2024 March 29 - 19 رمضان 1445
لماذا الرسول صلي الله عليه و آله بدل الخطابة فی الغدير، لم ینص و یؤکد علی ولاية الامام علي عليه السلام كتابة حتی یمکن الإستناد الیه فی ما بعد ؟
رقم المطلب: ٨٤٧ تاریخ النشر: ١٢ ذیحجه ١٤٤٤ - ٠٨:٤٥ عدد المشاهدة: 3854
الأسئلة و الأجوبة » عام
لماذا الرسول صلي الله عليه و آله بدل الخطابة فی الغدير، لم ینص و یؤکد علی ولاية الامام علي عليه السلام كتابة حتی یمکن الإستناد الیه فی ما بعد ؟

الجواب:

فی الجواب عن هذا السوال نشیر الی ثمة مطالب منها:

1. النبی نص علی ولاية علي و الائمة عليهم السلام کتابة:

الرسول صلي الله عليه و آله سوی الإعلان الرسمي لولاية علي عليه السلام فی الغدير و...، اقدم علی ثبتها كتابة و هی مثبوتة فی كتب الحديث و التأريخ ایضا.

واقعة غدير من المثبوتات فی التاريخ کتابة و ایضا صارت فیها قصائد و أثبتوها فی الشعر بل فی امامة الائمة عليهم السلام نزل لوح من الله تعالی علی النبی ص.

الشيخ الصدوق(ره) فی كتاب كمال الدين یقول :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي مُوسَي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ ع عِنْدَ الْوَفَاةِ دَعَا بِابْنِهِ الصَّادِقِ ع فَعَهِدَ إِلَيْهِ عَهْداً فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ لَوِ امْتَثَلْتَ فِيَّ تِمْثَالَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع لَرَجَوْتُ أَنْ لَا تَكُونَ أَتَيْتَ مُنْكَراً فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ الْأَمَانَاتِ لَيْسَتْ بِالتِّمْثَالِ وَ لَا الْعُهُودَ بِالرُّسُومِ وَ إِنَّمَا هِيَ أُمُورٌ سَابِقَةٌ عَنْ حُجَجِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثُمَّ دَعَا بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ حَدِّثْنَا بِمَا عَايَنْتَ فِي الصَّحِيفَةِ فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ نَعَمْ يَا أَبَا جَعْفَرٍ دَخَلْتُ عَلَي مَوْلَاتِي فَاطِمَةَ ع لِأُهَنِّئَهَا بِمَوْلُودِ الْحَسَنِ ع فَإِذَا هِيَ بِصَحِيفَةٍ بِيَدِهَا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ فَقُلْتُ يَا سَيِّدَةَ النِّسْوَانِ مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي أَرَاهَا مَعَكِ قَالَتْ فِيهَا أَسْمَاءُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِي فَقُلْتُ لَهَا نَاوِلِينِي لِأَنْظُرَ فِيهَا قَالَتْ يَا جَابِرُ لَوْ لَا النَّهْيُ لَكُنْتُ أَفْعَلُ لَكِنَّهُ نُهِيَ أَنْ يَمَسَّهَا إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ أَوْ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيٍّ وَ لَكِنَّهُ مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَي بَاطِنِهَا مِنْ ظَاهِرِهَا قَالَ جَابِرٌ فَقَرَأْتُ فَإِذَا فِيهَا أَبُو الْقَاسِمِ  مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُصْطَفَي أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْمُرْتَضَي أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّقِيُّ أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ص أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَدْلُ أُمُّهُ شَهْرَبَانُويَهْ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَاهَنْشَاهَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ أُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَبُو إِبْرَاهِيمَ مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ الثِّقَةُ أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا حَمِيدَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضَا أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا نَجْمَةُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّكِيُّ أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا خَيْزُرَانُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَمِينُ أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا سَوْسَنُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّفِيقُ أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا سُمَانَةُ وَ تُكَنَّي بِأُمِّ الْحَسَنِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَي عَلَي خَلْقِهِ الْقَائِمُ أُمُّهُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا نَرْجِسُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِين [1]

2. الإعلان الرسمي لیس بأقل من الکتابة

کما ان المحاكم تستند الی مكتوبات الأشخاص ایضا البینة تکون من المستندات ،لو لم یمکن الإستناد الی کلمات الرسول صلي الله عليه و آله بعد مضی سبعین یوما فی اثبات واقعة ،کیف یمکن الإستناد الی کتابته الحال أن اكثر الناس سمعوا مقالته.

3. ازالة مکتوبة الرسول (ص) لم تکن صعبة علی اعداءه

الأعداء الذین أثبتوا طیلة حكومتهم انهم یزورون الأحاديث بسهولة و یجعلونها أمام قول ابنة رسول الله ص و یمنعوها حقها أو الذین أخذوا سند فدك من بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و مزقوه.

فی السيرة الحلبية ذکر هکذا :

وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله أنه رضي الله تعالي عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمررضي الله تعالي عنه فقال ما هذا فقال كتاب كتبته فاطمه بميراثها من ابيها فقال مماذا تنفق علي المسلمين وقد حار بتك العرب كما تري ثم اخذ عمر الكتاب فشقه [2]

4. اکثر المكتوبات لم تصل الینا

کثیر من المكتوبات التاريخ لأجل منع الحديث طیلة مأة سنة و احراق الكتب و عداوة الخلفاء الحاكمة طوال التاريخ و...لم تصل الینا .

سياسة حكومة عمر بن الخطاب منع نقل احاديث النبی الاكرم ص و الإقبال الیها ، و الذین خالفوا هذا الأسلوب و السياسة ، یعاقبهم بالسجن و السوط و التعزير. کما فعل فی ابی ذر و ابی الدرداء ابی مسعود الأنصاري و آخرین .

الذهبي یقول:

كان عمر رضي الله عنه يقول أقلوا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث وهذا مذهب لعمر ولغيره[3]

قرظة بن كعب الانصاري یقول :

أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلي صرار فتوضأ فغسل مرتين وقال تدرون لم شيعتكم فقلنا نعم نحن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم امضوا وأنا شريككم[4]

کیف استقبلوا من القرآن الذی جمعه الإمام علي عليه السلام ؟

ذکر فی كتاب الكافي هکذا :

عَنْ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا أَسْتَمِعُ حُرُوفاً مِنَ الْقُرْآنِ لَيْسَ عَلَي مَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كُفَّ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ اقْرَأْ كَمَا يَقْرَأُ النَّاسُ حَتَّي يَقُومَ الْقَائِمُ ع فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ ع قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَي حَدِّهِ وَ أَخْرَجَ الْمُصْحَفَ الَّذِي كَتَبَهُ عَلِيٌّ ع وَ قَالَ أَخْرَجَهُ عَلِيٌّ ع إِلَي النَّاسِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ وَ كَتَبَهُ فَقَالَ لَهُمْ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَي مُحَمَّدٍ ص وَ قَدْ جَمَعْتُهُ مِنَ اللَّوْحَيْنِ فَقَالُوا هُوَ ذَا عِنْدَنَا مُصْحَفٌ جَامِعٌ فِيهِ الْقُرْآنُ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا أَبَداً إِنَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَكُمْ حِينَ جَمَعْتُهُ لِتَقْرَءُوهُ.[5]

 

5. رسول الله صلي الله عليه و آله قصد هذا الأمر و لکن منعوه

فی قضیة القلم و القرطاس الرسول صلي الله عليه و آله قصد الکتابة لکن منعوه.

ابن عباس یقول:

دخلتُ على عُمَر في أوّل خلافته ، وقد اُلقِيَ له صاعٌ من تمر على خصفة ، فدعاني إلى الاكل ، فأكلت تمرة واحدة ، وأقبل يأكل حتّى أتى عليه ، ثم شرب من جَرٍّ كان عنده ، واستلقى على مِرْفقةٍ له ، وطفق يَحْمَدُ الله ، يكرر ذلك ، ثم قال : من أين جئت يا عبدالله ؟ قلت : من المسجد.

قال : كيف خلّفت ابن عمك ؟ فظننته يعني عبدالله بن جعفر .

قلت : خلّفتُه يلعبُ مع أترابه .

قال : لم أعنِ ذلك ، إنّما عنيتُ عظيمكم أهل البيت .

قلت : خلّفُته يمتح بالغرْب على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن .

قال : عبدَالله ، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها ؟ هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قلت : نعم .

قال : أيزعم أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نص عليه ؟ قلت : نعم وأزيدك ، سألت أبي عَمّا يدّعيه ، فقال : صدَق .

فقال عمر : لقد كان من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في أمره ذَرْوٌ من قول لا يثبتُ حُجّةً ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربَع في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيْطة على الاسلام [6]

فی مواضع عدیدة من صحيح البخاري ذکرت هذه القضية:

لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم وَجَعُهُ قال ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ قال عُمَرُ إِنَّ النبي صلي الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ قال قُومُوا عَنِّي ولا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ[7]



[1] . كمال الدين و تمام النعمة، الشيخ الصدوق (المتوفی386 ق )، ناشر: اسلامية، مكان النشر: طهران ، سنة الطبع: 1395 ق ، ج 1، ص305

[2] . السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون ، اسم المؤلف: علي بن برهان الدين الحلبي المتوفی: 1044 ، دار النشر : دار المعرفة - بيروت - 1400، ج 3، ص 488

[3] . سير أعلام النبلاء ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله المتوفی: 748 ، دار النشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - 1413 ، الطبعة : التاسعة ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، ج 2، ص 601

[4] . الطبقات الكبري ، اسم المؤلف: محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري المتوفی: 230 ، دار النشر : دار صادر - بيروت، ج 6، ص 7 ؛ تاريخ الامم و الملوك؛ ج3، ص273

[5] . الكافي ، الشيخ الكليني (المتوفی329 ق) ، ج2، ص633، ناشر: اسلامية، مكان النشر: طهران ، سنة الطبع: 1362 ش

[6] . شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد، ج12، ص21

[7] . صحيح البخاري، ج1، ص36، ح 114، كتاب العلم، ب 39 ، باب كِتَابَةِ الْعِلْمِ و ج4، ص 31، ح 3053، كتاب الجهاد والسير ب 176 ، باب هَلْ يُسْتَشْفَعُ إِلَي أَهْلِ الذِّمَّةِ وَمُعَامَلَتِهِمْ. و ج4، ص66، ح 3168، كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب و ج5، ص137، ح 4431، كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته و ج7، ص9، ح 5669، كتاب المرضي باب قول المريض قوموا عنّي و ج8، ص161، ح 7366، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، ب 26 ، باب كَرَاهِيَةِ الْخِلاَفِ.

و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة