2024 March 28 - 18 رمضان 1445
هل رواية «علي مع الحق» نقلت بسند موثق فی مصادر اهل السنة؟
رقم المطلب: ٤١٦٠ تاریخ النشر: ٠٢ ذیقعده ١٤٤٢ - ١٨:٣٧ عدد المشاهدة: 4159
الأسئلة و الأجوبة » الامام علی (ع)
هل رواية «علي مع الحق» نقلت بسند موثق فی مصادر اهل السنة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرس المطالب

طرح الشبهة

نقد و دراسة

الرواية الاولی: «الحق مع ذا»

الرواية الثانیة: «أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ حَيْثُ مَا دَارَ»

الرواية الثالثة: «علي مع القرآن والقرآن مع علي»

الرواية الرابعة: «اللهم ادر الحق مع علي»

الجواب عن الشبهات الدلالیة

الحق مع عمار و عمار مع الحق

الحق مع عمر، اینما کان!!!

النتيجة النهائیة

**************

علي مع الحق والحق مع علي

السائل: الحسيني

الجواب:

من الروايات التي تثبت العصمة المطلقة لاميرالمؤمنین عليه السلام و الافضلیة من غیر جدل علی تمام الاصحاب و بل علی جمیع الامة، هی الرواية المشهورة «علي مع الحق والحق مع علي».

لأنه حسب هذه الرواية، اميرالمؤمنین عليه السلام دائما مع الحق و لم ینفصل عن الحق ابدا و یدور الحق حیثما دار علي بن أبي طالب عليه السلام. و هذه هی العصمة المطلقة التی تعتقد بها الشيعة؛ لأن معني العصمة المطلقة، لم تکن شیئا غير «المعیة الدائمیة مع الحق و الصواب، و عدم الخطأ فی القول و العمل» و عندما نری شهادة الرسول صلي الله عليه و آله ان اميرالمؤمنین دائما و فی کل حالاته مع الحق و لم ینقصل عن الحق ابدا، فتثبت العصمة المطلقة للإمام ؛ لأن الأعمال و الاقوال عن انسان غیر معصوم، لم تکن دائما مع الحق و یمكن ان تکون علی خلاف الحق فی بعض الاحیان؛ لأن من الامكان الخطأ و الاشتباه لاشخاص هم غير معصومین.

المبغضون و المنكرون لفضائل اهل البيت عليهم السلام عندما یواجهون هذه الرواية و بهذا المضمون، یأخذون موضعا شدیدا فی قبالها؛ من جملتهم ابن تيمية الحراني، الذی له ید طویلة فی انكار فضائل اهل البيت عليه السلام، بعیون مغلقة یدعی ان هذه الرواية لیس لها سند صحيح و لا حتي سند ضعيف!!!

نحن فی هذه المقالة ندرس بشکل ملخص أسانید هذه الرواية فی كتب اهل السنة حتی یتبین صدق کلام امثال ابن تيمية اکثر من الماضی.

طرح الشبهة:

ابن تيمية فی كتاب منهاج السنة یقول:

الوجه السادس قولهم إنهم رووا جميعا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال علي مع الحق والحق معه يدور حيث دار ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض من أعظم الكلام كذبا وجهلا

فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلي الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف فكيف يقال إنهم جميعا رووا هذا الحديث وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا بل هذا من أظهر الكذب ولو قيل رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكنا فكيف وهو كذب قطعا علي النبي (ص).

بخلاف إخباره أن أم أيمن في الجنة فهذا يمكن أنه قاله فإن أم أيمن امرأة صالحة من المهاجرات فإخباره أنها في الجنة لا ينكر بخلاف قوله عن رجل من أصحابه أنه مع الحق وأن الحق يدور معه حيثما دار لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فإنه كلام ينزه عنه رسول الله (ص)

أما أولا فلأن الحوض إنما يرده عليه أشخاص كما قال للأنصار..

وأيضا فالحق لا يدور مع شخص غير النبي صلي الله عليه وسلم ولو دار الحق مع علي حيثما دار لوجب أن يكون معصوما كالنبي صلي الله عليه وسلم وهم من جهلهم يدعون ذلك ولكن من علم أنه لم يكن بأولي بالعصمة من أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم وليس فيهم من هو معصوم علم كذبهم.

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفي 728 هـ)، منهاج السنة النبوية، ج4، ص238ـ239، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، ناشر: مؤسسة قرطبة، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

نقد و دراسة

هذه الرواية نقلت بتعابير مختلفة و باسانید موثقة فی مصادر اهل السنة فلنذکر کل واحد منها علی حده و ندرس أسانیده

الرواية الاولی: «الحق مع ذا»

ابويعلي الموصلي فی مسنده، ابوبكر الآجري فی الشريعة، ابن حجر العسقلاني فی المطالب العالية، ابن عساكر الدمشقي فی تاريخ مدينة دمشق، السيوطي فی جامع الأحاديث و المتقي الهندي فی كنز العمال قالوا:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ (ص) فِيْ نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟» قُلْنَا: بَلَي. قَالَ: «خِيَارُكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ»

قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا»

أبو يعلي الموصلي التميمي، أحمد بن علي بن المثني (المتوفي307 هـ)، مسند أبي يعلي، ج2، ص318، ح1052، تحقيق: حسين سليم أسد، ناشر: دار المأمون للتراث - دمشق، الطبعة: الأولي، 1404 هـ - 1984م.

الآجري، أبي بكر محمد بن الحسين (المتوفي360هـ)، الشريعة، ج4، ص1759 و ص2092، ح1583، تحقيق الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، ناشر: دار الوطن - الرياض / السعودية، الطبعة: الثانية، 1420 هـ - 1999م.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفي852هـ)، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، ج16، ص147، ح3945، تحقيق: د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشتري، ناشر: دار العاصمة/ دار الغيث، الطبعة: الأولي، السعودية - 1419هـ.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج42، ص449، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفي911هـ)، جامع الاحاديث (الجامع الصغير وزوائده والجامع الكبير)، ج4، ص258، حسب برنامج الجامع الكبير.

الهندي، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين (المتوفي975هـ)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ج11، ص285، تحقيق: محمود عمر الدمياطي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1419هـ - 1998م.

ابوبكر الآجري بعد نقل هذه الرواية یقول:

ومناقب علي رضي الله عنه وفضائله أكثر من أن تحصي، ولقد أكرمه الله عز وجل بقتال الخوارج، وجعل سيفه فيهم وقتاله لهم سيف حق إلي أن تقوم الساعة...

الآجري، أبي بكر محمد بن الحسين (المتوفي360هـ)، الشريعة، ج4، ص1759 و ص2092، ح1583، تحقيق الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، ناشر: دار الوطن - الرياض / السعودية، الطبعة: الثانية، 1420 هـ - 1999م.

دراسة سند الرواية:

هذه الرواية من حیث سندها لم يکن فیها ای اشكال؛ کما ان ابن حجر الهيثمي بعد نقل هذه الرواية یقول:

و مر علي بن أبي طالب فقال: الحق مع ذا الحق مع ذا.

رواه أبو يعلي ورجاله ثقات.

الهيثمي، ابوالحسن علي بن أبي بكر (المتوفي 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج7، ص235، ناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407هـ.

و لو ان هذا التصريح عن الهيثمي یکفی لاثبات صحة سند الرواية؛ لکن فی عين الحال ندرس کل واحد من الرواة:

مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ:

من رواة البخاري، مسلم، الترمذي، ابن ماجه و النسائي؛ المزي فی تهذيب الكمال یقول عنه هکذا:

قال عَبد الله بن أحمد بن حنبل: سَأَلتُ أبي عن محمد ابن عباد المكي، فقال لي: حديثه حديث أهل الصدق، وأرجو أن لا يكون به بأس. قال: وسمعته مرة أخري ذكره فقال: يقع في قلبي أنه صدوق. وَقَال أبو زُرْعَة، عن يحيي بن مَعِين: لا بأس به. وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب الثقات...

وروي له الجماعة سوي أبي داود.

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفي742هـ)، تهذيب الكمال، ج25، ص437، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ - 1980م.

أَبُو سَعِيدٍ عبد الرحمن بن عبد الله:

من رواة البخاري، النسائي و ابن ماجه؛ الذهبي یقول عنه هکذا:

عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولي بني هاشم البصري الحافظ عن عكرمة بن عمار وشعبة وعنه أحمد والعدني ثقة توفي 197 خ س ق

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ج1، ص633، رقم: 3238، تحقيق محمد عوامة، ناشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علو - جدة، الطبعة: الأولي، 1413هـ - 1992م.

صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ:

ابن حبان یذکره فی زمرة الذین هم «ثقة» فی كتاب الثقات:

صدقة بن الربيع يروي عن عمارة بن غزية روي عنه أبو سعيد مولي بني هاشم

التميمي البستي، ابوحاتم محمد بن حبان بن أحمد (المتوفي354 هـ)، الثقات، ج8، ص319، رقم: 13657، تحقيق السيد شرف الدين أحمد، ناشر: دار الفكر، الطبعة: الأولي، 1395هـ - 1975م.

الهیثمی ایضا بعد نقل رواية فی سندها صدقة بن الربيع، یقول:

رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع وهو ثقة.

الهيثمي، ابوالحسن علي بن أبي بكر (المتوفي 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج10، ص256، ناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407هـ.

محمد بن درويش الشافعي بعد نقل رواية في سندها صدقة بن الربيع یقول:

رجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع، وهو ثقة.

البيروتي الشافعي، الإمام الشيخ محمد بن درويش بن محمد الحوت (المتوفي1277 هـ)، أسني المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، ج1، ص249، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1418 هـ ـ 1997م.

بشهادة هؤلاء الثلاث من علماء الرجال عند اهل السنة، تثبت وثاقته، علاوة علی هذا لم یوجد أی تضعيف فيه من كتب اهل السنة.

عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ:

من رواة البخاري، مسلم و بقیة الصحاح الستة؛ المزي فی تهذيب الكمال یقول عنه هکذا:

قال عَبد الله بن أحمد بن حنبل عَن أبيه، وأبو زُرْعَة: ثقة. وَقَال إسحاق بن منصور، عن يحيي بن مَعِين: صالح. وَقَال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، كان صدوقا. وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس. قال محمد بن سعد: توفي سنة أربعين ومئة، وكان ثقة، كثير الحديث. إستشهد به البخاري في "الصحيح"، وروي له في "الأدب"وروي له الباقون.

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفي742هـ)، تهذيب الكمال، ج21 ص260ـ 261، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ - 1980م.

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:

من رواة البخاري، مسلم و بقیة الصحاح الستة؛ المزي فی تهذيب الكمال یقول:

قال النَّسَائي: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب"الثقات"، وَقَال هو ومحمد بن عَبد الله بن نمير، وعَمْرو بن علي: مات سنة اثنتي عشرة ومئة. زاد ابن حبان: وهو ابن سبع وسبعين سنة. استشهد به البخاري في الصحيح، وروي له في الأدب. وروي له الباقون.

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفي742هـ)، تهذيب الكمال، ج17، ص135، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ - 1980م.

ابوسعيد الخدري:

صحابي.

بناء علی هذا لم یکن فی صحة سند هذه الرواية أی اشكال.

الروایة الثانیة: «أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ حَيْثُ مَا دَارَ»

ابن عساكر الدمشقي فی تاريخ مدينة دمشق یقول:

(19567)- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ، أنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الطَّبَرِيُّ، بِصُورَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غرزة الْكُوفِيُّ، قَالا: أنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النِّهْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ، فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَالْتَفَتَ إِلَي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفْ حَقَّنَا مِنْ بَاطِلِ غَيْرِنَا، فَكُنْتَ عَلَيْنَا وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا، وَأَنَا ابْنُ عَمِّ الْمَقْتُولِ ظُلْمًا يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَكَذَا فَهَذَا وَأَوْمَأَ إِلَي ابْنِ عُمَرَ أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ، لأَنَّ أَبَاهُ قُتِلَ قَبْلَ ابْنِ عَمِّكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَلا سَوَاءً، إِنَّ أَبَا هَذَا قَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، وَابْنَ عَمِّي قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمْ وَاللَّهِ أَبْعَدُ لَكَ وَأَدْحَضُ لِحُجَّتِكَ، فَتَرَكَهُ وَأَقْبَلَ عَلَي سَعْدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، أَنْتَ الَّذِي لَمْ تَعْرِفْ حَقَّنَا، وَجَلَسَ فَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا وَلا عَلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: إِنِّي رَأَيْتُ الدُّنْيَا قَدْ أَظْلَمَتْ، فَقُلْتُ لِبَعِيرِي: إِخْ، فَأَنَخْتُهَا حَتَّي انْكَشَفَتْ، قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، مَا قَرَأْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ (ص): إِخْ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا إِذْ أَبَيْتَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ حَيْثُ مَا دَارَ "، قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَي هَذَا بِبَيِّنَةٍ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: هَذِهِ  أُمُّ سَلَمَةَ تَشْهَدُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَامُوا جَمِيعًا فَدَخَلُوا عَلَي أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الأَكَاذِيبَ قَدْ كَثُرَتْ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَهَذَا سَعْدٌ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ (ص) مَا لَمْ نَسْمَعْهُ، أَنَّهُ قَالَ، يَعْنِي لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ حَيْثُ مَا دَارَ "، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فِي بَيْتِي هَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لِعَلِيٍّ، قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا كُنْتُ أَلْوَمَ الآنَ إِذْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَجَلَسْتَ عَنْ عَلِيٍّ، لَوْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) لَكُنْتُ خَادِمًا لِعَلِيٍّ حَتَّي أَمُوتَ.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج20، ص361،تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

دراسة سند الرواية:

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ:

ابن عساكر یقول عن استاذه هکذا:

علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبدالله بن محمد أبو الحسن بن أبي العباس الغساني المعروف بابن قبيس. الفقيه المالكي النحوي الزاهد...

سمعت منه الكثير وكان ثقة متحرزا متيقظا منقطعا عن الناس ملازما لبيته في درب النقاشة أو متخليا في بيته في المنارة الشرقية وكان يفتي علي مذهب مالك ويقرئ النحو ويعرف الفرائض والحساب وكان مغاليا في السنة رحمه الله محبا لأصحاب الحديث.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج41، ص237، رقم: 4789، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ:

الذهبي فی سير أعلام النبلاء یقول عنه هکذا:

ابن أبي الحديد. الشيخ العدل المرتضي الرئيس أبو الحسن أحمد بن عبدالواحد... وكان ثقة نبيلا متفقدا لأحوال الطلبة والغرباء عدلا مأمونا.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج18، ص418، تحقيق: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

أَبُو بَكْرٍ:

ابن عساكر یقول عنه هکذا :

أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي الشاهد المعروف بابن أبي الحديد الثقة الأمين الرضا الشيخ النبيل.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج51، ص79، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ،

الخطيب البغدادي یقول عنه هکذا:

محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس أبو عبد الله الهروي ويعرف بغندر وكان أحد الحفاظ الثقات وسكن دمشق وورد بغداد وحدث بها

البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (المتوفي463هـ)، تاريخ بغداد، ج3، ص405، رقم: 1533، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غرزة الْكُوفِيُّ:

الذهبي یقول عنه هکذا:

ابن أبي غرزة الامام الحافظ الصدوق أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة أبو عمرو الغفاري الكوفي صاحب المسند ولد  سنة بضع وثمانين ومئة

وله مسند كبير وقع لنا منه جزء وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان متقنا.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج13، ص239، تحقيق: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ:

الذهبي یقول فیه هکذا:

مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي الحافظ عن إسرائيل وعبد الرحمن بن الغسيل وعنه البخاري ومن بقي بواسطة وأبو زرعة حجة عابد قانت لله توفي 219 ع

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ج2، ص233، رقم: 5239، تحقيق محمد عوامة، ناشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علو - جدة، الطبعة: الأولي، 1413هـ - 1992م.

سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ:

الذهبي فی تاريخ الإسلام یقول عنه هکذا:

سهل بن شعيب النخعي الكوفي. وفد علي عمر بن عبد العزيز. وروي عن الشعبي وبريدة بن سفيان وقنان النهمي. وعنه زريق البجلي المقرئ وأبو غسان مالك بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وعون بن سلام. وما علمت به بأساً.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج9، ص413، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ:

إبن أبي حاتم الرازي یقول عنه هکذا:

عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب مات قبل سالم سمع أباه روي عن الزهري سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر فقال مديني ثقة.

ابن أبي حاتم الرازي التميمي، ابومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس (المتوفي 327هـ)، الجرح والتعديل، ج5، ص320، رقم: 1520، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1271هـ ـ 1952م.

من العجیب ان سعد بن أبي وقاص سمع هذا الکلام عن لسان رسول الله صلي الله عليه و آله؛ لکن بعد وفاة رسول الله بایع ابابكر ثم عمر، بعد عمر فی الستة من اعضاء الشوري، صوت لعثمان و امتنع من البیعة حینما کل الناس بایعوا اميرالمؤمنين عليه السلام.

حینما کثیر من اصحاب رسول الله یحاربون تحت رایة صاحب عَلَم رسول الله صلي الله عليه وآله (امیرالمؤمنین)ضد معاوية، سعد بن أبي وقاص امتنع من نصرة اميرالمؤمنین عليه السلام.

فی الحقیقة اذا کان یوم القیامة و یسأله رسول الله صلي الله عليه وآله عن فعله هذا، ما هی الحجة لدیه؟ اذا کان یعتقد بصدق کلام رسول الله صلي الله عليه و آله، لماذا لم یعمل بکلامه و لم یلتفت الیه؟

و من اعجب العجاب ان معاوية بن أبي سفيان سمع هذه الرواية عن سعد بن أبي وقاص و ام سلمة؛ لکن من بعد حین کتب رسالة الی کل البلاد الاسلامية انه لابد من لعن علي بن أبي طالب علی المنابر فی المساجد و فی خطب الصلاة!!!

من الجدیر للذکر ان ابن حجر الهيثمي ینقل هذه الرواية؛ لکن لحفظ حیثیة معاوية لم یذکر اسمه و یستعمل من كلمة «فلانا» بدل ذکر اسمه:

(3073)- [3277] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعْدُ بْنُ شُعَيْبٍ النّهْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ فُلانًا دَخَلَ الْمَدِينَةَ حَاجًّا، فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ سَعْدٌ، فَسَلَّمَ...

الهيثمي، ابوالحسن نور الدين علي بن أبي بكر (المتوفي 807 هـ)، كشف الإستار عن زوائد البزار علي الكتب الستة، ج4، ص96، ح3282، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، ناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الأولي، 1399هـ ـ 1979م.

هذا یبین لنا ان اهل السنة لحفظ حیثیة مثْل معاوية، یتوسلون بأنواع الکذب و التدليس حتی لا یخطر علی بال احد ان معاوية ناصبي.

الروایة الثالثة: «علي مع القرآن و القرآن مع علي»

الحاکم النيسابوري فی المستدرك علي الصحيحين یقول:

(4566)- [3: 121] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ مَوْلَي أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دَخَلَنِي بَعْضُ مَا يَدْخُلُ النَّاسَ، فَكَشَفَ اللَّهُ عَنِّي ذَلِكَ عِنْدَ صَلاةِ الظُّهْرِ، فَقَاتَلْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ ذَهَبْتُ إِلَي الْمَدِينَةِ، فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أَسْأَلُ طَعَامًا وَلا شَرَابًا وَلَكِنِّي مَوْلَي لأَبِي ذَرٍّ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا فَقَصَصْتُ عَلَيْهَا قِصَّتِي، فَقَالَتْ: أَيْنَ كُنْتَ حِينَ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا؟ قُلْتُ: إِلَي حَيْثُ كَشَفَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنِّي عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، قَالَ: أَحْسَنْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ، وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ".

 

الحاكم النيسابوري بعد نقل هذه الرواية یقول:

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ هُوَ عُقَيْصَاءُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

الحافظ العلائي، المحدث الشهیر عند اهل السنة فی كتاب إجمال الإصابة، یقول:

و أخرج الحاكم في مسنده بسند حسن عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.

العلائي، أبو سعيد خليل بن كيكلدي (المتوفي761 هـ)، إجمال الإصابة في أقوال الصحابة، ج1، ص55، تحقيق: د. محمد سليمان الأشقر، ناشر: جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت، الطبعة: الأولي، 1407هـ.

شمس الدين الذهبي، یمدح الحافظ العلائي هکذا:

خليل بن كيكلدي العلائي. خليل بن كيكلدي الإمام الحافظ الفقيه البارع المفتي صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي الشافعي ولد سنة أربع وتسعين وستمائة (694 هـ 1295م).

وحفظ كتبا وقرأ وأفاد وانتقي ونظر في الرجال والعلل وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم سمع من ابن مشرف وست الوزراء والقاضي أبي بكر الدشتي والرضي الطبري وطبقتهم.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، المعجم المختص بالمحدثين (معجم المحدثين)، ج1، ص92، رقم: 108، تحقيق: د. محمد الحبيب الهيلة، ناشر: مكتبة الصديق - الطائف، الطبعة: الأولي، 1408هـ.

مع الالتفات الی مکانة و منصب الحاكم النيسابوري عند اهل السنة، و کما یتبین من لقب «الحاكم»، هو محیط بتمام روايات اهل السنة سنداً و نصا، و کذلک تصريح العالم الکبیر الحافظ العلائي علی «حسن» روايته، یبدو انه لا یحتاج الی دراسة فی سند ما یرويه و تصريح هذان الشخصیتان یکفی للذین لم یکن فی قلوبهم غلا بالنسبة لاميرالمؤمنین عليه السلام.

الروایة الرابعة: «اللهم ادر الحق مع علي»

الحاکم النيسابوري فی كتاب المستدرك علي الصحيحين یقول:

4629 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو قِلابَةَ، ثنا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ ".

ثم فی تصحيح الحديث یقول:

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَي شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

المستدرك علي الصحيحين ج3، ص134

فخر الدين الرازي، المفسر الشهیر عند اهل السنة، یصرح انها نقلت علی تواتر ثم یقول هکذا:

الحجة الخامسة:

روي البيهقي في السنن الكبير عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم إن الشيخ البيهقي روي الجهر عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدي والدليل عليه قوله عليه السلام: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار.

الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفي604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج1، ص168، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1421هـ - 2000م.

نظام الدين النيسابوري ایضا فی تفسيره یقول:

وكان مذهبه الجهر بها في جميع الصلوات , وقد ثبت هذا منه تواتراً ومن اقتدي به لن يضل. قال صلي الله عليه وسلم: "اللهم أدر الحق معه حيث دار".

النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين المعروف بالنظام الأعرج (المتوفي 728 هـ)، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج1، ص89، تحقيق: الشيخ زكريا عميران، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1416هـ - 1996م.

محمد بن ابراهيم البيهقي ینقل هذه الرواية بشکل مباشر عن أبی حيان التيمي هکذا:

عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال النبي، صلي الله عليه وسلم: رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار.

البيهقي، إبراهيم بن محمد (المتوفي بعد 320هـ)، المحاسن والمساوئ، ج1، ص37، تحقيق: عدنان علي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت/ لبنان، الطبعة: الأولي، 1420هـ - 1999م

عند کثیر من کبار اهل السنة، صحة هذه الروایة مفروغ عنها و ذکروا هذه الرواية من فضائل ذلک الإمام. فی كتاب موسوعة اقوال الدار قطني جاء هکذا:

وبعده أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في فضائله أحاديث كثيرة منها: قوله صلي الله عليه وسلم: اللهم أدر الحق مع علي حيث ما دار.

الدارقطني البغدادي، ابوالحسن علي بن عمر (المتوفي 385هـ)، موسوعة أقوال الدارقطني ج1، ص22، حسب برنامج الجامع الكبير.

ابوبكر الباقلاني فی شرح حال اميرالمؤمنین عليه السلام یقول:

و بعده أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، و قد ورد عن النبي صلي الله عليه و سلم في فضائله أحاديث كثيرة منها: قوله صلي الله عليه و سلم: اللهم أدر الحق مع علي حيث ما دار.

الباقلاني، ابوبكر محمد بن الطيب (المتوفي403هـ)، الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، ج1، ص106، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، ناشر: عالم الكتب - لبنان، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1986م

ابوحامد الغزالي یقول فی فضائل اميرالمؤمنین عليه السلام هکذا:

و قال صلي الله عليه وسلم في حق علي: «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار» وقال صلي الله عليه وسلم: «أقضاكم علي».

الغزالي، ابوحامد محمد بن محمد (المتوفي505هـ)، المستصفي في علم الأصول، ج1، ص170، تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1413هـ.

و کثیر من کبار اهل السنة نقلوا هذه الرواية فمن اجل الاختصار نکتفی بهذا المقدار.

الجواب عن الشبهات الدلالية

من الممكن ان یدعی شخص بأننا نقبل صحة الرواية فی اميرالمؤمنین عليه السلام؛ لکن هذه الفضیلة لم تختص بالإمام؛ بل هذه الرواية وردت فی اشخاص اخر کعمار بن ياسر و عمر بن الخطاب ایضا؛ بناء علی هذا هؤلاء الشخصیات هم شرکاء فی هذه الفضيلة و أی شئ تثبته هذه الروایة لاميرالمؤمنین عليه السلام، فتثبته لهما ایضا.

فی الاجابة عن هذه الشبهة، ندرس کل واحدة من الروايات الواردة في هذا الموضوع، و فی الأخیر نذکر النتيجة النهائیة.

الحق مع عمار و عمار مع الحق

بعض كتب الشيعة و اهل السنة تحتوی رواية بهذا المضمون ان «الحق مع عمار و عمار مع الحق». محمد بن سعد فی كتاب الطبقات الكبري نقلا عن الواقدي یقول:

قال أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا...

وما كان أحد من قدماء أصحاب رسول الله يشك أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين فهنيئا لعمار بالجنة ولقد قيل إن عمارا مع الحق والحق معه يدور عمار مع الحق أينما دار وقاتل عمار في النار.

الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفي230هـ)، الطبقات الكبري، ج3، ص262، ناشر: دار صادر - بيروت.

البلاذری فی کتاب انساب الأشراف و ابن عساكر فی تاريخ مدينة دمشق، نقل هذا المطلب بهذا السند هکذا:

البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفي279هـ)، أنساب الأشراف، ج1، ص76، طبق برنامه الجامع الكبير.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج43، ص475، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

الانصاری التلمساني نقله بهذا التعبیر:

وروِي أن عليا قال بعد مصاب بصفين...

الانصاري التلمساني، محمد بن أبي بكر المعروف بالبري (المتوفي644هـ) الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، ج1، ص304، طبق برنامه الجامع الكبير.

من الواضح انه لم یکن لأی من الروايات، سند صحیح و لم تکن لأحد حجة.

من علماء الشيعة ایضا الشيخ الصدوق فی كتاب علل الشرايع ینقلها بسند مرسل هکذا:

عمار مع الحق والحق مع عمار يدور معه حيث دار.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفي381هـ)، علل الشرائع، ج1، ص223، تحقيق: السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر: المكتبة الحيدرية ـ النجف، 1385هـ ـ 1966م

محمد بن سليمان الكوفي فی کتاب مناقب الإمام امير المؤمنين عليه السلام ینقلها بسند المذکور فی الذيل الذی جمیع رواته من المجاهیل هکذا:

830 - [ حدثنا ] أحمد [أبو جعفر أحمد بن علي بن الحسن بن مروان] قال: حدثنا الحسن [الحسن بن علي بن عفان العامري] قال: أخبرنا علي [علي بن حكيم] قال: أخبرنا محمد [محمد بن فضيل]: عن حبة قال: انطلقت أنا وأبو مسعود إلي حذيفة بالمدائن فدخلنا عليه فقال: مرحبا بكم ما خلفتما أحدا من قبائل العرب أحب إلي منكما. قال: فانبسط أبو مسعود وقال: يا أبا عبد الله أعهد إلينا فإن أصحابك قد ذهبوا ونحن نخاف الفتنة. قال: فقال [ حذيفة ]: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: عمار يدور مع الحق أينما دار وإنه لتقتله الفئة الباغية الناكثون عن الطريق ويكون آخر رزق له من الدنيا ضياح من لبن.

الكوفي القاضي، محمد بن سليمان (المتوفي حدود300هـ)، مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ج2 ص351، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، ناشر: مجمع إحياء الثقافة الاسلامية ـ قم، الطبعة: الأولي، 1412هـ

ففی النتيجة لم یکن لهذه الرواية فی كتب الشيعة و السنة سند صحيح و هی لیست بحجة.

ثانيا: لو فرغنا عن هذه، توجد روايات اخری فی مصادر الشيعة و اهل السنة التی تفسر هذه الرواية فی عمار.

حسب هذه الروايات رسول الله صلي الله عليه و آله، یعرف عمار هو المعيار للحق و الباطل. الرسول (ص) یعلم بأنه فی الآتیة یقع حرب بين فئة و علی رأسهم معاوية و بین فئة اخری تحت رایة اميرالمؤمنین عليه السلام، من الطبيعي ان کلاهما لم یکونا علی حق؛ من هذا المنطلق، الرسول من اجل ان یعرف صراط الحق، قال هکذا:

وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إلي الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إلي النَّارِ.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفي256هـ)، صحيح البخاري، ج1، ص172، ح463، كِتَاب الصَّلَاةِ، بَاب بُنْيَانِ الْمَسْجِدِ، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

من اجل هذا اوصی الی الناس فی هذا الحین لو ترددوا، یلتحقوا بالفئة التی فیها عمار.

الشیخ الصدوق رضوان الله تعالي عليه فی عيون اخبار الرضا عليه السلام ینقل هکذا عن لسان رسول الله صلي الله عليه وآله:

عَمَّارٌ عَلَي الْحَقِّ حِينَ يُقْتَلُ بَيْنَ الْفِئَتَيْنِ إِحْدَي الْفِئَتَيْنِ عَلَي سَبِيلِي وَ سُنَّتِي وَالْأُخْرَي مَارِقَةٌ مِنَ الدِّينِ خَارِجَةٌ عَنْه .

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفي381هـ)، عيون اخبار الرضا (ع)، ج1، ص72، تحقيق: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت، 1404هـ ـ 1984م.

الطبرانی من علماء اهل السنة یقول:

حدثنا محمد بن عبد اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ثنا ضِرَارُ بن صُرَدٍ ثنا عَلِيُّ بن هَاشِمٍ عن عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عن سَالِمِ بن أبي الْجَعْدِ عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللَّهِ عَنِ النبي صلي اللَّهُ عليه وسلم قال إذا اخْتَلَفَ الناس كان بن سُمَيَّةَ مع الْحَقِّ.

الطبراني، ابوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب (المتوفي360هـ)، المعجم الكبير، ج10، ص95، ح10071، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، ناشر: مكتبة الزهراء - الموصل، الطبعة: الثانية، 1404هـ - 1983م.

و الحاكم النيسابوري فی المستدرك علي الصحيحين یقول:

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ خَالِدٍ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ عَلَي حُذَيْفَةَ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " دُورُوا مَعَ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ مَا دَارَ "، فَقُلْنَا: فَإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فَمَعَ مَنْ نَكُونُ؟ فَقَالَ: " انْظُرُوا الْفِئَةَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ سُمَيَّةَ فَالْزَمُوهَا، فَإِنَّهُ يَدُورُ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ "، قَالَ: قُلْتُ: وَمَنِ ابْنُ سُمَيَّةَ؟ قَالَ: " أَوَ مَا تَعْرِفُهُ؟ "، قُلْتُ: بَيِّنْهُ لِي، قَالَ: " عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ "، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: " يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَنْ تَمُوتَ حَتَّي تَقْتُلَكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ عَنِ الطَّرِيقِ "

هَذَا حَدِيثٌ لَهُ طُرُقٌ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ، أَخْرَجَا بَعْضَهَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.

الحاكم النيسابوري، ابو عبدالله محمد بن عبدالله (المتوفي 405 هـ)، المستدرك علي الصحيحين، ج2، ص162، ح2652، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولي، 1411هـ - 1990م.

ابن عبد البر فی الإستيعاب یقول:

وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال: عليكم بابن سمية فإنه لن يفارق الحق حتي يموت أو قال: فإنه يدور مع الحق حيث دار.

ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفي 463هـ)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج3، ص1139، تحقيق: علي محمد البجاوي، ناشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة: الأولي، 1412هـ.

ابن كثير الدمشقي السلفي بعد نقل هذه الروايات یقول:

ومعلوم أن عمارا كان في جيش علي يوم صفين وقتله أصحاب معاوية من أهل الشام وكان الذي تولي قتله رجل يقال له أبو الغادية رجل من أفناد الناس.

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفي774هـ)، البداية والنهاية، ج6، ص214، ناشر: مكتبة المعارف - بيروت.

حسب هذه الروايات، رسول الله صلي الله عليه وآله طبقا لرسالته، بیّن الصراط المستقيم الالهي و الطریق الحق للناس و جعل عمار فی زمن الفتنة و الحرب معيارا لتمییز الحق عن الباطل؛ بناء علی هذا الروايات الواردة فی عمار، تقيَّد بهذه الروايات.

الحق بعدي مع عمر حيث كان!!!

 یمکن لنا ان نقول بجرأة قلّما من فضيلة من فضائل اميرالمؤمنین (سلام الله علیه)؛ الا ان ادارة تزویر الحديث لبني امية، زورت نفس الفضائل للخلفاء الثلاثة. احدی الروایات فی فضائل امیرالمؤمنین(سلام الله علیه)، هی هذه الرواية «عَليٌ مَع الحَق و الحَقّ مَع عَلي» التی نقلوا مثل هذه الرواية لعمر بن الخطاب ایضا. فلندرس بصورة مختصرة هذه الروايات من حیث السند و الدلالة.

الرواية الاولی: الحق بعدي مع عمر حيث كان

محمد بن اسماعيل البخاري فی تاريخه الكبير یقول:

قال الحميدي نا معن قال حدثني الحارث بن عبد الملك بن إياس عن القاسم بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الحق بعدي مع عمر حيث كان.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفي256هـ)، التاريخ الكبير، ج7، ص114، ح502، تحقيق: السيد هاشم الندوي، ناشر: دار الفكر.

هذه الرواية نقلها البزار فی مسنده و ابن عساكر فی تاريخ مدینة دمشق و ... بنفس هذا السند.

البزار، ابوبكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق (المتوفي292 هـ)، البحر الزخار (مسند البزار) ج6، ص98، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، ناشر: مؤسسة علوم القرآن، مكتبة العلوم والحكم - بيروت، المدينة الطبعة: الأولي، 1409 هـ.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج44، ص126، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

فی سند هذه الرواية شخص بإسم قاسم بن يزيد الذی ضعفوه کبار اهل السنة بشدة، العقيلي فی كتابه الضعفاء الکبیر یذکر اسمه ثم یعتبر نقل هذه الرواية دليل علی ضعفه:

القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء يقال هو عطاء بن يسار.

حدثناه محمد بن إسماعيل وإبراهيم بن صالح قال حدثنا الحسين حدثنا معن بن عيسي حدثنا الحارث بن عبد الملك بن إياس الليثي ثم الأشجعي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن بن عباس قال سمعت رسول الله (ص) يقول الحق بعدي مع عمر حيث كان

حدثنا إبراهيم بن صالح حدثنا الحميدي حدثنا أبو سعيد مولي بني هاشم حدثنا الحارث بن عبد الملك بن إياس عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس عن الفضل بن عباس قال سمعت رسول الله (ص) يقول الحق بعدي مع عمر حيث كان.

العقيلي، ابوجعفر محمد بن عمر بن موسي (المتوفي322هـ)، الضعفاء الكبير، ج3، ص481، رقم: 1541، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، ناشر: دار المكتبة العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1404هـ - 1984م.

شمس الدين الذهبي و ابن حجر العسقلاني ایضا فی شرح حاله نقلوا هذه المطالب عن العقيلي.

6861 [ 6716 ] القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه حديثه منكر ذكره العقيلي بطرق معللة الحميدي حدثنا معن حدثنا الحارث بن  عبد الملك الليثي عن القاسم بن يزيد بنعبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الحق بعدي مع عمر حيث كان....

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج5، ص463، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1995م.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفي852 هـ)، لسان الميزان، ج4، ص467، تحقيق: دائرة المعرف النظامية - الهند، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1406هـ - 1986م.

ابن عساكر ینقل هذه الرواية بسند آخر هکذا:

(46600)- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، أَيْضًا، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَسْعَدَةَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حِبَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْحَارِثِ، نا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: " عُمَرُ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ عُمَرَ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ ".

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفي571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج44، ص126،تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

فی سند هذه الرواية ایضا «عبد الله بن لهيعة» الذی ضعفوه کبار علم الرجال عند اهل السنة.

ابن الجوزي فی كتاب الضعفاء و المتروكين یذکر اسمه و یقول:

عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال الغافقي قاضي مصر يروي عن الأعرج وأبي الزبير قال يحيي بن سعيد قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا وكان يحيي بن سعيد لا يراه شيئا وقال يحيي بن معين أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة والسماع منه وأخذ القديم والحديث. هو ضعيف قبل ان تحترق كتبه وبعد احتراقها وقال عمرو بن علي من كتب عنه قبل احتراقها بمثل ابن المبارك والمقري أصح ممن كتب بعد احتراقها وهو ضعيف الحديث وقال أبو زرعة سماع الأوائل والأواخر منه سواء إلا ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله وليس ممن يحتج وقال النسائي ضعيف وقال السعدي لا ينبغي أن يحتج بروايته ولا يعتد بها بروايته ولا يعتد بها

ابن الجوزي الحنبلي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد(المتوفي 597 هـ)، الضعفاء والمتروكين، ج2، ص136، تحقيق: عبد الله القاضي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406هـ

کبار اهل السنة، اخذوا موقفا بالنسبة لهذه الرواية و حسبوها منكرة و ضعيفة فلنشیر الی اقوال بعضهم.

العقيلي فی كتاب الضعفاء یقول:

قال الصائغ قال علي بن المديني هو عندي عطاء بن يسار وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح ولا عطاء بن يسار وأخاف أن يكون عطاء الخرساني لإن عطاء الخراساني يرسل عن عبد الله بن عباس والله أعلم.

العقيلي، ابوجعفر محمد بن عمر بن موسي (المتوفی322هـ)، الضعفاء الكبير، ج3، ص483، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، ناشر: دار المكتبة العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1404هـ - 1984م.

مطهر بن طاهر المقدسي یقول فی هذه الرواية هکذا:

3552 - حديث: عمر مني، وأنا من عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان. رواه عبد الله بن لهيعة: عن عطاء، عن ابن عباس. وابن لهيعة ضعيف.

المقدسي، مطهر بن طاهر (المتوفي507 هـ)، ذخيرة الحفاظ، ج3، ص1599، تحقيق: د.عبد الرحمن الفريوائي، ناشر: دار السلف - الرياض، الطبعة: الأولي، 1416 هـ -1996م.

شمس الدين الذهبي و ابن حجر العسقلاني بعد نقل قول علي بن المديني الذی نقلناه عن كتاب الضعفاء للعقيلي قالوا:

قلت أخاف أن يكون كذبا مختلقا.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفي 748 هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج5، ص464، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1995م.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفي852 هـ)، لسان الميزان، ج4، ص468، تحقيق: دائرة المعرف النظامية - الهند، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1406هـ - 1986م.

ابن كثير السلفي بعد نقل هذه الرواية یقول:

وفي اسناده ومتنه غرابة شديدة.

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفي774هـ)، البداية والنهاية، ج5، ص231، ناشر: مكتبة المعارف - بيروت.

العلامة المناوي بعد نقل هذه الرواية یقول:

و في إسناده مجهول.

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفي 1031هـ)، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج2، ص148، ناشر: مكتبة الإمام الشافعي - الرياض، الطبعة: الثالثة، 1408هـ ـ 1988م.

و فی موضع آخر یقول:

(الحق بعدي مع عمر) أي القول الصادق الثابت الذي لا يعتريه الباطل يكون مع عمر حيث كان وقي رواية يدور معه حيث دار (الحكيم عن الفضل بن العباس) ابن عم المصطفي ورديفه بعرفة وذا حديث منكر.

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفي 1031هـ)، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج1، ص507، ناشر: مكتبة الإمام الشافعي - الرياض، الطبعة: الثالثة، 1408هـ ـ 1988م.

و العجلوني فی كشف الخفاء، یقول بصراحة نقلا عن الصغاني هکذا:

(الحق بعدي مع عمر حيث كان) قال الصغاني موضوع انتهي وأقول رواه في الجامع الكبير عن الحكيم الترمذي وابن عساكر عن الفضل بن عباس بلفظ الحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان انتهي.

العجلوني الجراحي، إسماعيل بن محمد (المتوفي1162هـ)، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس، ج1، ص436، ح1160، تحقيق: أحمد القلاش، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الرابعة، 1405هـ.

شمس الدين الجزري الشافعي یقول فی هذه الرواية هکذا:

خبر: «عمر معي وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان». فيه راو مجهول الحال، فلم يصح.

الجزري الشافعي، أبي الخير شمس الدين محمد بن محمد (المتوفي 833هـ)، أسني المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ج1، ص189، تقديم، تحقيق و تعليق: الدكتور محمد هادي الأميني، ناشر: مكتبة الإمام اميرمؤمنان (ع) العامة، اصفهان ـ ايران.

و فی موضع آخر یقول:

592 - خبر: «الحق بعدي مع عمر». قال العقيلي: حديث منكر فيه القاسم بن يزيد.

أسني المطالب ج1، ص130

الديلمي یذکر هذه الرواية فی كتاب الفردوس الذی موضوع هذا الكتاب الروايات المزورة،هکذا:

4147 - الْفضل بن عَبَّاس

عمر معي وَأَنا مَعَ عمر وَ الْحق بعدِي مَعَ عمر حَيْثُ كَانَ

الديلمي الهمذاني، ابوشجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الملقب إلكيا (المتوفي509 هـ) الفردوس بمأثور الخطاب، ج3، ص56، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406 هـ - 1986م.

حتي الالباني الوهابي فی کم كتاب من کتبه نقل هذه الرواية و یعتبرها موضوعة:

3524 - (الحق بعدي مع عمر حيث كان).

موضوع. رواه العقيلي في "الضعفاء" (363) عن القاسم بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس؛ قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول:... فذكره. ثم رواه هو، والبخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 114)، وابن عساكر (13/ 13/ 1)

الألباني، محمد ناصر (المتوفي1420هـ)، السلسة الضعيفة وأثرها السيء في الأمة، ج8، ص21، ناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها سعد بن عبدالرحمن الراشد - الرياض، الطبعة: الطبعة الأولي، 1425هـ - 2004م

الرواية الثانیة: الحق بعدي معك

اسلم بن سهل الرزاز فی تاريخ واسط ینقل هذه الروایة عن عمر بن الخطاب هکذا:

(379)- [1: 131] قَالَ: ثنا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ عَلَي الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " ادْنُ مِنِّي يَا عُمَرُ، أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَكَ "

الواسطي، أسلم بن سهل الرزاز (المتوفي292هـ)، تاريخ واسط، ج1، ص131، تحقيق: كوركيس عواد، ناشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

فی سند هاتین الروايتین اشكالان اساسيان؛ الاشكال الاول فی ابراهيم بن عبد الملك بن إسحاق انه مجهول الحال و الاشكال الثانی ان رجل من بني كنانة» ینقله عن عمر و هذا الشخص مبهم؛ فسند هذه الرواية بالقطع ضعيف.

تعارض هذه الرواية مع الروايات الصحيحة السند:

علاوة علی ضعف الروايات التي وردت فی عمر، حتي لو فرضنا ان هذه الروايات هی صحيحة سندا، لم تلائم واقع حیاته؛ لأنه توجد روايات کثیرة هی صحيحة سندا فی مصادر اهل السنة تثبت ان عمر بن الخطاب فی موارد افتي علی خلاف القرآن و فی کثیر من الموارد عمل علی خلاف حكم الله. حسب ان هذه الموارد کثیرة و ان اردنا احصاء جمیع خطایا عمر و فتاویه المخالفة لحکم الله، لعله تکتمل فی کم مجلد، فمن هذا المنطلق نشیر الی خمسة موارد:

عمر، کان یفتی علی خلاف القرآن:

الله تعالی فی سورة النساء آية 43 یقول بوضوح :

وَإِنْ كُنتُمْ مَّرْضَي أَوْ عَلَي سَفَر أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباًالنساء / 43.

لکن عمر بن الخطاب افتی علی خلاف هذه الآية من القرآن الكريم انه من لم یجد ماء، فلم یصل. مسلم النيسابوري فی صحيحه یقول:

أَنَّ رَجُلًا أتي عُمَرَ فقال إني أَجْنَبْتُ فلم أَجِدْ مَاءً فقال لَا تُصَلِّ فقال عَمَّارٌ أَمَا تَذْكُرُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أنا وَأَنْتَ في سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فلم نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أنت فلم تُصَلِّ وَأَمَّا أنا فَتَمَعَّكْتُ في التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ فقال النبي صلي الله عليه وسلم إنما كان يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الْأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ فقال عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يا عَمَّارُ قال إن شِئْتَ لم أُحَدِّثْ بِهِ.

صحيح مسلم، اسم المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري الوفاة: 261، ج1، ص280، ح368، باب التيمم، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

هل الذی یفتی علی خلاف نص الصريح للقرآن الكريم، یمکن ان یکون دائما مع الحق؟!

عمر اراد ان یرجم المجنونة:

البخاری فی صحيحه فی باب « لَا يُرْجَمُ الْمَجْنُونُ وَ الْمَجْنُونَةُ» یقول:

و قال عَلِيٌّ لِعُمَرَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عن الْمَجْنُونِ حتي يُفِيقَ وَ عَنْ الصَّبِيِّ حتي يُدْرِكَ وَ عَنْ النَّائِمِ حتي يَسْتَيْقِظَ.

الجامع الصحيح المختصر، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (المتوفي256 هـ) ج6، ص2499، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا.

حسب هذه الرواية، الخليفة الثانیة اراد ان یرجم امرأة مجنونة من اجل انها قد حملت؛ فیمنعه علي بن أبي طالب عليه السلام و یقول له ان القلم رفع عن المجنون و لم یرجم.

مع الأسف البخاري حسب عادته دائما و من اجل حفظ حیثیة الخليفة، قام بتقطیع الرواية فمن اجل وضوح القضية، فنذکر نفس الرواية عن سنن أبي داود الذی یعد من الصحاح الستة عند اهل السنة:

حدثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ ثنا جَرِيرٌ عن الْأَعْمَشِ عن أبي ظَبْيَانَ عن بن عَبَّاسٍ قال أُتِيَ عُمَرُ بِمَجْنُونَةٍ قد زَنَتْ فَاسْتَشَارَ فيها أُنَاسًا فَأَمَرَ بها عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فمر بها علي عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عليه فقال ما شَأْنُ هذه قالوا مَجْنُونَةُ بَنِي فُلَانٍ زَنَتْ فَأَمَرَ بها عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ قال فقال ارْجِعُوا بها ثُمَّ أَتَاهُ فقال يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ قد رُفِعَ عن ثَلَاثَةٍ عن الْمَجْنُونِ حتي يَبْرَأَ وَعَنْ النَّائِمِ حتي يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حتي يَعْقِلَ قال بَلَي قال فما بَالُ هذه تُرْجَمُ قال لَا شَيْءَ قال فَأَرْسِلْهَا قال فَأَرْسَلَهَا قال فَجَعَلَ يُكَبِّرُ.

سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي (المتوفي275 هـ) ج4، ص140، ح 4399، ناشر: دار الفكر ـ بيروت، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.

و ایضا کثیر من کبار اهل السنة الذین عاشوا قبل البخاري و هم یعدون من اساتذة البخاري، نقلوا هذه الرواية حسبما نقلها أبو داود. فمن اجل الاختصار نکتفی بذکر العناوین فقط:

المصنف، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (المتوفي211 هـ)، ج7، ص80، ح 12288، ناشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1403، الطبعة: الثانية، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي؛

سنن سعيد بن منصور، سعيد بن منصور الخراساني (المتوفي227 هـ) ج2، ص94، ح 2078، ناشر: الدار السلفية - الهند - 1403هـ -1982م، الطبعة: الأولي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي؛

مسند ابن الجعد، علي بن الجعد بن عبيد أبو الحسن الجوهري البغدادي (المتوفي230 هـ) ج1، ص120، ناشر: مؤسسة نادر - بيروت - 1410 - 1990، الطبعة: الأولي، تحقيق: عامر أحمد حيدر.

فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني (المتوفي241 هـ ) ج2، ص707، ح 1209، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1403 - 1983، الطبعة: الأولي، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس؛

مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني (المتوفي241 هـ) ج1، ص140، ح 1183، ناشر: مؤسسة قرطبة - مصر.

و ما تشبه هذا الموضوع رواية ابن عبد البر القرطبي فی الإستعياب التی نقلت بسند صحيح و هی فی المجنونة و فی التی وضعت لستة أشهر ینقل هذه الروایة هکذا:

قال أحمد ابن زهير حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان الثوري عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن وقال في المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها فقال له علي إن الله تعالي يقول وحملة وفصاله ثلاثون شهرا الحديث وقال له إن الله رفع القلم عن المجنون الحديث فكان عمر يقول لولا علي لهلك عمر.

ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفي 463هـ)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج3، ص1102، تحقيق: علي محمد البجاوي، ناشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة: الأولي، 1412هـ.

هذا الحكم من الخليفة، ایضا علی خلاف العقل؛ و ایضا علی خلاف النقل و علی خلاف الاجماع عند تمام المذاهب الاسلامية؛ لأنه حسب العقل، الامر و النهي یتعلق فقط بالعقلا و لم یکن علی المجانین تكليف؛ من جانب آخر کل عاقل فی أی مسند، فی أی ملة الهية و مادية، حسب حكم الفطرة العقلانية، یعتبرون الامر و النهي علی المجنون مضحكة، یتفق جمیع المسلمین فی العالم علی هذا الموضوع لأنه لیس علی المجنون تكليف و ساقطة عنه الحدود و الديات؛ لکن الخليفة، لم یعلم بحكم العقل و لا بحكم الله.

الحال کیف یمکن قبول ان عمر مع الحق ابدا؛ و هو یأمر بخلاف العقل و الاجماع عند جمیع المسلمین؟

کان لعمر امرأة فَكَانَ كُلَّمَا أَرَادَهَا اعْتَلَّتْ عَلَيْهِ بِالْحَيْضَةِ، فَظَنَّ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَأَتَاهَا فَوَجَدَهَا صَادِقَةً:

ابن حجر العسقلاني ینقل رواية بثلاثة اسانید بأنه عمر بن الخطاب اتی امرأته و هی حائضة:

(222)- [208] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ تَكْرَهُ الرِّجَالَ، فَكَانَ كُلَّمَا أَرَادَهَا اعْتَلَّتْ عَلَيْهِ بِالْحَيْضَةِ، فَظَنَّ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَأَتَاهَا فَوَجَدَهَا صَادِقَةً، فَأَتَي النَّبِيَّ (ص) فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِخُمْسِ دِينَارٍ ". حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وَأَخْبَرَنَا عِيسَي بْنُ يُونُسَ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَي، ثنا عِيسَي بْنُ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ، لَكِنْ بِلَفْظِ: " إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَي جَارِيَةً له، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَوَقَعَ بها، فَوَجَدَهَا حَائِضًا، فَأَتَي النَّبِيَّ (ص) فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا حَفْصَ، تَصَدَّقْ بِنِصْفِ دِينَار "

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفي852هـ)، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، ج2، ص536، تحقيق: د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشتري، ناشر: دار العاصمة/ دار الغيث، الطبعة: الأولي، السعودية - 1419هـ.

و ملا علي الهروي فی مرقاة المفاتيح یقول:

وجاء بسند حسن، أن عمر رضي الله تعالي عنه كان له امرأة تكره الرجال، وكان كلما أرادها اعتلت له بالحيض فظن أنها كاذبة فأتاها فوجدها صادقة، فأتي النبي فأمره يتصدق بخمس دينار.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفي1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج2، ص234، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

من الجدیر للذکر ان ابن تيمية بالاستناد الی هذه الرواية یقول تجب الكفارة علي العالم والجاهل سواء كان جاهلا بالحيض وبالتحريم أو بهما:

و تجب الكفارة علي العالم و الجاهل سواء كان جاهلا بالحيض وبالتحريم أو بهما وكذلك الناسي كالعامد في المنصوص من الوجهين وفي الآخر لا يجب قاله ابن أبي موسي وغيره لأنه معذور ولأنها كفارة صغري فلم تجب مع السهو ككفارة اليمين والأول أشهر لأن الحديث عام وقد روي حرب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ...

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفي 728 هـ)، شرح العمدة في الفقه، ج1، ص468، تحقيق: د. سعود صالح العطيشان، ناشر: مكتبة العبيكان - الرياض، الطبعة: الأولي، 1413هـ.

هذا الموضوع نقل فی كتب اخری ایضا عند اهل السنة فلنکتفی علی سبیل الاختصار بذکر العناوین فقط:

الحارث بن أبي أسامة (المتوفي282هـ) / الهيثمي، ابوالحسن نور الدين علي بن أبي بكر (متوفاي 807 هـ)، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، ج1، ص234، تحقيق: د. حسين أحمد صالح الباكري، ناشر: مركز خدمة السنة والسيرة النبوية - المدينة المنورة، الطبعة: الأولي، 1413هـ - 1992م

الدارمي، أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن (المتوفي255هـ)، سنن الدارمي، ج1، ص271، تحقيق: فواز أحمد زمرلي / خالد السبع العلمي، ناشر: دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ

البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسي ابوبكر (المتوفي 458هـ)، سنن البيهقي الكبري، ج1، ص316، ناشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 - 1994.

الحنبلي، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مفلح (المتوفي884هـ)، المبدع في شرح المقنع، ج1، ص265، ناشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 1400هـ

المقدسي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة (المتوفي744هـ)، تعليقة علي العلل لابن أبي حاتم، ج1، ص114، تحقيق: سامي بن محمد بن جاد الله، ناشر: أضواء السلف - السعودية/ الرياض، الطبعة: الأولي، 1423هـ - 2003م

العظيم آبادي، محمد شمس الحق (المتوفي1329هـ)، عون المعبود شرح سنن أبي داوود، ج1، ص307، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الثانية، 1995م.

هل یمکن ان نقول عن هکذا شخص ان الحق معه ابدا؟

عمر کان یشک فی نبوة رسول الله ص:

عبد الرزاق الصنعاني فی المصنف، الطبري فی تفسيره، ابن حبان فی صحيحه، الذهبي فی تاريخ الإسلام، ابن الجوزي فی زاد المعاد و... نقلوا القصة هکذا:

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا شَكَكْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا يَوْمَئِذٍ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ (صلي الله عليه وسلم) فَقُلْتُ أَلَسْتَ رَسُولَ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَي قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَي  الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَي الْبَاطِلِ قَالَ بَلَي قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذَا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِي رَبِّي وَهُوَ نَاصِرِيٌّ قُلْتُ أَوَ لَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَي فَخَبَّرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيَهِ الْعَامَ قَالَ لا قَالَ فَإِنَّكَ تَأْتِيَهِ فَتَطُوفُ بِهِ....

الصنعاني، أبو بكر عبد الرزاق بن همام (المتوفي211هـ)، المصنف، ج5، ص339، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، ناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية، 1403هـ.

الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج26، ص100، ناشر: دار الفكر، بيروت - 1405هـ

التميمي البستي، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم (المتوفي354 هـ)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، ج11، ص224، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (المتوفي354، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993م

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفي748هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج2، ص371، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

ابن القيم الجوزيه، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله (المتوفي751هـ)، زاد المعاد في هدي خير العباد، ج3، ص295، تحقيق: شعيب الأرناؤوط - عبد القادر الأرناؤوط، ناشر: مؤسسة الرسالة - مكتبة المنار الإسلامية - بيروت - الكويت، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1986م

احمد بن حنبل ینقل فی مسنده بسند صحيح و الترمذي فی نوادر الأصول و ابن كثير فی تفسيره ایضا هکذا:

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالا... ثُمَّ قال عُمَرُ ما زِلْتُ أَصُومُ وَأَتَصَدَّقُ وَأُصَلِّي واعتق مِنَ الذي صَنَعْتُ مَخَافَةَ كلامي الذي تَكَلَّمْتُ بِهِ يَوْمَئِذٍ.

الشيباني، أحمد بن حنبل أبو عبدالله (المتوفي241هـ)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج4، ص325، ناشر: مؤسسة قرطبة - مصر.

الطبري، محمد بن جرير (المتوفي 310هـ)، تاريخ الطبري، ج2، ص122، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

الترمذي، محمد بن علي بن الحسن أبو عبد الله الحكيم (المتوفي360هـ)، نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم، ج1، ص319، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، ناشر: دار الجيل - بيروت - 1992م.

القرشي الدمشقي، إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء (المتوفي774هـ)، تفسير القرآن العظيم، ج4، ص197، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1401هـ.

القرشي الدمشقي، إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء (المتوفي774هـ) السيرة النبوية، ج3، ص320.

الدهلوي، الإمام أحمد المعروف بشاه ولي الله ابن عبد الرحيم (المتوفي1176هـ)، حجة الله البالغة، ج1، ص629،: تحقيق: سيد سابق، ناشر: دار الكتب الحديثة - مكتبة المثني - القاهرة - بغداد.

الذی یشک فی نبوة النبی صلي الله عليه وآله و یتردد، کیف یمکن ان یکون مع الحق ابدا؟

اميرالمؤمنین عليه السلام، یری عمر كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا:

هذه من الروایات التی هی منقولة عن عمر، لاثبات هذه الرواية لابد من اثبات صدقه؛ الحال حسب  الرواية الموجودة فی صحيح مسلم، اميرالمؤمنین عليه السلام یری انهما (ابوبكر و عمر) کاذبان آثمان، غادران، خائنان.

مسلم بن الحجاج النيسابوري یقول فی صحيحه نقلا عن الخليفة الثانی هکذا:

فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- فَجِئْتُمَا تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ وَيَطْلُبُ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- « مَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ». فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- وَ وَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا.

النيسابوري، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري (المتوفي261هـ)، صحيح مسلم، ج3، ص1378، ح 1757، كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَاب حُكْمِ الْفَيْءِ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

عبد الرزاق الصنعاني ینقل بسند صحيح عن اميرالمؤمنین عليه السلام انه یعتقد انهما (عمر و ابوبكر)، ظالمان و فاجران:

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري... فلما قبض رسول الله (ص) قال أبو بكر أنا ولي رسول الله (ص) بعده أعمل فيه بما كان يعمل رسول الله (ص) فيها ثم أقبل علي علي والعباس فقال وأنتما تزعمان أنه فيها ظالم فاجر والله يعلم أنه فيها صادق بار تابع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي فعملت فيها بما عمل رسول الله (ص) وأبو بكر وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر....

إبن أبي شيبة الكوفي، أبو بكر عبد الله بن محمد (المتوفي235 هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ج5، ص469، ح9772، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض ، الطبعة: الأولي، 1409هـ.

هل الذی هو کاذب غادر آثم و خائن، ظالم و فاجر، یمکن ان یکون مع الحق؟!!!

بناء علی هذا، اول درجة لابد ان تثبت بالبدایة هی صدق عمر، حتی تقبل روايته.

النتیجة:

اولا: الرواية من حیث السند ضعيفة؛ ثانيا: لم تلائم عمل الخليفة الثانی.

النتیجة النهائية

رواية «علي مع الحق والحق مع علي» نقلت بتعابير مختلفة، و باسانید معتبرة. درسنا الروايتین بشکل تفصيلي و الروایتین الاخری منقولة من علماء اهل السنة؛ مثل الحاكم النيسابوري، الحافظ العلائي، الفخر الرازي و... هم صححوها ایضا.

الروايات التي نقلت فی عمار بن ياسر و عمر بن الخطاب بنفس هذا المضمون، جمیعها من حیث السند ضعيفة و غير قابلة للاحتجاج و من حیث الدلالة ایضا فیها اشكالات عدیدة.

الحال مرة اخری نذکر کلام ابن تيمية انه قال:

فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلي الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف؛ 

علی المتابع لفايل pdf لهذه المقالة المتابعة عبر العنوان المذکور فی الذیل:

valiasr-aj/file/document/image_user_Ali_haq.pdf

 

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) للدراسات العلمیة

 



الضمائم:
4160
Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة