2024 March 29 - 19 رمضان 1445
لماذا لم يصدر الإمام علي (ع) في عهده منشوراً للقضاء على بدع الخلفاء؟
رقم المطلب: ٣٧٢١ تاریخ النشر: ٢٢ ربیع الاول ١٤٤٢ - ١٤:٢٠ عدد المشاهدة: 2908
الأسئلة و الأجوبة » الامام علی (ع)
لماذا لم يصدر الإمام علي (ع) في عهده منشوراً للقضاء على بدع الخلفاء؟

 

السائل: علي اسفندي

الجواب:

للإجابة على هذا السؤال، لا بد من القول ان أمير المؤمنين بذل قصارى جهده لمحاربة البدع و فعل ذلك بالضبط وفق منهج منطقي و عقلاني. و هذا يعني أن هذا تم على عدة مراحل و بتقييم الوضع؛ يعلم الجميع أنه حتى قبل زمن خلافته، كان يعارض بدع الخلفاء و لا يقدم إلا كتاب الله و سنة رسول الله ص كمرجع:

امير المومنین (عليه السلام) لا یعتبر شرعیة سيرة الشيخين

رفض سيرة ابی بكر و عمر فی الشوري المتشکلة من ستة اعضاء:

و في قضیة الشوری المتشکلة من ستة أعضاء، يتم عرض قبول الخلافة علی الإمام ثلاث مرات بشرط العمل بسیرة الشیخین، لكن الإمام يرفضه رفضًا قاطعًا و يعلن أن معيار حكومتي هو كتاب الله و السنة النبوية فقط و مع هذین الاثنین لانحتاج الی ضم سیرة اخری:

«وخلا (عبد الرحمن بن عوف) بعلي بن أبي طالب ، فقال : لنا اللّه عليك ، إن وليّت هذا الأمر ، أن تسير فينا بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر. فقال : أسير فيكم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ما استطعت.

فخلا بعثمان فقال له : لنا اللّه عليك ، إن وليّت هذا الأمر ، أن تسير فينا بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر . فقال : لكم أن أسير فيكم بكتاب اللّه وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر.

ثمّ خلا بعلي، فقال له مثل مقالته الأولي ، فأجابه مثل الجواب الأوّل ، ثمّ خلا بعثمان، فقال له مثل المقالة الأولي ، فأجابه مثل ما كان أجابه ، ثمّ خلا بعلي فقال له مثل المقالة الأولي ، فقال : إنّ كتاب اللّه وسنّة نبيه لا يحتاج معهما إلي إجيري أحد.

أنت مجتهد أن تزوي هذا الأمر عنّي . فخلا بعثمان فأعاد عليه القول ، فأجابه بذلك الجواب ، وصفق علي يده .

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 162. و راجع الی شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج 1 ص 188، ج 9 ص 53، ج 10 ص 245 زج 12 ص 263، الفصول في الأصول للجصّاص، ج 4 ص 55، أسد الغابة ج 4 ص 32، السقيفة و فدك للجوهري ص 86، تاريخ المدينة لابن شبة النميري ج 3 ص 930، تاريخ الطبري ج 3 ص 297، تاريخ ابن خلدون ق 1، ابن خلدون ج 2 ص 126 و الشافي في الامامة ج 4 ص 209.

و النقطة المثيرة هنا هي أن الإمام يقول لعبدالرحمن: إنك بهذا الاقتراح تحاول ان تحرمني من الخلافة. لأنك تعلم جيداً أنني لا أوافق على سيرة الشيخ. " أنت مجتهد أن تزوي هذا الأمر عنّي.

و یقول عاص بن وائل هکذا:

«عن عاصم عن أبي وائل قال قلت لعبد الرحمن بن عوف كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا رضي اللّه عنه قال ما ذنبي قد بدأت بعلي فقلت أبايعك علي كتاب اللّه وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما قال فقال فيما استطعت قال ثم عرضتها علي عثمان رضي اللّه عنه فقبلها .

مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 75، فتح الباري ج 13 ص 170.

رد سيرة ابی بكر و عمر فی قضیة الخوارج :

و قد وردت أقوال مماثلة عن الإمام في قصة الخوارج و بعد وصوله الی الخلافة:

و لما خرجت الخوارج من الكوفة أتي عليا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فشرط لهم فيه سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي وكان شهد معه الجمل وصفين ومعه راية خثعم.

فقال له: «بايع علي كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم» فقال ربيعة: «علي سنة أبي بكر وعمر .

قال له علي: «ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكونا علي شئ من الحق .

فبايعه، فنظر إليه علي وقال أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة.

تاريخ الطبري: 56/4.

لكن الخطوات التي اتخذها أمير المؤمنین لتبيین البدع:

المرحلة الأولى: منع البدع الصغيرة و فی المقابل بدئ المعارضة الشعبية:

و فارغا عن كتب الشيعة، فقد ورد في كتب أهل السنة أن الإمام علیه السلام أراد في البداية أن يختبر الناس فی مستوی تدینهم هل كان دينهم قويًا بشکل يكفي لتحمل رفض البدع الكبرى ام لا؟. لذلك بدأ في البداية جهاده بمناقشة صلاة التراويح، و هي من البدع البسيطة فی زمن عمر:

وقد روي : أن عمر خرج في شهر رمضان ليلا فرأي المصابيح في المسجد ، فقال : ما هذا ؟ فقيل له : إن الناس قد اجتمعوا لصلاة التطوع ، فقال : بدعة فنعمت البدعة ! فاعترف كما تري بأنها بدعة ، و قد شهد الرسول صلي الله عليه وآله أن كل بدعة ضلالة . وقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام لما اجتمعوا إليه بالكوفة فسألوه أن ينصب لهم إماما يصلي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرفهم أن ذلك خلاف السنة فتركوه واجتمعوا لأنفسهم وقدموا بعضهم فبعث إليهم ابنه الحسن عليه السلام فدخل عليهم المسجد ومعه الدرة فلما رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا وا عمراه !

شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد من علماء اهل السنة ج 12ص 283

التفتوا جیدا الی نقل هذا المطلب فی كتب الشيعة ایضا:

وباسناده عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو ابن سعيد ( المدايني ) ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد فقال : لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أمر الحسن بن علي أن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة فنادي في الناس الحسن بن علي بما أمره به أمير المؤمنين عليه السلام فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي عليه السلام صاحوا : وا عمراه وا عمراه ، فلما رجع الحسن إلي أمير المؤمنين عليه السلام قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين عليه السلام الناس يصيحون : وا عمراه وا عمراه فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قل لهم صلوا .

وسائل الشيعة (الإسلامية) المرحوم الحر العاملي من علماء الشيعة ج 5 ص 192 رقم الرواية 2

 

 المرحلة الثانیة: تبيین البدع:

فلما رأى أن الناس لا يريدون عودة بدع الخلفاء إلى مكانها، و لا يريدون اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فغير أسلوبه في النضال الذی يطلع به الناس على البدع.

رواية نهج البلاغة : سنـة الخلفا هی سنة آل فرعون !!!

في رواية مهمة جدًا في نهج البلاغة ، یتعرض الإمام أيضًا لتبیین هذه المشكلات و ان سنة الخلفاء هی سنة آل فرعون:

حَتَّي إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ ص رَجَعَ قَوْمٌ عَلَي الْأَعْقَابِ وَ غَالَتْهُمُ السُّبُلُ وَ اتَّكَلُوا عَلَي الْوَلائِجِ وَ وَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ وَ هَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ وَ نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَ أَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ وَ ذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ عَلَي سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَي الدُّنْيَا رَاكِنٍ أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِن .

نهج البلاغة للشيخ محمد عبده: 35/2 الخطبة 150، شرح نهج البلاغة: 132/9.

رواية اصول الكافي و بيان اکثر من عشرین بدعة من بدع الخلفا :

و في كتاب الكافي توجد رواية صحيحة سندا و كل رواتها من كبار علماء الشيعة.

نحن نبین عبر الرواية، البدع المذكورة فی كلام الإمام علیه السلام:

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَي عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّي عَلَي النَّبِيِّ ص ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ خَلَّتَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَي وَ طُولُ الْأَمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَي فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً وَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَ لَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ إِنَّ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ وَ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٍ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ يَتَوَلَّي فِيهَا رِجَالٌ رِجَالًا

أَلَا إِنَّ الْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ يَكُنِ اخْتِلَافٌ وَ لَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ يُخَفْ عَلَي ذِي حِجًي لَكِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَيُجَلَّلَانِ مَعاً فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَي أَوْلِيَائِهِ وَ نَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَي

إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) يَقُولُ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ يَجْرِي النَّاسُ عَلَيْهَا وَ يَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْ ءٌ قِيلَ قَدْ غُيِّرَتِ السُّنَّةُ وَ قَدْ أَتَي النَّاسُ مُنْكَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ وَ تُسْبَي الذُّرِّيَّةُ وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتْنَةُ كَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ وَ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَي بِثِفَالِهَا وَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِأَعْمَالِ الْآخِرَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ شِيعَتِهِ

فَقَالَ قَدْ عَمِلَتِ الْوُلَاةُ قَبْلِي أَعْمَالًا خَالَفُوا فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) مُتَعَمِّدِينَ لِخِلَافِهِ نَاقِضِينَ لِعَهْدِهِ مُغَيِّرِينِ لِسُنَّتِهِ وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَي تَرْكِهَا وَ حَوَّلْتُهَا إِلَي مَوَاضِعِهَا وَ إِلَي مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي حَتَّي أَبْقَي وَحْدِي أَوْ قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِيَ الَّذِينَ عَرَفُوا فَضْلِي وَ فَرْضَ إِمَامَتِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم)

أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) فَرَدَدْتُهُ إِلَي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم)

وَ رَدَدْتُ فَدَكاً إِلَي وَرَثَةِ فَاطِمَةَ (عليها السلام) وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) كَمَا كَانَ وَ أَمْضَيْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) لِأَقْوَامٍ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ وَ رَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرٍ إِلَي وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَ رَدَدْتُ قَضَايَا مِنَ الْجَوْرِ قُضِيَ بِهَا

وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلَي أَزْوَاجِهِنَّ وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُكْمَ فِي الْفُرُوجِ وَ الْأَحْكَامِ وَ سَبَيْتُ ذَرَارِيَّ بَنِي تَغْلِبَ وَ رَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ وَ مَحَوْتُ دَوَاوِينَ الْعَطَايَا

وَ أَعْطَيْتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) يُعْطِي بِالسَّوِيَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ أَلْقَيْتُ الْمَسَاحَةَ وَ سَوَّيْتُ بَيْنَ الْمَنَاكِحِ وَ أَنْفَذْتُ خُمُسَ الرَّسُولِ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ

وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) إِلَي مَا كَانَ عَلَيْهِ وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فِيهِ مِنَ الْأَبْوَابِ وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَي الْخُفَّيْنِ وَ حَدَدْتُ عَلَي النَّبِيذِ وَ أَمَرْتُ بِإِحْلَالِ الْمُتْعَتَيْنِ وَ أَمَرْتُ بِالتَّكْبِيرِ عَلَي الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) فِي مَسْجِدِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) أَخْرَجَهُ وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) أَدْخَلَهُ وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَي حُكْمِ الْقُرْآنِ وَ عَلَي الطَّلَاقِ عَلَي السُّنَّةِ وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلَي أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا

وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلَاةَ إِلَي مَوَاقِيتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلَي مَوَاضِعِهِمْ وَ رَدَدْتُ سَبَايَا فَارِسَ وَ سَائِرِ الْأُمَمِ إِلَي كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّي

وَ اللَّهِ لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لَا يَجْتَمِعُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِي النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ فَتَنَادَي بَعْضُ أَهْلِ عَسْكَرِي مِمَّنْ يُقَاتِلُ مَعِي يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ غُيِّرَتْ سُنَّةُ عُمَرَ يَنْهَانَا عَنِ الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً وَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَثُورُوا فِي نَاحِيَةِ جَانِبِ عَسْكَرِي

مَا لَقِيتُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَ الدُّعَاةِ إِلَي النَّارِ وَ أَعْطَيْتُ مِنْ ذَلِكَ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَي الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلي عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَي الْجَمْعانِ

فَنَحْنُ وَ اللَّهِ عَنَي بِذِي الْقُرْبَي الَّذِي قَرَنَنَا اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) فَقَالَ تَعَالَي فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فِينَا خَاصَّةً كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ فِي ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لِمَنْ ظَلَمَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا وَ غِنًي أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ وَ وَصَّي بِهِ نَبِيَّهُ (صلي الله عليه وآله وسلم)

وَ لَمْ يَجْعَلْ لَنَا فِي سَهْمِ الصَّدَقَةِ نَصِيباً أَكْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ (صلي الله عليه وآله وسلم) وَ أَكْرَمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ يُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ فَكَذَّبُوا اللَّهَ وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ وَ جَحَدُوا كِتَابَ اللَّهِ النَّاطِقَ بِحَقِّنَا وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا مَا لَقِيَ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِينَا بَعْدَ نَبِيِّنَا (صلي الله عليه وآله وسلم) وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَي مَنْ ظَلَمَنَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

الكافي للشيخ الكليني ، ج 8 ، ص 58 ، رقم 21 .

و في نفس الرواية قدم الإمام أكثر من عشرين حالة من بدع الخلفاء السابقين و بین علة عدم مخالفته معهم من قبل الحكومة.

لذلك بین الإمام بدع الخلفاء للناس. لكن كان هناك أناس انقسموا إلى مجموعتين:

مجموعة كانت تميل إلى بدع الخلفاء و لم تقبل كلام أمير المؤمنين.

المجموعة الثانية هم الشيعة الذين قبلوا کلامه.

و اعلم أنه كما قال الإمام في هذه الرواية، فإن الجماعة الأولى كانت من قاطبة الناس. و کان تشدید المخالفة مع آرائهم لاتباعهم عن الخلفاء یتسبب حدوث صراعات داخلية. لذلك امتنع أمير المؤمنین عن توجيه هذه الأعمال.

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة