, وهو الحبل الممدود), ويوصف القرآن, ثم يعود ويقول: (و أهل بيتي). ولو رفعنا الجملة التفتوا أيها الأخوة, اسمحوا لي إذا كنتم ترومون الحقيقة, تنشدون الحقيقة دعوني أكمل هذه الكلمة فقط, أقول: هكذا يكون النص: (إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله عز وجل, وهو حبل من اتبعه كان على الهدى شرح، لو رفعنا الشرح ماذا سيكون؟ يكون (أولهما كتاب الله وأهل بيتي), كيف يقول الشيخ عثمان لنا ارفعوا التمسك بأهل البيت, بالعترة, الثانية, ورسول الله يوصي بهما ولم ينكر ذلك أحد من أهل السنة؟

أما احتجاجه بالسياق في لزوم إدخال أزواجه ففي هذه الآية لا مجال له؛ لأن حجية الظهور متوقفة على وحدة الكلام, ومن المعلوم أنّ الخطاب قد تغير من التأنيث ـ في الآيات السابقة لهذه الآية ـ إلى التذكير, فإذا كان المراد لهذه الآية نساؤه يكون الخطاب (إنّما يريد الله ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن تطهيراً)؛ لأن الآيات خاصة بالنساء. ولذلك استأنف الله قوله بعد هذه الآية: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن). إذن أرجو أن يجيبني وأنا أكرر سؤالي لماذا اهتم الشيخ عثمان الخميس ...

الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية مقاطعاً:

و الله يا أحمد الحسيني هذا السؤال عجيب جداً! يعني خمس دقائق أو أربع دقائق تسأل!! السؤال واضح إن شاء الله, إن كنت تريد جواباً يرد الشيخ إن شاء الله السؤال مفهوم, تفضل يا شيخ عثمان.

هل الشيخ موجود، يبدو أن الشيخ غير موجود، الشيخ خرج, كان يكتب انه انقطع عنه الخط إذن الشيخ يبدو أنه غير موجود, انقطع عنه الإرسال, طيب, الرجاء يا أخي محمد علي رجائي ما تعطون فرصة الله يبارك فيكم, ما تعطون فرصة, أنتم تعلمون جيداً ماذا يريدون أن يصلون إليه! رجائي لكم أن تضبطوا أعصابكم وترك إدارة المناظرة إليّ, الله يبارك فيكم, تفضل شيخ عثمان.

سماحة الشيخ عثمان:

أدخل علياً والحسن والحسين وفاطمة ـ رضي الله عنهم ـ يقول: إن علي يحتج بأنه من أهل البيت!

نقول: نعم ونحن نحتّج كذلك بأن علياً من أهل البيت, ولا أحد من المسلمين ينكر أن علياً ـ رضي الله عنه ـ من أهل البيت.

يقول: عائشة دخلت في معارك مع الثالث ومع الرابع, يعني مع عثمان ومع علي.

هذا لا شك غير صحيح أبداً، ما دخلت معارك مع عثمان وكل ما نقل عنها في الكتب (اقتلوا نعثلاً فقد كفر) هذا كذب عليها ـ رضي الله عنها ـ ! لم تقل شيئاً من هذا أبداً! وأما مع علي فلم تدخل مع علي معارك أبداً وإنّما هي معركة الجمل, وعلي هو الذي ذهب إليهم وقاتلهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ولم تخرج هي لتقاتل علياً ـ رضي الله عنه ـ ! ولم تقاتله أبداً!! هي خرجت من مكة إلى البصرة، علي خرج إليهم من المدينة إلى البصرة! ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ !! ومن أراد التفصيل في ذلك فليرجع إلى كتابي «حقبة من التاريخ» أو إلى «منهاج السنة» للشيخ ابن تيمية أو إلى غيره من الكتب التي تكلّمت عن هذه الواقعة.

ويقول: لم تدّع عائشة يوماً من الأيام إنّها من أهل البيت.

هذا نحن الآن نبحث عنه لا بدّ أن نعرف أننا عندما نقول: إن نساء النبي من أهل بيته, هذا قلته في شريط أهل البيت, وهو موجود إن شاء الله في «إسلام أي» (يعني في موقع من مواقع الانترنت) وغيرها.

فهذا الذي نعتقده فيهم ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ والله أعلم.

أبو أحمد البكري من الطرف الوهابي:

ما أدري يا شيخ عثمان أنا أرى أن الشيخ عثمان يأخذ اللاقط, هل الصوت مسموع أم لا؟ شيخ عثمان إذا كنت معنا أكتب واحد إن شاء الله ما لم .. إذن يخرج الشيخ ويرجع مرة ثانية, طيب يا أخ وعد أنا لا أرى الشيخ عثمان موجود لعلك توجّل سؤالك له حتى يدخل الشيخ, طيب لعل السؤال يكون من الأخ العقبة (و هو الشيخ اللبناني محمد علي من طرف الوهابية).

الأخ عقبة (محمد علي) من طرف الوهابية:

دائماً فضيلة الشيخ الدكتور عصام العماد يحاول أن ينصحنا ويقول دائماً قصة وقضية انتقاله إلى مذهب أهل البيت بعد أن كان سنياً وهابياً! أقول: فمتى سوف تنتهي سلسلة انتقالاته! كان وهابياً وانتقل إلى الاثني عشرية, ثم في المستقبل إلى ..

هل أنت تختار المذهب دون أن تقتنع بالمذهب؟! وأنا أسأله لأنه هو طرح موضوع انتقاله, أنت تبني كل مذهبك على حديث الكساء! أقول لك: وهل الشيعة يبنون عقيدة إلاّ على الحديث المتواتر, وأتحدّى .. وأتحدّى عالم عندهم أن يأتيني بحديث في فضائل أهل البيت متواتر بطرق شيعية! هل أنت تبني عقيدتك على تواتر سني أو على تواتر شيعي؟ أين تواتر أحاديثكم، هل عندكم حديث متواتر واحد في فضل أهل البيت وفي «حديث الكساء»؟ وهل هذا هو متواتر عندكم حتى تبني عليه عقيدة؟

وثانياً: شيء تطلب منا اتّباع أهل البيت اتباعاً «لحديث الكساء», أقول لك: (ماشي الحال) نحن نتبع أهل البيت, ونحن نتبع الصحابة، نحن الذين روينا عن أهل البيت الحديث الصحيح, وشكراً جزيلاً.

الشيخ أبو أحمد البكري:

تفضل يا دكتور.

السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أقول: إن مسألة الاستدلال بحقانية مذهب آل البيت من كتب الاثني عشرية من البديهيات يا أخي, إذا كنا نثبت ذلك من كتب السنة فهل من المعقول أن لا نستطيع أن نثبت ذلك من كتب الاثني عشرية؟! هل تعقل أني إذا أنا اثبت الآن عقيدتي من كتب أهل السنة؟ وأثبت «حديث الاثني عشر» في صحيح مسلم وفي كتب أهل السنة؟ وأثبت «حديث الثقلين» في كتاب صحيح مسلم وفي كتب أهل السنة؟ الموجود في كثير منها, مثل الأمهات الست, وأثبت ذلك, هل لا أستطيع أن أثبت ذلك من كتب الشيعة؟! هذا فقط من باب الاحتجاج, أنا لأنني كنت وهابياً وانتقلت إلى الاثني عشرية فمن الطبيعي أن يكون دليلي منطلق من قلب الكتاب السني؛ لأنه هذه الكتب السنية هي التي نقلتني من الوهابية إلى الاثني عشرية. أنا عرفت كتب الوهابية, كنت أدرس في السعودية, ودرست فترة عند الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ ولكن فترة قصيرة, لا أدّعي إنها فترة طويلة. وبقيت في السعودية, وتخرجت من المعاهد الوهابية, وكتب الوهابية، الطبعات الوهابية هي التي قادتني إلى الاثني عشرية. فو الله أنني انتقلت إلى الاثني عشرية قبل أن أعرف هذه الأدلة من كتب شيعية.

فالمسألة عندما أنا أناقشك واستدل عليك وأثبت لك حقانية هذا المذهب من كتب الاثني عشرية, هل معنى ذلك أنّك تظن أنني لا استطيع أن أثبت حقانية المذهب من كتب نفس الاثني عشرية؟!!

إن كلامك يشبه كلام أحد المستشرقين عندما يأتي ويقول: إن المسلمين لا يستطيعون أن يثبتوا نبوة محمد من كتبهم, فلذلك يلجأون إلى الإنجيل (إني مبشر برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)! لا, نحن نقول: إن هذا الكلام لا يمكن أن يكون منطقياً, يعني إذا كان المذهب (مذهب الاثني عشرية), وهو مذهب أهل البيت, قائماً برجاله, بكتبه, بأساسه, منتشر بهذا الشكل, أنت اسأل نفسك وأنا أسألك: ما هي الأسباب التي جعلت كل من كتب ضد الاثني عشرية؟! أنا أتحداك تأتي لي من مقدّمة كتاب وهابي ضد الاثني عشرية لا يذكر في المقدمة أنني ما كتبت هذا الكتاب إلاّ لأن كثيراً من أبنائنا ومن مشايخنا, وممن نعرفهم من قبل؛ قد انتقلوا إلى الاثني عشرية. هل انتقلوا إلى الاثني عشرية بسبب كتب الشيعة ـ وأنت تعلم أنهم لا يقرأون كتب الشيعة ـ أم بسبب صحيح مسلم؟ فالمسألة هنا لا تستهين بالمذهب الاثني عشري.

أنا كانت نظرتي مثلك يا أخي محمد علي, كانت نظرتي جداً أن الاثني عشرية ليس عندهم أدلة، لكن هذه نظرتي قبل ثلاثة عشر سنة؛ أما الآن فمسألة بقاء وقوة هذا المذهب أصبحت عندي لا تقل من حيث القوة عن مسألة قوة وجود الله, كما أنني استيقن أنّ الله موجود, استيقن أن النبي قال: (لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر), واستيقن أنهم هؤلاء.

ولكن ماذا أصنع؟ إذا جئت لكم بكلام الإمام محمد أبي زهرة قلتم: إن هذا ليس فقيه!

إذا جئتكم بكلام ابن حجر الهيتمي قلت: هذا صوفي.

إذا جئتكم بكلام محمد علي البار قلتم: هذا جراح وطبيب!! وإذا جئتكم برواية صحيحة تضعفوها وهي صحيحة!! وإذا جئتكم بدليل صحيح ورواية في صحيح مسلم تطعنون بالدلالة. إذا لم تطعنوا في السند!!

فأنا ماذا اصنع وإذا جئتكم بكلام المعاصرين قلتم: لا حجة في كلام المعاصرين!

فإذا جئتكم بكلام القدماء قلتم: لا حجة في كلامهم؛ لأنهم لم يطلعوا على كتب الاثني عشرية؟!!

ولكن اصبروا معي لا زلنا في رأس الهرم (هرم الاثني عشرية), ما زلنا في البداية، أنا الآن عندي جدول لآيات وروايات سوف تقودكم إلى أن الحق مع الاثني عشرية. ولا تظنون بي سوءً, سيأتي يوم القيامة ونرى أناساً في الجنّة, ثم نستغرب كيف أصبح هؤلاء من أهل الجنة؟ّ! ما لنا نرى أناساً كنا نحسبهم من أهل النار؟!

ومن هنا أنا أقول: إنه يجب على المسلم التثبّت, ولكن مع مرور الزمان أنا سوف أبيّن ذلك, فكثير من الأُمور التي أنتم لا تدركونها قليلاً من التأمّل، قليلاً من التعمق، قليلاً من الدراسة، قليلاً من الإنصاف، قليل من العدالة، قليلاً من نبذ التعصب، لرأي الآباء والأجداد, عندها سوف تعرفون الحقيقة, تفضلوا معكم المايك.

الأخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:

طيب, خيراً إن شاء الله, أنا رجائي عدم التعليق, فأرجو الالتزام انتهى الوقت بالنسبة للأسئلة لا أجد أنّ الشيخ عثمان موجود, ولكن جيد الحوار كان هادئاً, وما أدري الأخ وعد كان دورك في السؤال, لكن الشيخ غير موجود، لم يرجع حتى الآن. أعتقد إذا كان الشيخ لم يرجع لمدة عشر دقائق نضطر لأن نقفل الغرفة, إن شاء الله, وبهذا تنتهي المناظرة والسلام عليكم.

فهرست الكتاب