نسخة الموبایل
www.valiasr-aj .com
هل آية 28 من سورة الغافر « ...ا تقتلون رجلا ان يقول ربی اللَّه » نزلت فی شأن ابی بكر؟
رقم المطلب: 4379 تاریخ النشر: 17 ربيع الثاني 1443 - 13:43 عدد المشاهدة: 1658
الأسئلة و الأجوبة » عام
هل آية 28 من سورة الغافر « ...ا تقتلون رجلا ان يقول ربی اللَّه » نزلت فی شأن ابی بكر؟

 

 

الجواب :

هذه الآية فی القرآن الكريم :

وَ قَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبيّ َِ اللَّهُ وَ قَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَتِ مِن رَّبِّكُمْ وَ إِن يَكُ كَذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يهَْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّاب . سورة الغافر / 28 .

مع الأسف عمل افتراء الحديث في زمن الأمويين على وجه الخصوص، معاوية بن أبي سفيان وصل إلى نقطة انه لم تبق فضيلة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام إلا روى ما تشبهها للخلفاء الثلاثة.

لم يكونوا راضين حتى عن هذا بل أنهم زوروا الفضائل التي تروى للأنبياء الآخرين و أتباعهم المخلصين لصالح الخلفاء الثلاثة. على سبيل المثال في الآية المذکورة آنفا، رُوِيت نفس الفضيلة التي ذكرها القرآن صراحة للحبيب النجار، مؤمن آل فرعون، لأبي بكر ؛ کما ان البخاري فی صحيحه ینقل هکذا:

حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّي  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّي أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ » الْآيَةَ .

تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَي بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ .

صحيح البخاري ، البخاري ، ج 4 ، ص 239 - 240 .

عروة بن الزبير و عمرو بن العاص، من اعضاء مجموعة تزویر الحدیث و من اعداء امير المؤمنين عليه السلام :

فی سند هذه الرواية یوجد شخصین کلاهما من اعداء اميرالمؤمنين عليه السلام، احدهما عمرو بن العاص و الآخر عروة بن الزبير .

عروة بن الزبير و عمرو بن العاص من مزوری الحديث و عضو مجموعة مزوری الحديث عند معاوية؛ فمن هذا المنطلق لایمکن الإعتماد علی حديث هکذا اشخاص؛ کما ان ابن أبي الحديد الشافعي فی شرح نهج البلاغه ، ج4 ، ص 63 نقلا عن استاذه ابو جعفر الاسكافي یقول:

أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين علي رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام ، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم علي ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير .

بعدها یذکر نموذجین من تزویرات عروة بن الزبير:

روي الزهري أن عروة بن الزبير حدثه ، قال : حدثتني عائشة قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة ، إن هذين يموتان علي غير ملتي أو قال ديني .

وروي عبد الرزاق عن معمر ، قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه السلام ، فسألته عنهما يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما ! الله أعلم بهما ، إني لأتهمهما في بني هاشم . قال : فأما الحديث الأول ، فقد ذكرناه ، وأما الحديث الثاني فهو أن عروة زعم أن عائشة حدثته ، قالت : كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : ( يا عائشة ، إن سرك أن تنظري إلي رجلين من أهل النار فانظري إلي هذين قد طلعا ) ، فنظرت ، فإذا العباس وعلي بن أبي طالب .

فبهذا الحال کیف یمکن الاعتماد علی حديث هکذا اشخاص؛ مع اننا نعلم بأنه من علائم النفاق التی اتفقت علیه الشيعة و السنة، هی عداوة امير المؤمنين عليه السلام. مسلم النيسابوري فی صحيحه یقول:

عَنْ زِرٍّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ .

صحيح مسلم ، ج1 ، ص60،61 و ... .

من جانب آخر روايات عدیدة فی حد التواتر عن النبي الأكرم صلي الله عليه وآله و سلم توجد انه قال:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ .

صحيح البخاري ، ج1، ص14 ، كتاب الايمان ، باب علامة المنافقين و صحيح مسلم ، ج1، ص56 ، كتاب الايمان ، باب خصال المنافق و... .

حال عمرو بن العاص لم يحتاج الی دراسة، لم یشک احد فی عداءه مع امير المؤمنين و حسب القاعدة المذکورة سالفا یمکن رد رواياته ایضا.

تعارضه مع رواية اخری عن عائشة :

هذه الرواية تعارض رواية اخری عن طريق عروة بن الزبير، عن عائشة ابنة ابي بكر التی اتفاقا نقلت فی صحيح البخاري ایضا. البخاري فی صحيحه یقول:

حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - زَوْجَ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - هَلْ أَتَي عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَي ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَي مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَي وَجْهِي ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ...

صحيح البخاري ، ج4 ، ص83 .

و بحسب الرواية السابقة، كان أصعب أيام نبي الأكرم (صلي الله عليه وآله وسلم) هو اليوم الذي أراد فيه عقبة بن معيط، حسب قول بعض المفسرين من اهل السنة، أن يلف رقبة الرسول بقطعة قماش لیقتله، فجاء أبو بكر له و انقذه من يد المشركين !!!؛ و لكن بحسب هذه الرواية، فإن أصعب يوم على النبي كان يوم العقبة، حيث اذوه اشخاص من قبیلة عائشة و ...

من جانب آخر نعلم ان النبی الأکرم(صلي الله عليه وآله وسلم) لم یتکلم بکلام ینقض کلامه الآخر؛ فأصعب یوم علی النبی هو الیوم الذی انقذه ابوبکر! او الیوم الذی اذوه اشخاص من قبیلة عائشة.؟؟؟

فی النتيجة ان هاتین الروایتین تتعارضا و تتساقطا.

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: