نسخة الموبایل
www.valiasr-aj .com
الامام الحسن المجتبى(ع)... معاناة في سبيل تثبيت دعائم الإسلام وأركانه
رقم المطلب: 1560 تاریخ النشر: 15 رمضان 1443 - 09:34 عدد المشاهدة: 3951
المذکرة » عام
في ذكرى ولادة كريم أهل البيت
الامام الحسن المجتبى(ع)... معاناة في سبيل تثبيت دعائم الإسلام وأركانه

تميز الإمام الحسن المجتبى بالحلم والسماحة والجود والكرم حتى سُمي بكريم أهل البيت لكثرة سخائه وكرمه وعطائه، واهتمامه بالفقراء والمحتاجين والمعوزين...

الإمام الحسن(ع) هو أحد أصحاب الكساء وكان النبي(ص) قد اصطحبه يوم المباهلة مع أخيه الحسين(ع) وأبيه علي(ع) وأمه فاطمة(ع)...

ولد الإمام الحسن(ع) في ليلة أو يوم النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة، ولكن الشيخ الكليني نقل رواية في الكافي تذهب إلى القول إن ولادته (ع) كانت في السنة الثانية للهجرة.

الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) هو الإمام الثاني، وابن الإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء(ع). تصدّى للإمامة والخلافة في السابعة والثلاثين من عمره الشريف، وعقد الصلح مع معاوية في عام 41 هـ. استمرت خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام. ترك الإمام الحسن(ع) الكوفة بعد الصلح إلى المدينة، وأقام فيها عشر سنوات لحين استشهاده، ودفن في مقبرة البقيع.

تحمل الإمام(ع) مسؤولية الإمامة والخلافة وهي مسؤولية جسيمة. كما قام بمهمة إيجاد حالة من التضامن والتوفيق بين المسلمين، ومنعهم من الفرقة، فتمخض عن ذلك قبول الإمام(ع) الصلح مع معاوية، وهي تدل على شخصيته القويمة وحلمه. وتعتبر فترة خلافته وصلحه مع معاوية من أهم الحوادث التي عاشها الإمام(ع) فضلاً عن أيام حياته التي عاشها في صدر الإسلام والتي كانت جميعاً سبباً في الوحدة وبمثابة تعاليم دينية وأخلاقية طوال تاريخ المسلمين وخاصة أتباع مدرسة أهل البيت(ع)، وكان لها أيضاً التأثير العميق على مفاهيم أساسية من قبيل الاقتدار والحرب والصلح.

النسب والكنية واللقب

وقد تميز الإمام الحسن المجتبى بالحلم والسماحة والجود والكرم حتى سُمي بكريم أهل البيت لكثرة سخائه وكرمه وعطائه، واهتمامه بالفقراء والمحتاجين والمعوزين.

وشخصية بحجم الإمام الحسن الزكي(ع) بحاجة للكثير من الدراسات التحليلية لمعرفة أبعاد شخصيته العظيمة، والظروف التي عايشها في حياته، وما تركه من آثار أخلاقية واجتماعية وفكرية وعقائدية للأجيال المتعاقبة، فالإمام الحسن  شخصية كبيرة، وقد عاش إرهاصات نشر الإسلام في ظل جده الرسول الأكرم، كما تحمل المعاناة والآلام والشدائد في سبيل تثبيت دعائم الإسلام وأركانه، وشاهد وشارك وجاهد في تحمل المسؤولية في مواجهة الناكثين والفاسقين والمارقين في عهد والده الإمام علي بن أبي طالب(ع).

وقد واجه الإمام الحسن الزكي(ع)في حياته الكثير من المعاناة والألم والمحن، وتحمل من صنوف الأذى النفسي والعنف المعنوي الشيء الكثير، حتى من بعض أصحابه الذين لاقوه بالنقد الشديد لإبرامه الصلح مع معاوية مع علمهم باضطراره لذلك... وهذه هي المحنة الأولى والأصعب على الإمام؛ إذ أن بعض أقرب الناس إليه لم يستوعبوا ما قام به الإمام الحسن من صلح مع معاوية، وعاتبوه بل وتلفظوا عليه بما لا يليق!

فهذا سفيان بن أبي ليلى يقول له: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال(ع)له: «ما أذللتهم، ولكن كرهت أن أفنيهم وأستأصل شأفتهم لأجل الدنيا»

وقد أوضح الإمام الحسن(ع) أن من أهدافه من إبرام الصلح هو الحفاظ على البقية الباقية من المؤمنين؛ فقد قال  لمالك بن ضمرة لما عاتبه على الصلح:

»خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض، فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي

وقال لأبي سعيد لما سأله عن علة الصلح أيضاً: «لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل«

والمحنة الأخرى التي واجهها الإمام الحسن(ع)كانت مع أعدائه: إذ قام الأمويون بحملة لتشويه شخصية الإمام الحسن(ع)حيث شنوا عليه حملة دعائية لتشويه شخصيته، ولفقوا عليه اتهامات كاذبة من قبيل: إنه كثير الزواج والطلاق، ووضع أحاديث مزورة تعطي انطباعاً غير لائق عن شخصيته وسيرته ومقامه وفضله.

ولما رأى الأمويون اصطفاف الناس حول الإمام الحسن(ع)المدينة، وبعد محاولات عديدة لم تحقق أهدافها لاغتيال شخصيته المعنوية والاعتبارية، وضعوا خطة محكمة للقضاء الجسدي على الإمام الحسن(ع)من أجل التخلص منه نهائياً.

وبالفعل قاموا باغتيال الإمام الحسن(ع) بسم زعاف تم دسه إليه بواسطة زوجته (جعدة بنت الأشعث) التي وضعت السم في جرعة من اللبن وقدمته للإمام الحسن وهو صائم!

وقد بقي الإمام الحسن(ع)أربعين يوماً بعد شربه للبن المسموم حتى لحق بالرفيق الأعلى شاهداً وشهيداً.

وهكذا توج الإمام الحسن المجتبى(ع) جهاده العظيم بالشهادة، فذهب لربه شهيداً بعدما قاد الأمة خلال فترة إمامته التي استمرت عشر سنوات في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.

فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: