ما إن وصل آل السعود إلى السلطة في الحجاز مجددا عن طريق قيام عبد العزيز آل سعود باغتيال حاكم الرياض من آل الرشيد ذبحا بالسيف، حتى وصلت حملاتهم إلى المدينة المنورة، وبدؤوا بإزالة آثارها العمرانية ذات القيمة الدينية الكبيرة. وفي مقدمتها أضرحة الأئمة والصحابة في مقبرة البقيع. وحدثت هذه العملية مرتين، الأولى: سنة 1220 هـ والثانية: سنة 1344 هـ.
هدم قباب وأضرحة مقبرة البقيع عملية قام بها تحالف بين أتباع الوهابية في إمارة الدرعية وبين حكام آل سعود عندما سيطروا على المدينة، فهجموا على المدينة وقاتلوا مدافعيها وأخرجوا الحكام العثمانيين، فأزالوا المعالم التاريخية وحطموا الآثار الدينية والأبنية والقباب على قبور البقيع من بينها قبر إبراهيم ابن رسول الإسلام محمد وقبور زوجاته وقبر إبنته فاطمة زوجة علي بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب الإمام الثاني عند الشيعة وعلي السجاد الإمام الرابع عند الشيعة ومحمد الباقر الإمام الخامس عند الشيعة وجعفر الصادق الإمام السادس عند الشيعة وكذلك هجموا على المسجد النبوي وأخذوا ما فيها من المجوهرات والنقود والأشياء التاريخية.
هدم سوّى الأضرحة بالأرض وأدى الى نهب ما كان فيها من آثار قيّمة وحوّلها تالياً إلى أرضٍ مقفرة. انتشار الخبر بسرعة وما رافقه من عزم آل سعود والوهابيين على هدم قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دفع العالم الاسلامي إلى الخروج بتظاهرات عارمة استنكارا لفظائع السلطة الجديدة. وقد أثار هدم قبور البقيع والمعالم الأثرية الإسلامية في المدينة ومكة وسائر المدن في الحجاز، موجة غضب واحتجاجات ومظاهرات في مختلف البلدان الإسلامية على مر الزمن من جانب الشعوب الإسلامية والعلماء في الهند ومصر والعراق وإيران والبلدان الإسلامية كافة.
أسباب البناء والهدم
يرى بعض فقهاء المسلمين والمفكرين والمثقفين، أن للتراث الثقافي وظيفة هامة في استمرارية هوية الأمة والحفاظ على ثقافتها وقيمها الحضارية، حتى يمكن القول إن من غير الممكن أن تكون للأمة ثقافة يتقوم بها كيانها الروحي والمعنوي من غير تراث ثقافي يمدّ روح الأمة وشخصيتها الفكرية والثقافية بالمضمون الثقافي الخاص، وبالقيم الحضارية المنبثقة منه. من هذا المنطلق، فصل الفقهاء المسلمون في "الأثر التاريخي [الإنجليزية]" وندبوا إلى الاهتمام بالمعالم التاريخية والثقافية المشتملة على صفة مفيدة.
فيما يرى البعض الآخر بحرمة البناء على القبور مبررا للهدم، وأن الهدم كان جزءا من "دعوة إصلاحية" انطلقت من نجد بحسب الوهابيين.
وقيل أن من دوافع هدم تلك المعالم الرغبة في توحيد السلطة الدينية والسياسية وفرضها.
لكن الفكرة التي حال العالم الاسلامي دون تطبيقها عملياً لا تزال تراود عتاة الوهابيين، حيث اعتبر خالد المولد عالم وهابي، اقامة الاضرحة على قبور الائمة بانه عمل منكر، على حد زعمه.
وبالطبع لم تكن فعلتهم هي الأولى من نوعها فقد قاموا بعملية تدمير للآثار في العام 1220 لكنها بنيت من جديد بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى.
خطورة ما يقوم به آل سعود والوهابية أنه يقضي على الآثار التاريخية التي لها أهمية دينية فائقة باعتبارها دليلا محسوسا على الفترة التأسيسية في الحقب الإسلامية المختلفة لاسيما عصر صدر الاسلام.
يذكر أن البقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتضم رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة، وعدد من آل بيت النبوة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقامت الحكومة السعودية بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة بداعي بأنها "شركية".
البناء على القبور في تاريخ الاسلام
إن البناء على القبور كانت سيرة سائدة بين المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا وكتب الرحلات تذكر وصف القبور الموجودة في المدينة التي كانت عليها قباب وعلى قبورهم صخرة فيها أسماؤهم، وهذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله:
1: قبة أهل البيت "عليهم السلام" المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء -على قول بعض الروايات- ومراقد الأئمة الأربعة الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح.
2: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
3: قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
4: قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
5: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
6: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
7: قبة أبي سعيد الخدري
8: قبة فاطمة بنت أسد
9: قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
10: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة
11: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة
12: قبة زكي الدين خارج المدينة
13: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة
14: موضع الثنايا خارج المدينة
15: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
16: بيت الأحزان لفاطمة الزهراء سلام الله عليها
يقول المسعودي المتوفى عام 345 هـ حول المشاهد والقباب في البقيع: "وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوبه عليها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه مبيد الأُمم ومحي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول اللّه سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن علي، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن علىّ وجعفر بن محمد الصادق."
ويقول ابن جبير المتوفی 540 هـ في كتابه "رحلة ابن جبير": "وبقيع الغرقد شرقي المدينة تخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع وأول ما تلقى عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفية عمة النبي أم الزبير بن العوام وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم ابن النبي وعليه قبة بيضاء... وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر الطيار وبإزائهم روضة فيها أزواج النبي وبازائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي ويليها روضة العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه ورأس الحسن إلى رجلي العباس رضي الله عنهما وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع الصاق مرصعة بصفائح الصفر ومكوكبة بمساميره على أبدع صفة وأجمل منظر وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبي... وفي آخر البقيع قبر عثمان الشهيد المظلوم ,عليه قبة صغيرة مختصرة وعلى مقربة منه مشهد فاطمة بنت أسد أُم علي بن أبي طالب وعن بنيها."
وذكر سبط ابن الجوزي المتوفى عام 654 هـ في تذكرة الخواص ص 311 نظير ذلك.
ويصف محمد بن أبي بكر التلمساني يصف المدينة وبقيع الغرقد في القرن الرابع بقوله: "وقبر الحسن بن علىّ عن يمينك إذا خرجت من الدرب ترتفع إليه قليلا، عليه مكتوب: هذا قبر الحسن بن علىّ، دفن إلى جنب أُمه فاطمة رضي اللّه عنها وعنه."
ويقول الحافظ محمد بن محمود بن النجار المتوفى عام 643 هـ في أخبار مدينة الرسول : "... في قبة كبيرة عالية قديمة البناء في أول البقيع، وعليها بابان يفتح أحدهما في كل يوم للزيارة."
وروى البلاذري أنّه لما ماتت زينب بنت جحش سنة عشرين صلى عليها عمَر وكان دفنها في يوم صائف، ضرب عُمَر على قبرها فسطاطاً
ولم يكن الهدف من ضربه تسهيل الأمر لمن يتعاطى دفنها، بل لأجل تسهيله لأهلها حتّى يتفيّأوا بظلّه ويقرأوا ما تيسّر من القرآن والدعاء.
ویقول السمهودي المتوفى 911 هـ فی وصف بقيع الغرقد: "قد ابتنى عليها مشاهد، منها المشهد المنسوب لعقیل بن أبي طالب وأمّهات المومنين، تحوي العباس والحسن بن علي... وعليهم قبة شامخة في الهواء، قال ابن النجار:... وهي كبيره عالية، قديمة البناء، وعليها بابان، يفتح أحدهما في كل يوم. وقال المطري: بناها الخليفة الناصر أحمد بن المستضي..."
وذكر عبد الله بن أبي بكر العياشي المتوفّی عام 1090 هـ في كتاب المدينة المنورة في رحلة العياشي: "فأول ما يلقاك من المشاهد إذا خرجت على باب المدينة المسمى بباب البقيع قبة فيها لصفية بنت عبد المطلب على يسارك... على يسارك القبة الكبيرة الماثلة في الهواء، وفيها مشهد العباس ومشهد الحسن بن علي ومشهد زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وكثير من أهل البيت... ومنها مشهد يُنسب لحليمة السعدية مرضعة النبي عليه قبة لطيفة."
وذكر محمد يحيى الولاتي المتوفی 1330 هـ: "مشينا ذات اليمين فدخلنا قبة آل النبي فسلّمنا عليهم، وزرنا فيها عمّه أبا الفضل العباس، وسبطه الحسن، وبنته فاطمة، وزين العابدين بن الحسين، وابنه محمد الباقر، وابنه جعفر الصادق، وتوسلنا إلى النبي بجاههم وبه إلى الله تعالى، ودعونا كما تقدم. فزرنا قبة بنات النبي وسلّمنا عليهنّ وتوسلنا بهنّ... ثم زرنا قبة أزواج النبي وقفنا ببابها وسلّمنا عليهنّ كلّهن وتوسّلنا بهنّ كما تقدم. ثم دخلنا قبة سيدنا إبراهيم ابن نبينا، فسلّمنا عليه وعلى الصحابة الذين معه في القبة: عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، وخنيس بن حذافة، وأسعد بن زرارة وتوسّلنا بالجميع كما تقدم. ثم دخلنا قبة عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر فسلّمنا عليهما... ثم مشينا إلى قبة حليمة مرضعة رسول الله فوقفنا بباب القبة وسلّمنا عليها... ثم زرنا قبة أبي سعيد الخدري وفاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب... ثم رجعنا، فلمّا وصلنا باب البقيع الغربي ملنا ذات اليمين إلى قبة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله فسلّمنا عليها وزرناها... ثم رجعنا إلى قبة عقيل فوقفنا على الحجر المنصوب في الحضيرة التي عن يمين القبة الذي يقف عليه رسول الله ليلاً يزور منه أهل البقيع ويستغفر لهم، والدعاء عنده مستجاب."
إلى غير ذلك من الرحالة الذين زاروا المدينة ووصفوا تلك المزارات والمشاهد والقباب المرتفعة. فيبدو أنه كان هناك اتفاق وإجماع من قبل علماء الإسلام طيلة قرون على جواز البناء على قبور الشخصيات الإسلامية الذين لهم منزلة ومكانة في القلوب.
هدم قباب وأضرحة مقبرة البقيع عملية قام بها تحالف بين أتباع الوهابية في إمارة الدرعية وبين حكام آل سعود عندما سيطروا على المدينة، فهجموا على المدينة وقاتلوا مدافعيها وأخرجوا الحكام العثمانيين، فأزالوا المعالم التاريخية وحطموا الآثار الدينية والأبنية والقباب على قبور البقيع من بينها قبر إبراهيم ابن رسول الإسلام محمد وقبور زوجاته وقبر إبنته فاطمة زوجة علي بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب الإمام الثاني عند الشيعة وعلي السجاد الإمام الرابع عند الشيعة ومحمد الباقر الإمام الخامس عند الشيعة وجعفر الصادق الإمام السادس عند الشيعة وكذلك هجموا على المسجد النبوي وأخذوا ما فيها من المجوهرات والنقود والأشياء التاريخية.
هدم سوّى الأضرحة بالأرض وأدى الى نهب ما كان فيها من آثار قيّمة وحوّلها تالياً إلى أرضٍ مقفرة. انتشار الخبر بسرعة وما رافقه من عزم آل سعود والوهابيين على هدم قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دفع العالم الاسلامي إلى الخروج بتظاهرات عارمة استنكارا لفظائع السلطة الجديدة. وقد أثار هدم قبور البقيع والمعالم الأثرية الإسلامية في المدينة ومكة وسائر المدن في الحجاز، موجة غضب واحتجاجات ومظاهرات في مختلف البلدان الإسلامية على مر الزمن من جانب الشعوب الإسلامية والعلماء في الهند ومصر والعراق وإيران والبلدان الإسلامية كافة.
أسباب البناء والهدم
يرى بعض فقهاء المسلمين والمفكرين والمثقفين، أن للتراث الثقافي وظيفة هامة في استمرارية هوية الأمة والحفاظ على ثقافتها وقيمها الحضارية، حتى يمكن القول إن من غير الممكن أن تكون للأمة ثقافة يتقوم بها كيانها الروحي والمعنوي من غير تراث ثقافي يمدّ روح الأمة وشخصيتها الفكرية والثقافية بالمضمون الثقافي الخاص، وبالقيم الحضارية المنبثقة منه. من هذا المنطلق، فصل الفقهاء المسلمون في "الأثر التاريخي [الإنجليزية]" وندبوا إلى الاهتمام بالمعالم التاريخية والثقافية المشتملة على صفة مفيدة.
فيما يرى البعض الآخر بحرمة البناء على القبور مبررا للهدم، وأن الهدم كان جزءا من "دعوة إصلاحية" انطلقت من نجد بحسب الوهابيين.
وقيل أن من دوافع هدم تلك المعالم الرغبة في توحيد السلطة الدينية والسياسية وفرضها.
لكن الفكرة التي حال العالم الاسلامي دون تطبيقها عملياً لا تزال تراود عتاة الوهابيين، حيث اعتبر خالد المولد عالم وهابي، اقامة الاضرحة على قبور الائمة بانه عمل منكر، على حد زعمه.
وبالطبع لم تكن فعلتهم هي الأولى من نوعها فقد قاموا بعملية تدمير للآثار في العام 1220 لكنها بنيت من جديد بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى.
خطورة ما يقوم به آل سعود والوهابية أنه يقضي على الآثار التاريخية التي لها أهمية دينية فائقة باعتبارها دليلا محسوسا على الفترة التأسيسية في الحقب الإسلامية المختلفة لاسيما عصر صدر الاسلام.
يذكر أن البقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتضم رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة، وعدد من آل بيت النبوة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقامت الحكومة السعودية بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة بداعي بأنها "شركية".
البناء على القبور في تاريخ الاسلام
إن البناء على القبور كانت سيرة سائدة بين المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا وكتب الرحلات تذكر وصف القبور الموجودة في المدينة التي كانت عليها قباب وعلى قبورهم صخرة فيها أسماؤهم، وهذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله:
1: قبة أهل البيت "عليهم السلام" المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء -على قول بعض الروايات- ومراقد الأئمة الأربعة الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح.
2: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
3: قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
4: قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
5: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
6: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
7: قبة أبي سعيد الخدري
8: قبة فاطمة بنت أسد
9: قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
10: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة
11: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة
12: قبة زكي الدين خارج المدينة
13: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة
14: موضع الثنايا خارج المدينة
15: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
16: بيت الأحزان لفاطمة الزهراء سلام الله عليها
يقول المسعودي المتوفى عام 345 هـ حول المشاهد والقباب في البقيع: "وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوبه عليها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه مبيد الأُمم ومحي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول اللّه سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن علي، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن علىّ وجعفر بن محمد الصادق."
ويقول ابن جبير المتوفی 540 هـ في كتابه "رحلة ابن جبير": "وبقيع الغرقد شرقي المدينة تخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع وأول ما تلقى عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفية عمة النبي أم الزبير بن العوام وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم ابن النبي وعليه قبة بيضاء... وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر الطيار وبإزائهم روضة فيها أزواج النبي وبازائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي ويليها روضة العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه ورأس الحسن إلى رجلي العباس رضي الله عنهما وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع الصاق مرصعة بصفائح الصفر ومكوكبة بمساميره على أبدع صفة وأجمل منظر وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبي... وفي آخر البقيع قبر عثمان الشهيد المظلوم ,عليه قبة صغيرة مختصرة وعلى مقربة منه مشهد فاطمة بنت أسد أُم علي بن أبي طالب وعن بنيها."
وذكر سبط ابن الجوزي المتوفى عام 654 هـ في تذكرة الخواص ص 311 نظير ذلك.
ويصف محمد بن أبي بكر التلمساني يصف المدينة وبقيع الغرقد في القرن الرابع بقوله: "وقبر الحسن بن علىّ عن يمينك إذا خرجت من الدرب ترتفع إليه قليلا، عليه مكتوب: هذا قبر الحسن بن علىّ، دفن إلى جنب أُمه فاطمة رضي اللّه عنها وعنه."
ويقول الحافظ محمد بن محمود بن النجار المتوفى عام 643 هـ في أخبار مدينة الرسول : "... في قبة كبيرة عالية قديمة البناء في أول البقيع، وعليها بابان يفتح أحدهما في كل يوم للزيارة."
وروى البلاذري أنّه لما ماتت زينب بنت جحش سنة عشرين صلى عليها عمَر وكان دفنها في يوم صائف، ضرب عُمَر على قبرها فسطاطاً
ولم يكن الهدف من ضربه تسهيل الأمر لمن يتعاطى دفنها، بل لأجل تسهيله لأهلها حتّى يتفيّأوا بظلّه ويقرأوا ما تيسّر من القرآن والدعاء.
ویقول السمهودي المتوفى 911 هـ فی وصف بقيع الغرقد: "قد ابتنى عليها مشاهد، منها المشهد المنسوب لعقیل بن أبي طالب وأمّهات المومنين، تحوي العباس والحسن بن علي... وعليهم قبة شامخة في الهواء، قال ابن النجار:... وهي كبيره عالية، قديمة البناء، وعليها بابان، يفتح أحدهما في كل يوم. وقال المطري: بناها الخليفة الناصر أحمد بن المستضي..."
وذكر عبد الله بن أبي بكر العياشي المتوفّی عام 1090 هـ في كتاب المدينة المنورة في رحلة العياشي: "فأول ما يلقاك من المشاهد إذا خرجت على باب المدينة المسمى بباب البقيع قبة فيها لصفية بنت عبد المطلب على يسارك... على يسارك القبة الكبيرة الماثلة في الهواء، وفيها مشهد العباس ومشهد الحسن بن علي ومشهد زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وكثير من أهل البيت... ومنها مشهد يُنسب لحليمة السعدية مرضعة النبي عليه قبة لطيفة."
وذكر محمد يحيى الولاتي المتوفی 1330 هـ: "مشينا ذات اليمين فدخلنا قبة آل النبي فسلّمنا عليهم، وزرنا فيها عمّه أبا الفضل العباس، وسبطه الحسن، وبنته فاطمة، وزين العابدين بن الحسين، وابنه محمد الباقر، وابنه جعفر الصادق، وتوسلنا إلى النبي بجاههم وبه إلى الله تعالى، ودعونا كما تقدم. فزرنا قبة بنات النبي وسلّمنا عليهنّ وتوسلنا بهنّ... ثم زرنا قبة أزواج النبي وقفنا ببابها وسلّمنا عليهنّ كلّهن وتوسّلنا بهنّ كما تقدم. ثم دخلنا قبة سيدنا إبراهيم ابن نبينا، فسلّمنا عليه وعلى الصحابة الذين معه في القبة: عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، وخنيس بن حذافة، وأسعد بن زرارة وتوسّلنا بالجميع كما تقدم. ثم دخلنا قبة عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر فسلّمنا عليهما... ثم مشينا إلى قبة حليمة مرضعة رسول الله فوقفنا بباب القبة وسلّمنا عليها... ثم زرنا قبة أبي سعيد الخدري وفاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب... ثم رجعنا، فلمّا وصلنا باب البقيع الغربي ملنا ذات اليمين إلى قبة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله فسلّمنا عليها وزرناها... ثم رجعنا إلى قبة عقيل فوقفنا على الحجر المنصوب في الحضيرة التي عن يمين القبة الذي يقف عليه رسول الله ليلاً يزور منه أهل البقيع ويستغفر لهم، والدعاء عنده مستجاب."
إلى غير ذلك من الرحالة الذين زاروا المدينة ووصفوا تلك المزارات والمشاهد والقباب المرتفعة. فيبدو أنه كان هناك اتفاق وإجماع من قبل علماء الإسلام طيلة قرون على جواز البناء على قبور الشخصيات الإسلامية الذين لهم منزلة ومكانة في القلوب.