2024 October 8 - 04 ربیع الثانی 1446
السيد عبدالعظيم الحسني (ع).. بزيارته ثواب زيارة سيد الشهداء (ع) يُرتجى
رقم المطلب: ٤١٢٣ تاریخ النشر: ١٥ شوال ١٤٤٢ - ١٢:٣٥ عدد المشاهدة: 2461
المذکرة » عام
في ذكرى وفاة السيد الكريم والمحدّث العليم
السيد عبدالعظيم الحسني (ع).. بزيارته ثواب زيارة سيد الشهداء (ع) يُرتجى

السيد عبد العظيم عليه السلام غني عن التعريف، إنه سيد حكيم، عالم فقيه ومحدّث عليم وأمين،كان يتباهى بتواضعه لأولي الأمر الأئمة المعصومين من أهل البيت (عليهم السلام) وجلوسه على مائدة الولاية والإمامة الإلهية وإستلهام العلوم والمعارف الربانية منهم، وكان يعتبر العمل بأوامرهم السبيل الأوحد لنيل السعادة في الدنيا والآخرة، لأنه كان واقفا على حقيقة مقام الإمام المعصوم وحجة الله على خلقه، وكان متمسكا بهذه العقيدة قولا وفعلا.

حينما أنعم الله على مدينة "الري" في إيران بقدوم السيد عبد العظيم الحسني عليه السلام اليها، فاز شيعتها بأن يسجل لهم صفحة ذهبية أخرى في سجله الناصع الذي كان حافلا بالجهاد والعمل في سبيل الله وتبليغ رسالات الله ونشر علوم وأحاديث أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

إن منائر النور والقبة الذهبية والضياء الوهاج لمدينة "الري" المقدسة الواقعة جنوب شرقي طهران حفزت وشجعت الناس والزوار في القرون الأخيرة بأن يذكروا هذه المدينة بإسم السيد عبد العظيم عليه السلام، وهذا ما نراه يجري في الحوار بين الناس الى وقتنا الحاضر.

السيد عبد العظيم بن عبد الله بن علي من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (ع) ثالث الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام ورابع أصحاب الكساء، إذ ينتهي نسب شاه عبد العظيم الى الإمام المجتبى (ع) بعد أربعة أظهر .

ولد السيد عبد العظيم الحسني عليه السلام في عام 173 هـ.ق في المدينة المنورة، أبوه عبد الله وأمه فاطمة بنت عقبة بن قيس، كنيته أبوالقاسم ونظرا لإنتهاء نسب هذا السيد الجليل الى الإمام الحسن المجتبى (ع) فقد أشتهر بالحسني.

كان معاصرا لثلاثة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وتتلمذ على يد الإمام محمد الجواد والإمام علي الهادي (عليهما السلام)، حيث عكست لنا مرآة حياته الشريفة الإخلاص والإنقياد المحض للأئمة الهداة (عليهم السلام) . كما يعد السيد عبد العظيم (ع) من المجاهدين المضطهدين والملاحقين من قبل الحكومة العباسية بسبب إنتمائه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وإتباعه لنهجهم القويم ونشر علومهم ورواية أحاديثهم، لذا أصبح مطاردا من قبل الحكم العباسي الظالم، لهذا تحمل عناء السفر والهجرة إمتثالا لأمر الإمام وهاجر الى مدينة "الري" ليكون شمسا مضيئة لتلك البلدة يستضيء الشيعة والموالين لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بأنواره الزاكية وعلومه ومعارفه الغزيرة.

غادر السيد عبد العظيم الحسني (ع) في بداية الأمر المدينة المنورة قاصدا سامراء لكي يلتقي بالإمام علي الهادي (ع)، وأقام فترة في تلك الديار، وقد زار الإمام الهادي وتزود منه وتشرف بأن يتقلد بهذا الوسام: "مرحبا بك يا أبا القاسم. أنت ولينا حقا".

ولكن بما أن حضوره عند الإمام الهادي (ع) في ذلك الحين كان يشكل خطرا كبيرا، وكان على وشك أن يلقى القبض عليه، فخرج من سامراء متخفيا أو لعله بأمر من الإمام (عليه السلام) غادر تلك المدينة بعد أن قطع البلاد والفيافي والبراري والقفار وكابد مشاق السفر، حتى دخل مدينة "الري" في بلاد فارس متخفيا متنكرا وإستقر فيها.

وكلما مضى زمن على إقامة السيد عبد العظيم (عليه السلام) هذا العبد الصالح، في مدينة "الري" أزداد الشيعة والموالين معرفة بهذه الشخصية العملاقة ودار خبر تواجده في مدينة "الري" بين محبي أهل البيت (عليهم السلام) في شتي أنحاء المعمورة حتى كانوا يستبقون شوقا للقياه وزيارته. وقد كان السيد عبد العظيم (عليه السلام) معززا مكرما عند شيعة "الري"، يرجعون إليه ويستلهمون من توجيهاته الحلول لقضاياهم. لذا كان الإمام علي الهادي (عليه السلام) في بعض الأحيان يحيل مواليه من مدينة "الري" الى السيد عبد العظيم (عليه السلام) للإجابة عن أسئلتهم وكان يوصيهم بإبلاغ السلام والتحية له. وأخيرا توفي في عام 252 هـ .ق في مدينة "الري" المقدسة.

منزلته العلمية

روي عن أبي حَماد الرازي: دخلتُ على علي بن محمد الهادي (ع) بسُرَّ مَنْ رأَى فسأَلتهُ عن أَشياءَ من الحلال والحرام فأَجابني فيها فلمَّا وَدَّعْتُهُ قال لي: يا حَمَّادُ إِذا أَشكلَ عليك شي‏ءٌ من أَمر دينك بناحيتك فسل عنهُ عبدَ العظيمِ بن عبد اللَّهِ الحسني وأَقرأْهُ منِّي السَّلام».

رواياته

روي عنه في المصادر الحديثية أكثر من مائة رواية مما يكشف عن كثرة رواياته، وقد أكد الصاحب بن عباد هذه القضية بقوله: «كثير الحديث والرواية».

يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى (الجواد)، وعن ابنه أبي الحسن (الهادي) صاحب العسكر (ع) ولهما إليه الرسائل. وله كتب منها كتاب خطب أمير المؤمنين  وكتاب يوم وليلة يظهر أنه في أعمال اليوم والليلة المروية عن الأئمة الأطهار (ع) مع الأذكار الخاصة التي يستحب للمكلف الإتيان بها على مدار اليوم والليلة،وله كتاب مشهور بكتاب روايات عبد العظيم الحسني.

وقد روى عنه الكثير من رجالات الشيعة، جمعها الشيخ الصدوق في كتاب أسماه جامع أخبار عبد العظيم الحسني.

وروى عن الإمام الرضا (ع) روايتين مباشرة وبلا واسطة، وروى ست وعشرين رواية عن الإمام الجواد (ع) وتسع روايات عن الإمام الهادي (ع)، وبلغت الروايات التي يرويها بالواسطة (65) رواية.

من أقوال الأئمة (عليهم السلام) والعلماء فيه

1- قال الإمام الهادي (ع) له مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقّاً.

2- قال الإمام الهادي (ع) لحمّاد الرازي: "يا حمّاد، إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك، فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني، وأقرأه منّي السلام".

3- قال الإمام الهادي (ع) لرجل من أهل الري: "أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي ) عليهما السلام".

4- قال الشيخ ابن داود الحلّي في رجاله: "عابد ورع كان مرضياً"

5- قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: "كان عابداً ورعاً"

6- قال السيد علي البروجردي في طرائف المقال: "وفضله وجلالته أشهر من أن يذكر، وقبره الآن مزار للشيعة، وقد برز منه الكرامات الباهرة".

7- قال الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: "وهو ذو ورع ودين، عابد معروف بالأمانة والوثاقة والجلالة".

مرقده وثواب زيارته

روي أن شخصا من شيعة "الري" دخل على الإمام الهادي (عليه السلام)، فقال له الإمام : "أين كنت ؟" قال: "زرت الإمام الحسين عليه السلام"، قال له الإمام عليه السلام "أما أنك لو زرت قبرعبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين عليه السلام". من خلال هذه الرواية، يتبين لنا منزلة وعظمة السيد الكريم (عليه السلام) الرفيعة وشأن وثواب زيارته التي تعادل ثواب زيارة سيد الشهداء بكربلاء . للسيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) مؤلفات من قبيل "خطب أمير المؤمنين عليه السلام" وكتاب "يوم وليلة".

روى المحدث النوري أن رجلا من الشيعة رأى في المنام كأن رسول الله (ص) قال: إنّ رجلا من ولدي يحمل غدا من سكة الموالي، فيدفن عند شجرة التفاح، في بستان عبد الجبار بن عبد الوهاب .

فذهب الرجل ليشتري الشجرة، وكان صاحب البستان رأى أيضا رؤيا في ذلك، فجعل موضع الشجرة مع جميع البستان وقفا على أهل الشرف والتشيع يدفنون فيه، ومن هنا عرف مكان ضريحه بمسجد الشجرة.

 

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة