وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات كبيرة من قوات الاحتلال، قامت فجر اليوم بتطويق المقبرة قبيل اقتحامها وتجريفها، مضيفة ان عددا من الأهالي في يافا توافدوا إلى أرض مقبرة الإسعاف من أجل التصدي لاقتحامها وانتهاك حرمتها، فيما استدعى الاحتلال قوات معززة لحماية أعمال تجريف المقبرة.
وذكر الاهالي أن الجرافات بدأت بتجريف ونبش المقبرة تمهيدا لنقل عظام الموتى إلى مكان آخر غير معروف، فيما أبعدت قوات الاحتلال كل من تواجد في محيط المقبرة، من شباب وأعضاء الهيئة الإسلامية المنتخبة واللجنة الشعبية للدفاع عن المقبرة.
يشار إلى أن الهيئة الإسلامية ولجنة الدفاع عن المقبرة، اعتصمت منذ ساعات مساء أمس في المقبرة، وأقامت صلاتي العشاء والفجر على أرضها، وذلك تحسبا من قيام سلطات الاحتلال بتجريف المقبرة، بعد ورود أنباء مؤكدة حول نية بلدية تل أبيب البدء بتنفيذ مخططها.
ويأتي تجريف المقبرة اليوم، بعد أن رفضت المحكمة المركزية التابعة للاحتلال في تل أبيب الالتماس الذي تقدمت الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا، لمنع البلدية من المساس بحرمة المقبرة وأموات المسلمين فيها، ووقف إقامة مشروع استيطاني على أرضها.
وجاء رفض الالتماس بحجة أن الأولويات لدى المحكمة هي مصلحة الأحياء وتطوير المنطقة والشوارع والبنية التحتية وغيرها، فوق موضوع الحفاظ على حرمة المقابر وقدسية الأموات وحرمتهم.
وبناء عليه فإن المحكمة برفضها الالتماس سمحت لبلدية تل أبيب بإقامة مبنى استيطاني على أرض مقبرة الإسعاف الإسلامية بيافا، بعد جرف مئات القبور وتدنيس المقبرة، ونقل عظام الموتى لمكان مجهول، كما حدث في السنوات الماضية للعديد من مقابر المسلمين في المدينة.
وفي ذات السياق، تظاهر العشرات من أهالي يافا، اليوم بالقرب من المقبرة، احتجاجا على نبش قبور موتى المسلمين من قبل بلدية تل أبيب التي ضربت بعرض الحائط مشاعر الفلسطينيين وحرمة التعدي على الموتى.
وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من تصرفات قوات الاحتلال التي عملت على حماية طواقم البلدية في تنفيذ المشروع.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية، طارق أشقر، إن "ما حذرنا منه بات واقعا، وشكوكنا كانت في محلها حول نية البلدية تنفيذ المشروع في الأيام القريبة، وها هي تنتهك حرمات المسلمين وتنبش قبورهم".
وأضاف أن "الشرطة التي توفر الحماية للجرافات لانتهاك حرماتنا وحرمات أمواتنا، هي ذاتها التي تقتل أولادنا وتعتدي علينا كل يوم".
من جانبه، حذر رئيس لجنة الأوقاف الإسلامية في مدينة يافا المحامي محمد دريعي، من أن حالة من الغضب تسود فلسطينيي المدينة، محذرا من تصاعد الأمور أمام مرأى نبش عظام موتى المسلمين في المدينة.
وأكد دريعي، أنهم سيواصلون الاحتجاجات على نبش المقبرة، مناشدا الأهالي في يافا بالتوجه إلى المقبرة، والتصدي لاقتحامها، وانتهاك حرمتها.
وقال: نبشت جميع القبور في هذه المقبرة عدا ثلاثة لم ينبشوا ونرى عظام أمواتنا المسلمين داخل الصناديق بسبب الحفريات والتجريف التي قامت بها سلطة الآثار وبلدية تل أبيب لمحو معالم المقبرة بشكل كامل.
وأكد المحامي دريعي أن القبور إسلامية، تعرفنا عليها من خلال طريقة الدفن نحو القبلة وسنقوم بمسح شامل لتحديدها كمكان وقفي ومقدس ولا يُسمح المساس به.
بدوره قال إمام مسجد البحر في يافا، الشيخ محمد عايش إن أهالي يافا يصرون على وقف هذا المخطط المشؤوم الذي يسطو على المقبرة ويدنس حرمتها.
وتابع ان هذه القضية ليست قضية عابرة، ولا يمكن أن نرضى بانتهاك حرمة أمواتنا والاعتداء على مقدساتنا.
وكانت جرافات تابعة لبلدية تل أبيب، أقدمت في شهر نيسان/ أبريل 2019، على انتهاك حرمة المقبرة وبدأت بعمليات حفر داخلها من أجل إقامة مشروع استيطاني، وجرى اكتشاف عظام أموات في مكان الحفر، وقد هبّ الأهالي وأوقفوا هذه الأعمال.
ومقبرة الإسعاف مقبرة إسلامية في مدينة يافا وهي الوحيدة التي يتم دفن الموتى المسلمين من يافا والمنطقة فيها.
