نسخة الموبایل
www.valiasr-aj .com
هل أنه لم یولد الإمام المهدی (عج) حسب رواية کتاب الکافي ؟
رقم المطلب: 469 تاریخ النشر: 14 شعبان 1444 - 13:00 عدد المشاهدة: 4134
الأسئلة و الأجوبة » المهدوية
هل أنه لم یولد الإمام المهدی (عج) حسب رواية کتاب الکافي ؟

توضيح السؤال:

حسب ما ورد فی کتاب الکافي ، لم یولد الإمام المهدي عليه السلام . لأن بعد استشهاد الإمام الحسن العسکري عليه السلام لم یظهر آثار الحمل علی أیة من زوجات الإمام الحسن العسکري  عليه السلام. بعبارة أخری فرضوا عدم ظهور آثار الحمل علی أیة زوجة من زوجات الإمام الحسن العسکري سلام الله علیه، دليل علی عدم ولادة الإمام المهدی ارواحنا فداه. الفقرة المستندة الیها من الرواية الموردة ل السؤال هی : 

لَمَّا دُفِنَ أَخَذَ السُّلْطَانُ وَ النَّاسُ فِي طَلَبِ وَلَدِهِ وَ كَثُرَ التَّفْتِيشُ فِي الْمَنَازِلِ وَ الدُّورِ وَ تَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِيرَاثِهِ وَ لَمْ يزَلِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِيةِ الَّتِي تُوُهِّمَ عَلَيهَا الْحَمْلُ لَازِمِينَ حَتَّى تَبَينَ بُطْلَانُ الْحَمْلِ فَلَمَّا بَطَلَ الْحَمْلُ عَنْهُنَّ قُسِمَ مِيرَاثُهُ بَينَ أُمِّهِ وَ أَخِيهِ جَعْفَرٍ وَ ادَّعَتْ أُمُّهُ وَصِيتَهُ.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، کافي ج 1، ص 505، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

الجواب الإجمالي:

اولا: هذا السؤال، من اصله غلط لأنه بنی علی فرض غلط . لأن ولادة الإمام المهدي عليه السلام کانت مایقرب من خمس سنوات قبل استشهاد أبیه الإمام الحسن العسکري عليه السلام لا انه ولد بعد استشهاد أبیه.

ثانيا: الرواية المستند الیها لم تکن رواية مصطلحة عند الشيعة حتی یکون اول من نقلها الإمام المعصوم عليه السلام ، بل هی صرف الحكاية التی اول ناقلها شخص ناصبي و من أعداء اهل البيت عليهم السلام . فَنَقلُ الحکاية من قبَله لیس لها إعتبار عند الشیعة.

ثالثا: صرح فی کتاب الکافي الی ولادة الإمام المهدي عليه السلام و ذکر بابا تحت عنوان «مولد الصاحب عليه السلام» حتی ذکر فیه أکثر من30 روایة فی اثبات ولادة الإمام علیه السلام . علاوة علی هذا ، عدید من علماء اهل السنة یعتقدون بولادة الإمام المهدي عليه السلام.

نکتة آخری انه طبقا لهذا السؤال و الإستدلال منه، عدم ولادة الإمام المهدی عليه السلام کان لأجل عدم ظهور آثار الحمل فی أمه و هذا الإستدلال ینتقض بنقیضین :

الأول ولادة نبی موسي و

الثانی ولادة الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله؛ لأنه حسب ما یوجد فی مصادر اهل السنة،لم یظهر آثار الحمل ایضا لا فی أم موسي و لا فی أم الرسول صلي الله عليه و آله .   

الجواب التفصيلي:

للإجابة عن هذه الشبهة فی البدایة نذکر الأجوبة الحّل ثم الأجوبة النقضية .

الجواب الحلّ:

فی هذا القسم نذکر أجوبة ثلاثة ل الحل و ندرسها .

الأول: ولادة الإمام المهدي عليه السلام خمس سنوات قبل استشهاد الإمام العسکري عليه السلام

بناءا علی ما فرض فی الحكاية المذكورة علی استشهاد الإمام الحسن العسکري عليه السلام لم یظهر علی أیة من زوجات الإمام آثار الحمل ، و هذه المسألة لم تنافی ولادة الإمام المهدی عليه السلام . لأنه حسب ما یوافق الأحاديث العدیدة المقبولة عند علماء الشيعة، الإمام المهدي ارواحنا فداه ولد ما یقارب خمس سنوات قبل استشهاد ابیه یعنی حدود سنة 255 القمریة، و عند استشهاد ابیه ، له خمس سنوات .

المحدّث الکبیر الشیعی، الشیخ الکلینی یقول :

ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، کافي ج 1، ص 514، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

الشیخ المفید ایضا یقول:

و كان مولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس و خمسين و مائتين .

البغدادي، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، العكبري ، (المتوفی 413 ق) ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج 2، ص 339، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ناشر : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان، سنة الطبع : 1414 - 1993 م.

الشیخ الطبرسی یصرح بهذه المسألة :

ولد عليه السلام بسر من رأى ليلة النصف من شعبان قبل طلوع الفجر سنه 255 خمس و خمسين ومأتين من الهجرة

طبرسی، احمد بن علی، (المتوفی 548 ق)، تاج الموالید، ص 61، بجهود: مرعشی، سید محمود، ناشر: مکتب آیة الله مرعشی نجفی، قم، سنة الطبع: 1406ق.

الحال أن الحکاية الموجودة فی الکافي، لا تنفی ولادة الإمام بعد استشهاد الإمام العسکري عليه السلام. نحن نعتقد ایضا انه لم یوجد دلیل علی انه وُلد للإمام بعد استشهاد الإمام العسکري،وَلَد . بل نعتقد أن ابن الإمام العسکري عليه السلام ولد فی زمن حياته و البتة هذه الولادة کانت فی الإختفاء و ما عدی الخواص من الشيعة، لم یخبر العموم من الناس و لاسیما الأعداء .

الثانی: ناقل الحکاية المقصودة ، لیس امام معصوم  بل هو من النواصب.

النكتة التی ینبغی ذكرها هنا اولا : قول الإمام المعصوم عليه السلام لنا حجة و لیس قول غير الإمام المعصوم و هذا القول لابد من العلم بصدوره عن الإمام المعصوم عليه السلام حسب قواعد علم الدراية و علم الرجال حتی یثبت لنا .

ثانيا : ما ذکر فی کتاب الکافي ؛ علاوة علی أنه لیس کلام الإمام عليه السلام ، بل حسب تصريح رواة الحکاية، هذه القضیة نقلت عن شخص ناصبي و من أعداء الإمام عليه السلام. بناء علی هذا لیس لها حجیة لنا. کما ذکر فی بدایة الحکاية هکذا :

الحسين بن محمد الأشعري و محمد بن يحيى وغيرهما قالوا : كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية و مذاهبهم و كان شديد النصب فقال: ...

الثالث: التصريح بولادة الإمام المهدي  عليه السلام  فی کتاب الکافي

فی کتاب الکافي بعد ذکر الباب المورد ل البحث یذکر بصراحة بابا تحت هذا العنوان :

مولد الصاحب عليه السلام» ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، کافي ج 1، ص 514، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

نقل فی هذا الباب أکثر من 30 حديث فی اثبات ولادة الإمام المهدی ارواحنا فداه .

حسب هذا الترتیب عرفت ضعف هذه الشبهة. لأنها لم تخرج من حالتین : إما سؤال السائل عن تعنت و استحسان و أنه سد عینه علی الباب المفصّل فی ولادة الإمام المهدی عليه السلام و إما انه یفقد القوة العلمية حتی انه لم یتعب نفسه فی التورق الأکثر و یکتفی بقراءة روایة واحدة و الإستدلال بها.

 اعتراف عدید من علماء اهل السنة بولادة الإمام المهدي  عليه السلام 

اضافة علی کتاب الکافي و عشرات الکتب التی فیها اعتبروا علماء الشيعة ولادة الامام المهدی ارواحنا فداه امر مسلّم و مستدل ، عند اهل السنة ایضا عدید من العلماء یعتقدون بولادة الإمام المهدي عليه السلام منهم: الذهبي، ابن حجر العسقلاني، ابن حجر الهيثمي، ابن اثير الجزري، عبدالوهاب الشعراني، فخر الرازي، سبط بن الجوزي، المسعودي الشافعي، ابن خلکان و ... .  ل المزید من الإطلاع فی هذا البحث راجع الرابط المذکور.

***اعتراف علماء اهل السنة بولادة الإمام المهدي (عج) + صور الكتب ***

بناء علی هذا ولادة الإمام المهدی ارواحنا فداه، فی ما یقارب خمس سنوات قبل استشهاد أبیه الإمام الحسن العسکری علیه السلام عند علماء الشیعة من المسائل القطعیة و الثابتة حتی أن بعض علماء اهل السنة ایضا اعترفوا به. و النقل المذکور الذی طرح من قبل السائل ،‌ لم یرتبط بهذا الموضوع اصلا علاوة علی أن ناقله شخص ناصبي. الحال فی الإدامة نذكر بعض الموارد التی تقابل شبهة السائل .

الأجوبة النقضية:

السائل جعل عدم وجود آثار الحمل فی جاریة الإمام العسكري عليه السلام دليلا علی عدم ولادة و وجود الإمام المهدی عجل الله تعالي فرجه الشريف و الحال أنه عدم ظهور آثار الحمل، لم یدل علی عدم الحمل و عدم الولادة و عدم وجود ابن للإمام ، کما یذکر فی ما یلی. حسبما صرح به التأريخ، أم موسي علي نبينا و آله و عليه السلام و أم النبی الأكرم  صلي الله عليه وآله ایضا لم یظهر علیهما آثار الحمل .

أم موسي علیه السلام

حسب اعتراف العلماء و المفسرین من اهل السنة، کانت ولادة موسي فی الخفی بشکل حتی لم یظهر آثار الحمل فی أم موسي اصلا . ابن کثير فی تفسيره ذيل هذه الآية «ان فرعون علا في الارض...» و آيات بعدها (سورة القصص ، آية 4 و بعدها) يقول :

و ولد موسى، عليه السلام، في السنة التي يقتلون فيها الولدان و كان لفرعون أناس موكّلون بذلك و قوابل يدُرْنَ على النساء، فمن رأينها قد حملت أحصوا اسمها، فإذا كان وقت ولادتها لا يقْبَلُها إلا نساء القبط، فإذا ولدت المرأة جارية تركنها وذهبن، وإن ولدت غلامًا دخل أولئك الذبَّاحون، بأيديهم الشفار المرهفة، فقتلوه ومضوا قَبَّحَهُم الله. فلما حملت أم موسى به، عليه السلام، لم يظهر عليها مخايل الحمل كغيرها، ولم تفطن لها الدايات.

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، تفسير القرآن العظيم، ج 6، ص 221 و 222 ، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر : دار طيبة للنشر و التوزيع، الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م.

بناء علی الرواية المذکورة ، ولادة الإمام المهدي ارواحنا فداه تشبه ولادة موسي من جهتین : الأولی: الخوف من قتله بید حکّام الجور آن ذاک.

الثانیة: عدم ظهور آثار الحمل فی أمّه طیلة مدة الحمل. لو أراد شخصا ان ینکر اصل هذه المسألة‌ لابد له ان ینکر اصل ولادة موسی و طریقة ولادته المعجزة فی زمن فرعون .

أم الرسول الأکرم  صلي الله عليه و آله

أم الرسول صلي الله عليه و آله ایضا لم یظهر علیها آثار الحمل عند حملها به،. کما ذکر فی کتاب عيون الاثر :

و من طريق محمد بن عمر عن علي بن زيد عن عبد اللّه بن وهب بن زمعه عن أبيه عن عمته قالت: کنا نسمع أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم لما حملت به أمه آمنه بنت وهب کانت تقول: ما شعرت بأني حملت به و لا وجدت له ثقله کما يجد النساء .... و ربما کانت تقول: و أتاني آت و أنا بين النائم و اليقظان فقال: هل شعرت أنک حملت؟ فکأني أقول ما أدري، فقال: إنک قد حملت بسيد هذه الأمه و نبيها، .... و عن الزهري قال: قالت آمنه: لقد علقت به فما وجدت له مشقة حتي وضعته.

ابن سيد الناس، محمد بن محمد، المتوفی 734 ق، عيون الأثر، ج 1، ص 31، ناشر: دار القلم، بيروت، اول، 1414 ق.

الحلبي ایضا فی کتاب سيرته یصرح بهذا المطلب و یقول :

قالت آمنة لقد علقت به صلى الله عليه و سلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته و عنها أنها كانت تقول ما شعرت بأني حملت به و لا وجدت له ثقلا كما تجد النساء ..... قالت آمنة وأتاني آت (أي من الملائكة) و أنا بين النائمة و اليقظانة فقال هل شعرت بأنك قد حملت بسيد هذه الأمة و نبيها.

أقول ظاهر هذا السياق أنها لم تعلم بحملها إلا من قول الملك لأنها لم تجد ما تستدل به على ذلك لأنها لم تجد ثقلا.

الحلبي، علي بن برهان الدين (المتوفى1044هـ)، السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، ، ج 1، ص 75، ناشر: دار المعرفة ، بيروت، 1400 ق.

کما مرّ أم هذین النبیین فی زمن الحمل لم یظهر لهما آثار الحمل و لو اردنا ان نمشی حسبما اراده السائل ، لازمه عدم وجود هذین النبیین الذین من أنبیاء اولی العزم ، الحال انه حسب ما سجله التاریخ و بتصريح القرآن ولادة موسی علي نبينا و آله و عليه السلام و النبی الأكرم صلي الله عليه وآله امر مسلم.

النتيجة:

بناء علی ما مرّ فی الجواب عن هذا السؤال ،یتبین انه مثل هذا السؤال أو الشبهة لا اساس له  لأن السائل حسب رغبته الشخصیة، استدل بفقرة من حکاية التی ناقلها شخص ناصبي و طرحها بعنوان دليل قَبلَته الشيعة و لم یلتفت الی الأحاديث المتواترة و المعتبرة فی ولادة الإمام المهدي عليه السلام و ایضا الی رأی عدة من علماء اهل السنة القائلین بولادته. بصرف النظر عن هذا لم یوجد عالم شيعي یعتقد بولادة الإمام المهدی عليه السلام بعد استشهاد الإمام الحسن العسکري سلام الله علیه، بل الکل یعتقدون أنه ولد فی زمن حياة ابیه الإمام الحسن العسکري عليه السلام. لهذا عدم ظهور آثار الحمل علی زوجات الإمام الحسن العسکري عليه السلام بعد استشهاد الإمام لا ربط به الی بحث ولادة الإمام المهدی عليه السلام. من جانب آخر عدم ظهور آثار الحمل علی أم الإمام المهدی (عج) هی لیست من المحالات و لم تدل علی عدم الولادة کما ثبت فی حق أم موسي و أم الرسول الأکرم  صلی الله عليه و آله حتی لم یظهر فیهما آثار الحمل ایضا.

و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: